الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها إما حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو رجل المال والأعمال إبراهيم بن موسى الزويد * في أمريكا المتطورة علمياً وثقافياً تعتمد الرياضة بأنواعها بشكل رئيسي على الجامعات والكليات بينما يعاني الرياضي الجامعي لدينا من شبح الحرمان والفصل؛ لو حدث أن غاب عن بعض المحاضرات لمشاركته في بطولة ما .. ترى أين يكمن الفرق؟ وما هي الطريقة الأصح بيننا وبينهم؟ - باعتقادي أن هناك خللاً؛ فنعلم جميعاً أن المشاركين الرياضيين في شتى المناشط يمنحون خطابات لمراجعهم كمبرر لتلك الغيابات، ولعلها قرار وزاري. دعم الكادر الرياضي يتم من خلال مراعاة مشاركاته بما ينسجم مع بناء مستقبلة أيضا. * كونك رئيس مجلس الأمناء لكليات الغد الدولية للعلوم الصحية، ما نصيب الرياضة وأنشطتها وممارستها داخل أروقه الكليات اهتماماتكم؟ - نصيب وافر فالرياضة أصبحت مطلباً ضرورياً؛ بغض النظر عن أنها هواية بل أضحت صناعة ، فنحن ندرك أهميتها ومكانتها لدى الطلاب لذا لها نصيب أيضاً ليس بالقليل من مصروفاتنا، و يحظى النشاط الرياضي بنصيب وافر من وقت الطالب والرياضة جزء من العملية التربوية، إضافة إلى أن وزارة التعليم العالي تسعى باستمرار لتفعيل هذا النشاط بمختلف المناطق السعودية. * أين أنت من الاستثمار الرياضي من خلال أكاديميات البراعم وصالات اللياقة والعلاج الطبيعي؟. - تعلم التوسع بالعمل في فترة قصيرة يحتاج دراية ودراسة مقننة لكي لا تتراجع في منتصف الطريق، ولعلنا نضع نصب أعيينا تلك الاستثمارات وخاصة العلاج الطبيعي من خلال مراكز طبية متخصصة على كفاءة عالية من التأهيل الذي يبحث عنه كل مريض شفاه الله، وهذا قبل أن يكن استثمار فهو واجب وطني. * ألا ترى بأن هناك دوراً مهماً يجب أن تضطلع به الشركات السعودية للنهوض بالمنتخبات والفرق السعودية؟ - بكل تأكيد فالشركات مطالبة بالمساهمة مع المنتخبات والفرق الوطنية، كحس وطني وردا لوفاء هذا الوطن، ونحن لنا مساهمات من خلال دعم الأندية مالياً وكذلك المنتخبات من خلال المباريات التي تخوضها ووسائل الدعم كثيرة وكثرتها تسهم في توسيع مجال المشاركة والدعم. * بما أنك أحد رجال الأعمال الذين دعموا المهرجانات السياحية والشبابية ومنها مهرجان (بريدة الترويحي) لماذا لا يطال هذا الدعم أنديتها؟ - ومن يقل أننا لم ندعم أندية القصيم، فهذا واجب وطني تمليه علينا النفس من اجل النهوض برياضة وشباب هذا الوطن، ولو سألت مسؤولي أندية المنطقة لعلمت، لكننا في الدعم ننطلق من رؤية وطنية دون انحياز رياضي. * نلمس حالة هرولة من بعض المستثمرين العرب نحو شراء حصص في الأندية الأوروبية، فهل ترى في تلك الهرولة بحثاً عن مكاسب تجارية أم مكاسب إعلامية؟ - في كلتا الحالتين يعتبر المستثمر كاسباً، فلو لم يحقق هدفه الربحي من خلال شراء حصص الأندية، فحتماً أن المكاسب الإعلامية ستنعكس إيجاباً على باقي استثمارات المستثمر ليحقق بعدها هدفه الذي يرمي إليه. الحكام أشبه برجال الأعمال ..وعقود اللاعبين أصبحت تنافس العقار * كاقتصادي، في اعتقادك لو تمت عملية تخصيص الأندية وطرحت أسهمها في السوق السعودي أي منها سيتصدر محفظتك المالية؟. - تلك الأندية التي لا ترضى أن تختتم موسمها الرياضي دون تذوق الذهب وتحقيق البطولات في شتى الألعاب، لكن ذلك سيسهم بالفعل في ازدهار المناخ الرياضي السعودي. * هل ترى ثمة تشابها بين حكم المباراة ورجل الأعمال؟ - نعم ؛ فبرهة الانتظار التي يطلق فيها الحكم قراراه ورجل الأعمال هو الآخر قراراه في بعض المواقف تحرج كثيراً، لذا فمسؤولية كل منهما هامة ولكن الفرق يكمن بالصافرة والقلم بينهما والقرار. * كونك تمتلك المركز الخليجي للاستثمار العقاري هل يمكن أن نشبه ارتفاع أسعار السوق العقارية بارتفاع قيمة عقود اللاعبين؛ وهل وصل الأمر للتضخم في كلتا الحالتين من وجهة نظرك؟. - لكل سوق منطقة يحكمه ويؤثر في حركته. * ألا ترى أن الاستثمار في عقود اللاعبين يفوق ربحية المرابحة العقارية في الوقت الراهن، ولماذا لا تتجه لذلك إن كنت تشاطرني الرأي؟. - حقيقة بعد الأرقام الفلكية التي نسمعها نعم يفوق ربحية العقارات والمتاجرة بها، القرار يحتاج لمختصين نستعين بهم لقراءة الفوارق الفنية بين اللاعبين. * وهل أنت مؤمن بالجانب الدعائي والإعلاني من خلال الرياضة؟. - نعم، فهو بداية النجاح الحقيقية لكل مشروع وإلا فلن تنتشر بضائعك أو يتم التعريف بها، ونحن ولله الحمد ماضون في ذلك وبقوة؛ ولاشك أن الملاعب الرياضية وصفحات الصحف وغيرها قد شهدت تواجداً واسعاً وتحديداً في المناسبات والأحداث الرياضية التي تشهد حضوراً واسعاً. * إلى متى ومنتخباتنا ترزح تحت فكر «إدارة الأزمات» ولماذا تحدث الأزمات أصلاً؟ - إلى أن يتم التخطيط السليم والإستراتيجية وعدم استعجال النتائج؛ بعدها فتش عن الأزمات ولن تجدها وكلي ثقة ان الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بقيادة أمير الشباب نواف بن فيصل ماضية في هذا الصدد وبخطوات واثقة. * لماذا يطلق البعض مسمى الجلد المنفوخ على كرة القدم استخفافا بها؛ ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة للمنتخب ؟ - جبل الإنسان على رفض الخسارة، فقلة هم يتعاملون بعقلانية عند الهزيمة، والانتصار مغاير فكل يرى حسب زاويته ويفند الأمور حسب هواه، لذا تتوقف تلك النيران ولكن حتماً ستعود ، فالدوام لله سبحانه. * أثبتت الأرقام والإحصائيات انخفاض الحوادث المرورية بدرجة كبيرة بعد تطبيق نظام ساهر هل تقترح نظاماً مشابهاً لحل مشكلة التعصب الرياضي؟ - أولاً نحيي نظام (ساهر) كفكرة؛ كونه ساهم في قلة الحوادث واستنزاف الأرواح، والمسألة لا تحتاج (ساهر) بل هي بأمس الحاجة لضبط النفس بداية من رؤساء الأندية كونهم قدوة لجماهيرهم، وثق أنه لو تم نشر مبادئ التآخي والتسامح فيما بينهم فحتما ستتبخر تلك العادة. * لو قيض لك أن تعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ - من بوابة المنتخب، لأنها تتسع للجميع. * هل ترى بأن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - أعتقد أنها كذلك ، الرياضة تربى الذوق والتنافس والروح الرياضية ، ولان الثقافة سلوك غالباً يمكن للرياضة ان تنمى روح الرقى لدى الشباب إضافة الى تفعيل الدور الثقافي للأندية من إقامة المحاضرات والندوات التوعية للشباب وتفعيل كافة الجوانب الثقافية عبر طاقاتها كما كان في السابق لأدرك أن الرياضية ليس كرة فقط. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق ؟ ولماذا؟ الرياضة تجمع دائماً، حتى لو بدا أحياناً أنها تفرق فذلك أمر مؤقت. * لو عينت مدرباً وطلب منك تشكيل منتخب رياضي يتشكل من أبرز رجال الأعمال في السعودية، فمن ستختار؟ - سأختار أكثرهم قدرة على الصبر والعطاء والمبادرات الوطنية. * لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العالم هل ستحضر أم ستجير التذكرة لشخص آخر ومن هو ؟ - ربما أجيرها لأحد أبنائي أنا لأحب المدرجات الرياضية غالبا ً. * بصراحة أي الألوان تراه سائداً في منزلك؟ - ألوان الصحراء وألوان العلم وألوان الطبيعة. * ولأي من الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ - للمنتخب؛ أو اسأل أبنائي، فكل منهم مسؤول عن ميوله. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية ؟ - كمتابع منذ زمن بعيد. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها ؟ - لكل من يخرج عن النظام. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - لأصحاب الأفكار المتلونة حسب أهوائهم.