أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي يُقام في الفترة من 7 إلى 14 ديسمبر المقبل، عن تكريمها للسينمائي الألماني المخضرم الذي ترشح لنيل الأوسكار "فيرنر هيرزوغ" بمنحه "جائزة تكريم إنجازات الفنانين". وسينضم "هيرزوغ"، الذي يعتبر أحد آباء "السينما الألمانية الحديثة"، والتي نهضت بقطاع السينما في هذا البلد، إلى كل من الممثل المصري القدير جميل راتب، والمؤلف الموسيقي الهندي "إيه. آر. رحمن" لنيل هذه الجائزة المرموقة. وسيقوم مهرجان دبي السينمائي الدولي بعرض فيلم هيرزوع الكلاسيكي الشهير "فيتزجيرالدو"، إلى جانب أحدث أفلامه "في الهاوية". ويتميّز "هيرزوغ" بتعدد مواهبه، وشموليتها، فهو خبير سينمائي، ومؤلف، ومُحبٌّ للمغامرات، كما يملك في رصيده 18 فيلماً روائياً طويلاً، وأكثر من 30 فيلماً وثائقياً، و7 أفلام روائية قصيرة، و18 إنتاجاً في الأوبرا، و3 إنتاجات مسرحية. وعلى امتداد حياته المهنية الغنية، التي تزيد عن 45 عاماً، عمل "هيرزوغ" في أكثر من مجال، فكان مخرجاً، ومنتجاً، وكاتب سيناريوهات، وممثلاً، ومخرج حفلات أوبرا. ويُنسب إليه إنجاز فريد، من نوعه، في أنه المخرج الوحيد، في العالم، الذي سنحت له الفرصة بإنتاج فيلم في كل قارة من قارات العالم. وتكمن مساهمة "هيرزوغ" الإبداعية في قيامه بإحداث نقلة نوعية في قطاع السينما الألمانية، المتدهور من ستينات إلى ثمانينات القرن الماضي، عندما وحَّد الصفوف مع المخرجين الذين شاركوه رؤيته الطامحة، ونظرته الثاقبة، في عالم السينما، فعملوا على إنتاج أفلام سينمائية، "قصيرة"، وآسرة، تجتذب الجماهير الذوّاقة للفنون، وتحظى بإعجابهم. وساعدت هذه الخطوات، بدورها، في حصول المخرجين على التمويل بميزانيات ضخمة، مما أحدث انتعاشاً في السينما الألمانية، دأب خلاله هؤلاء المخرجون على إنتاج الأفلام، دون المساومة على الجودة، إطلاقاً. فيرنر هيرتزوغ وقد ترشح "هيرزوغ" لجائزة الأوسكار في دورة عام 2009، عن فيلمه الوثائقي "مواجهات في نهاية العالم"، والذي يقدم قارة "أنتراكتيكا" أو القطب الجنوبي المُتجمّد، والشعب الذي يعيش ضمنها، والمناظر الموجودة فيها، من منظور لم يسبق لغيره من المخرجين أن طرحه. وتشتمل قائمة أعماله المشهورة أيضاً "فيتزجرالدو"، الذي ربح عنه جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي لعام 1982، وفيلم "إشارات الحياة"، وهو فيلمه الروائي الطويل الأول، الذي أحرز من خلاله جائزة الدب الفضي، الاستثنائية، في مهرجان برلين السينمائي في العام 1968، وفيلم "سرّ كاسبار هاوسر" (الجائزة الكبرى من مهرجان كان السينمائي لعام 1975)، وفيلما "ويزيك"، و"حيث يحلم النمل الأخضر"، (وكلاهما ترشحا لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي)، وفيلم المغامرات "أغيري وغضب الإله" (ترشح لجوائز "سيزر")، وفيلم "صديقي الحميم" (وترشّح للفوز بجوائز الأفلام الأوروبية). فيلم فيتزجرالدو ويعد "هيرزوغ" المخرج الوحيد في التاريخ الحديث يتقدّم بفيلمين للمشاركة في منافسات مهرجان البندقية السينمائي لعام 2009، وذلك عن فيلميه "ملازم فاسد: مرفأ كول نيو أورلينز" وهو دراما بوليسية من بطولة النجم نيكولاس كيج، و"ابني، ابني ماذا فعلت؟". وقد ترشح كلا هذين الفيلمين لنيل جائزة الأسد الذهبي التي يقدمها المهرجان. وكان قد أحرز جائزة "فيبريسكي" في مهرجان البندقية السينمائي عن فيلم الخيال العلمي "البعيد الأزرق الوحشي" في العام 2005، وترشح أيضاً لجائزة الأسد الذهبي عن فيلم "صرخة الحجر" في العام 1991. ونال جائزة التقدير الخاصة "باستون بيانكو" للنقاد السينمائيين عن فيلم "أصداء من إمبراطورية كئيبة" في العام 1990. وبحسّه الاستكشافي، الذي برز عنده في سن ال14، عندما حلم بزيارة أرجاء العالم كافة، عمل "هيرزوغ" على توثيق حياة الناس المجهولين، والمغمورين. ففي فيلمه الوثائقي بعنوان "أناس سعداء: عام في التايجا"، يقدّم المخرج الكبير نظرة موسّعة عن أسلوب معيشة القبائل الأصلية، في سيبيريا. وفي فيلمه "كهف الأحلام المنسية"، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي العام 2010، يوثّق "هيرزوغ" رحلته إلى كهف "شوفيه" في فرنسا. وكان "هيرزوغ"، الذي انتخبته مجلة "إنترتينمينت ويكلي"، المخرج ال35 الأفضل على مرّ التاريخ"، قد ترشَّح لجائزة "إيمي" في العام 1999، في فئة "أفضل فيلم خاص واقعي"، عن فيلمه "ديتر الصغير يرغب بالتحليق". كما تمّ منحه جائزة "أفضل إنجاز إخراجي في فيلم وثائقي" من جمعية المخرجين الأميركيين عن فيلمه "الرجل الأشيب"، في العام 2005. وبهذه المناسبة، قال فيرنر هيرزوغ: "إنه ليشرفني حقاً أن أنال "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" من مهرجان دبي السينمائي الدولي، والتي تتوج 50 عاماً من مسيرتي المهنية صانعاً للأفلام. ولكنني بالطبع لا أعتبرها نهاية المطاف، بل منتصف الطريق، فجعبتي لا تزال زاخرة بالكثير. وفي الحقيقة، أخطط لتصوير فيلمي التالي "ملكة الصحراء" في الشرق الأوسط، وهو يحكي قصة المستشرقة البريطانية جيرترود بيل". يذكر أنه خلال الدورات السابقة، منح مهرجان دبي السينمائي الدولي "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" لكوكبة من الفنانين والسينمائيين المميزين، بمن فيها: عمر الشريف، وعادل إمام، ومورغان فريمان، وشون بن، وأميتاب باتشان، وشاروخ خان، وداوود عبد السيد، والراحل يوسف شاهين، ورشيد بوشارب، وسليمان سيسي، ونبيل المالح، وأوليفر ستون، وداني جلوفر، وتيري جيليام، وياش شوبرا، وسوبهاش جاي. سيقوم مهرجان دبي السينمائي بعرض 171 فيلماً، من 56 دولة، تمثّل أفضل الأعمال السينمائية، المحلية، والإقليمية، والعالمية، في الفترة من 7 حتى 14 ديسمبر. وستُعرض هذه الأفلام في "مول الإمارات"، و"مدينة جميرا"، وفي منطقة "ذا ووك" (الممشى)، في "جميرا بيتش ريزيدنس".