الرياض – عبدالوهاب الوهيب الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو الشاعر والأديب عبدالله بن إدريس •رغم كون منهج صحيفة الدعوة ديني خالص إلا أنك وضعت ضمن أبوابها الرئيسية حينما رأست تحريرها صفحات رياضية كيف تفسر ذلك رغم أن الصحيفة صدرت في وقت كان الرياضة فيه تمارس في نطاق ضيق؟ -حينما صدرت جريدة الدعوة في عهدي وترأست تحريرها وكنت مديرها العام لمدة تسع سنوات عدا السنة الأولى التي كان فيها الأستاذ عبدالعزيز العبدالمنعم مديراً عاماً كان لدي إيمان بتنويع الصفحات لأنها موجهة لجميع الأطياف ولأن القارئ المهتم بالرياضة يجب أن يجد ما يريد في المطبوعة على الأقل ليقرأ ما فيها في الأقسام الأخرى. بيتي رياضي وأسباب منعت كتابتي للقصيدة الرياضية وسألبي الدعوة من أي نادٍ •يقولون إن حرية الكتابة في المجال الرياضي أكبر منها في الشؤون الأخرى .. إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟ -بالتأكيد مساحة الحرية أكبر ربما لكونها بعيدة عن الهموم المؤثرة تأثيراً مباشراً في المجتمع كالأقسام السياسية والمحلية. •في نظرك هل تقف الخصوصية السعودية حاجزاً بالفعل أمام تطور الرياضة السعودية كما ذكر أحد الكتاب السعوديين؟ -لا أعتقد أن الخصوصية السعودية تقف حجر عثرة في طريق التطور أياً كان المجال ويكفي أن نشاهد الآن حجم المشاركة في الأنشطة الرياضية على سبيل الهواية أو حتى الاحتراف وكم المتابعين للرياضة من السعوديين ليتأكد لنا أن خصوصيتنا لا تقف حائلاً أمام الإبداع في أي مجال. •وهل ترى بأن الرياضة ثقافة؟ -بالتأكيد هي ثقافة بل وثقافة تشربناها عبر التاريخ فمعلمنا رسول البشرية عليه الصلاة والسلام سابق زوجته عائشة رضي الله عنها مرتين في دليل على أهمية الرياضة قبل مشروعيتها وضرورتها. •ألم تشاغلك الرياضة يوما ما لتسرق منك قصيدة؟ -لم يحدث ذلك ربما لغياب الحدث أو ربما لأسباب أخرى!! •بعد تفوق نادي الفيصلي من حرمة ثقافياً منذ أمد طويل وتميزه بإصدار إحدى المجلات الثقافية الرائعة "رسالة الفيصلي" هاهو يتفوق إمكانياته ويثبت جدارته رياضياً بين الأندية الممتازة ما الذي يعنيه لك ذلك وأنت والفيصلي تخرجان من رحم مدينة واحدة؟ -ما يحدث لنادي الفيصلي وارتفاع مستواه بشكل ملحوظ ومنافسته بقوة على مراكز متقدمه دليل أن الأندية لا تقاس بحجم مدينتها واسمها وتاريخها بل تقاس بهمم الرجال الذين يديرونها وفكرهم وحسن تدبيرهم للأمور، والشباب القائمون على إدارة شؤون الفيصلي اثبتوا ذلك بلا أدنى شك. الإبداع موجود في الرياضة والدليل النعيمة والثنيان وماجد •هل الروح الغاضبة والناقدة في الوسط الرياضي سبب أم نتيجة لما نحن عليه في كافة المستويات؟ - أبداً لا علاقة لهذا بذاك.. •سبق أن أعلن أحد أبنائك عن ميوله الذي يتوافق مع ميول إخوانه؛ فهل نستطيع أن نطلق مسمى "بيت رياضي" على بيتك؟ -إن كنت تقصد من ناحية التشجيع نعم أما الممارسة فلا اعتقد ذلك لأن الأبناء انقطعوا عن ممارسة الرياضة منذ زمن وإن كان البعض منهم لا زال يمارس رياضة المشي بين فترة وأخرى. •بعد عصر نبذ لاعب الكرة من المجتمع ورميهم بالبيض الفاسد كما يروي أحدهم باتت وظيفتهم ودخلهم المادي في الوقت الحالي محط أنظار الأعين والألسن الحاسدة كيف تفسر ذلك كونك عاصرت المرحلتين؟ -قد يكون المجتمع في السابق لم يستوعب أهمية الرياضة وممارستها وبعد التطور الذي حصل في جميع مناحي الحياة بدأ الوعي بالرياضة وأهميتها للفرد والمجتمع وبالتالي أصبحت حديث الناس وفي الغالب المشاهير وأخبارهم لهم النصيب الأكبر من هذه الأحاديث. •وهل تذكر قصصاً تؤكد ما سبق أو تنفيه؟ -ما اذكره شخصياً أن الرياضة لم تكن محتقرة في مدينتي حرمة والمجمعة اللتين كانتا تتنافسان عن طريق نادييهما الفيصلي والفيحاء في الأنشطة الثقافية والمسرحية والاجتماعية والرياضية ويقبل عليها الناس من مختلف الطبقات. أقمت وليمة عندما تأهل المنتخب لكأس العالم وموقفي مع عبدالرحمن بن سعود لا أنساه •هل ترى ثمة شبه بين الشاعر واللاعب؟ -كل منهما مبدع وله جمهوره فكما يطرب المستمع لقصائد شاعره المفضل يطرب المشجع لإبداعات لاعبه المفضل ويكفي أن ترى كيف يستمتع الجماهير بعطاءات صالح النعيمة ويوسف الثنيان وماجد عبدالله لتعرف كم هو حجم الشغف بالمبدعين في جميع المجالات. •في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ ولماذا؟ -فيها جمع مؤبد كونهم يجمعهم حب الرياضة ومتابعتها وفيها تفريق حينما يلتقي الفريقان المتنافسان فيختلف مشجعوهما كل مع فريقه. •هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" في لغة كرة القدم؟ -لم يحدث ذلك والحمد لله. •بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك ؟ -20 % •متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ؟ -العام الماضي عندما زرت بلدتي الحبيبة "حرمة" وتلقيت دعوة من نادي الفيصلي للاحتفاء بي. •وهل كانت تلك هي الزيارة الوحيدة؟ -سبقها زيارات أذكر منها دعوة تلقيتها من نادي الهلال سنة 2000م حينما كان رئيسه في ذلك الوقت الأمير بندر بن محمد فلبيت الدعوة وحضرت للنادي وألقيت كلمة على اللاعبين ومحاضرة في النادي. •يبدو أن ذكرياتك مع الرياضة والرياضيين عامرة فهل تذكر لنا موقفاً رياضياً لا يزال عالقاً في ذهنك؟ -في أحد الأيام كنت أسير بسيارتي فإذا بأحدهم يقترب بسيارته مني بشكل قريب وشيئاً فشيئاً أخذ ينحني علي بسيارته حتى استوقفني على جانب الطريق ونزل من سيارته واقترب مني وإذا به رئيس نادي النصر آنذاك الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله وكنت لم أعرفه حتى اقترب فنزلت من سيارتي وتبادلنا السلام واعتذر عن طريقة استيقافي رحمه الله وطلب مني محاضرة في نادي النصر واعتذرت منه وقتها بلطف لكوني على وشك السفر على أن يحدث ذلك في وقت آخر. •هل لنا بقصص أخرى عن علاقتك بالرياضة؟ -أذكر أنني وحينما كنت رئيساً للنادي الأدبي بالرياض كان الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يوجه الدعوة لي غير مرة لحضور بعض المناسبات وكنت احضرها احتراماً لشخص الأمير. •لو تلقيت دعوة من أحد الأندية الرياضية لسرد تجربتك الشخصية أو عقد أمسية شعرية أو إلقاء محاضرة فهل ستتجاوب معها؟ -بالتأكيد .. لا يوجد لدي ما يمنع ذلك إذا سمحت ظروف الوقت والمكان. •لمن تقرأ من الكتاب الرياضيين؟ -في السابق كنت أقرأ لتركي السديري وخالد المالك وهاشم عبده هاشم وسليمان العيسى، أما في الوقت الحالي فأقرأ لتركي الناصر السديري ولبعض كتابات عبدالله الضويحي. •لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ -لا استطيع أن أكون فئوياً فأوجه الدعوة للبعض واترك الآخر. رغم أن تشريف الرياضيين لمنزلي يسعدني باختلاف ميولهم وانتماءاتهم. •بصراحة أي ألوان الأندية تراه سائداً في منزلك؟ -في ظني أنه اللون الأزرق. •في نظرك هل تندرج النظرة القاصرة للرياضة تحت عنوان كتاب المفكر إبراهيم البليهي "وأد مقومات الإبداع"؟ -قلت في إجابة سابقة أن الرياضة فيها من الإبداع والمبدعين كما في الشؤون الأخرى ولا أعتقد بأن شيئاً بإمكانه الوقوف في وجه المبدع. •بصراحة دعمك السنوي كعضو شرف بنادي الفيصلي هل هو دعم للرياضة أم يعود لكونك أحد أبناء حرمة؟ - بالتأكيد كونه موجوداً في بلدتي الحبيبة حرمه له دور كبير في الدعم ولكن أيضا إيماني بالدور الذي يلعبه للنهوض بشباب المدينة له دور مشابه. •أي الأندية السعودية يشدك أداؤها ؟ -أنا متابع لكرة القدم ويشدني أكثر من نادي ولا تستغرب إن قلت لك أنني أتابع الهلال وأتابع النصر والأهلي والشباب. •وهل سبق أن أثر بك حدث رياضي؟ - نعم .. في عام 1994م حينما تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم بأمريكا تأثر أبنائي كثيراً وتفاعلوا بشكل واضح مع ذلك المنجز الوطني الأمر الذي دعاني لإقامة وليمة خاصة بهم لترسيخ ذلك الشعور وتأصيله لديهم.