الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفتنا اليوم عضو المجلس التنفيذي للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد. ميزانية رعاية الشباب تصب في لعبة واحدة.. والبطولات العالمية غائبة الرياضيون أشغلهم التعصب والشهرة.. والاكاديميون اهتموا بالانجازات العلمية رؤساء الأندية تخلوا عن الروح الرياضية .. ولا وجود للألوان في منزلي * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - حوالي 25 بالمائة * من أي زاوية تنظرين الى الرياضة؟ - من زاوية أهميتها في بناء الجسم وصحته ورشاقته، ومن زاوية المتعة عند مشاهدة العروض الرياضية المتميزة مثل الجمباز والتزحلق على الماء والتزحلق على الجليد، وسباقات الخيل، وبعض مباريات كرة القدم في كأس العالم. *ماهي ألوان الأندية الموجودة في منزلك؟ -لا اهتمام لي بهذا الأمر، فاختياري لألوان الأثاث في منزلي يخضع لتناسقها مع لون حوائط الغرفة، وباقي محتوياتها طبقاً لما يعجبني منها. *بين مؤيدي الرياضة النسائية ورافضيها أين تقفين ؟ - أقف مع مؤيديها. * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسبين له ألف حساب؟ -أن أمارسها في محيط نسائي محض. *كيف ترين العلاقة بين الصحة والرياضة؟ -علاقة الرياضة البدنية بصحة الإنسان علاقة وطيدة، خصوصا رياضة المشي، فالذي يمارسها لن يشكو من السمنة وارتفاع السكر وضغط الدم وآلام المفاصل وهشاشة العظام وخشونة الركبة وضعف العضلات وغيرها من الأمراض، وهذه الأمراض نسبة إصابة السعوديين بها كبيرة، ولا سيما السيدات، فيوجد لدينا فتيات في سن العشرين ومصابات بهشاشة العظام ، وأصبحت المرأة السعودية ثالث امرأة في العالم الأكثر سمنة، وذلك لعدم توفر فرصة المشي لديها، ولا توجد أنظمة وقوانين تحميها من المعاكسات، مع افتقارنا للحدائق العامة والأندية الرياضية التي تُمارس فيها مختلف أنواع الرياضة ولا سيما رياضة المشي. * وهل تتفقين مع من يقول إن طريق تطوير الصحة والرياضة لا بد أن يمر بالكوادر الأجنبية المميزة؟ - اتفق مع من يقول إن طريق تطوير الصحة والرياضة لا يتم إلاّ بالكوادر المتميزة، ولكن اختلف معه بتحديدها بالأجنبية، فلدينا كوادر سعودية وعربية وإسلامية متميزة في الصحة والرياضة. *ألا تعد النظرة القاصرة للرياضة تعدياً على المفهوم الإيجابي للتعايش؟ وكيف نتعامل معها؟ - هي كذلك، ولكن لابد من التوعية لتصحيح هذه النظرة القاصرة، وأرى أنّ الرئاسة العامة لرعاية الشباب عليها أن تضع خطة لهذه التوعية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، وترصد ميزانية لها. *هل يمكن أن نشبه "التعصب الرياضي" بالوباء؟ - هو بلا شك وباء عندما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، أو قطع أواصر الرحم، والطلاق بين الأزواج، أو إشاعة الفرقة بين الأشقاء من الشعوب، كما حصل بين مصر والجزائر في نهائيات كأس العالم عام 2010م. *وهل ترين بأنّ الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الصحيح؟ -الرياضة أخلاق وعلم وفن ومهارة وثقافة، وعلينا التعامل معها بموجب هذا المفهوم، فنتخلى عن التعصب، ومحاربة المتميزين والمتفوقين، وأن يسود اللاعبون في الألعاب ذات الفرق روح الفريق الواحد، ويساند بعضهم البعض لتحقيق أهداف تحقق الفوز لفريقهم، وعلى لاعبي الفرق الرياضية والألعاب الفردية الجمع في ألعابهم بين كونها علماً وفناً معاً دون الفصل بينهما، ولكن للأسف نادراً ما نرى ألعاباً تجمع بين الاثنين معاً خصوصا في فرقنا المحلية. *بصراحة ألا يغار معشر الأكاديميين من شهرة الرياضي؟ - الأكاديمي الحق لا يسعى للشهرة، ولا تهمه شهرة الرياضي، كل الذي يهمه ما يحققه من إنجازات علمية في مجاله. *أسهمتِ في تأسيس المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، ورأستيها "تطوعاً" لمدة سبع سنوات، ألم تفكري بتأسيس ناد رياضي لمحاربة السمنة لدى السيدات؟ - لقد نذرتُ نفسي للأعمال التطوعية، ولم أفكر في مثل هذا المشروع، ولا أي مشروع ربحي، فأنا لا أجيد هذا الفن. * أنت عضوة في المجلس التنفيذي وعضوة لجنة الثقافة والنشر بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ألم تمر عليكم في الجمعية شكاوي أو معاناة رياضيين من أنديتهم والجهات الأخرى؟ -لم تمر علينا شكاوى من هذا القبيل. * أيضا أنت عضوة اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، هل لكِ اطلاع على التاريخ الرياضي السعودي؟ - للأسف لم أطلع عليه، ولكن من ملاحظاتي على الحركة الرياضة السعودية، أنّها تكاد تضع كل ثقلها على لعبة واحدة، هي كرة القدم، وتقريباً معظم ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنفق على هذه اللعبة، ومع هذا لم نحقق إنجازات على مستوى عالمي حتى المباريات التي نصل فيها إلى كأس العالم نخرج في أغلب المباريات من أول دور، ومرة في التسعينيات وصلنا إلى الدور الثاني، وفي السنوات الأخيرة ضعف مستوى منتخبنا حتى أصبحنا نُهزم على المستوى الخليجي أي لا يتمتع لاعبونا بالنَّفَس الطويل، ولم نصل ولا في مباراة من مباراة كأس العالم إلى الدور الرباعي. * كذلك أنتِ عضوة في المجلس التأسيسي للحملة العالمية لمقاومة العدوان، هل ترين أننا نحتاج الآن الى حملة لمقاومة التعصب الرياضي لدى الجماهير والإعلام ورؤساء الأندية؟ - لا نستطيع التخلص من التعصب الرياضي إلاّ بتربية أولادنا منذ الصغر أنّ الرياضة أخلاق وعلم وفن ومهارة ومتعة وثقافة، وأنّ التعصب يبعدها عن هذه القيم السامية والمعاني الجميلة، فالتعصب يتنافى مع الخلق الرياضي، والرياضة تتبرأ من التعصب والمتعصبين. *مارستِ الكتابة في جميع الصحف المحلية وبعض المجلات والصحف الخليجية والعربية، والمشاركة في برامج تلفازية في القنوات السعودية والخليجية والعربية، أين الجانب الرياضي من هذه الأطروحات؟ - ليس له نصيب فيها. * ايضا صدر لك أكثر من عشرين مؤلفاً تناولت قضايا اجتماعية وفكرية وأدبية وإعلامية وسياسية ، وتاريخية درس بعضها في الجامعات، ولك العديد من البحوث والدراسات ولم تتناول الجانب الرياضي.. لماذا ؟ -لأنّني لم أُلِم بهذا العلم، ولم أتقن فنه، ولا أستطيع الخوض فيما ليس لي به علم. * قلتَ إن الحماس الصحفي دفع بإحدى الأخوات الصحفيات إلى مقابلة بعض المسؤولين في مكاتب أعمالهم، وإجرائها معهم مقابلات صحفية، وأتمنىِ أن تصل الصحفية السعودية إلى هذه النتيجة، هل هذا يعني معارضتك لعمل المرأة في الإعلام الرياضي؟ -أنا لا أعارض عمل المرأة في الإعلام الرياضي إن كانت تجيده، المهم أن لا تكون متطفلة، أو متسلقة. * بالقدر الذي تحرص فيه المرأة على مطاردة الموضات فإنها متهمة بكسلها وعدم حرصها على الرشاقة من خلال الرياضة؟ - بالعكس المرأة بصورة عامة مهتمة برشاقتها، ولكن عندما تكون الظروف المحيطة بها تحول دون رشاقتها كوضع المرأة في مجتمعنا السعودي الذي يُحرّم عليها ممارستها للرياضة البدنية بين بنات جنسها، ويلزمها بالمشي مغطية لوجهها، ومع هذا لا تسلم من معاكسة المارة. * في جانب الرياضة السعودية هل ترين في المستقبل ثمة "احتلال للمرأة لمواقع القيادة في الاندية"؟ - لا أتوقع للمرأة السعودية الوصول إلى أي موقع قيادي، طالما هناك من نصّبوا أنفسهم أوصياء عليها فحرّموا عليها ما أباحه الله لها. *إلى متى ومنتخباتنا ترزح تحت فكر "إدارة الأزمات"؟ - إلى أن نُحسن إدارة أنديتنا وتدريب منتخباتنا. *هل ترين ثمة أوجه تشابه بين لجنة حكام كرة القدم وجمعية حقوق الانسان؟ - أوجه الشبه بينهما في أنّ كل منهما حريص على المحافظة على الحقوق وتطبيق القوانين. * لماذا يطلق المثقفون مسمى "الجلد المنفوخ" على كرة القدم استخفافاً بها ثم لا يلبثون أن يطلقوا نيرانهم في كل اتجاه بعد أي خسارة للمنتخب؟ - لست أدري لمَ كل هذا التحامل على المثقفين؟ فلا توجد خصومة بين المثقفين والرياضيين، ولا أعتقد أنّ كل المثقفين يستخفون بالكرة، فأرجو عدم التعميم، ثُمّ إنّ أية خسارة للمنتخب خسارة للبلد، وخسارة للأموال الطائلة التي أنفقت على اللاعبين ومدربيهم، والهزيمة مؤلمة أياً كانت. * "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها على الرغم من خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ -الرياضة أخلاق وعلم وفن ومهارة ومتعة قبل أن تكون مالاً وشُهرة. * التعصب في تشجيع الأندية هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ ولماذا؟ -هو بلا شك تطرف فكري، لأنّه بعيد عن الحياد والاعتدال. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - حصل تسلل عليّ من قبل أعداء النجاح في أكثر من عمل. *لماذا في رأيك دفنت تراشقات مسؤولي أندية كرة القدم الروح الرياضية؟ - لأنّهم بتراشقهم تخلوا عن الروح الرياضية. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرينها؟ - في وجوه المفسدين في الأرض والمتسترين عليهم. * ولمن توجين البطاقة الصفراء؟ - لمن ينتهك حقوق الإنسان.