استقرت أسعار الذهب أمس الخميس بالرغم من تراجع الأسهم بسبب أزمة ديون منطقة اليورو مما قد يدفع المستثمرين إلى بيع المعدن النفيس لتغطية خسائرهم كما وضعت قوة الدولار المزيد من الضغوط على الأسعار. وسجلت الأسهم اليابانية أدنى مستوى في عامين ونصف وعانى اليورو من الضغوط بعد أن أثار مزاد لبيع سندات ألمانية المخاوف من أن تمتد أسوأ أزمة ديون سيادية تواجهها أوروبا إلى القوة الاقتصادية الرئيسية في القارة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.06 بالمئة إلى 1693.84 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0702 بتوقيت جرينتش بعدما انخفض الأربعاء بسبب تراجع الأسهم وبيانات اقتصادية ضعيفة من الصين. وانخفضت أسعار الذهب أكثر من عشرة في المئة منذ أن سجل أعلى سعر له على الاطلاق عند نحو 1920 دولارا في سبتمبر. وقال تقرير اقتصادي متخصص إن أسعار الذهب هبطت خلال تداولات الاسبوع الماضي بتأثير من عمليات جني الارباح ومخاوف المستثمرين من الاوضاع الاقتصاديه التي تحيط بالاتحاد الاوروبي.وتوقع التقرير ان ترتفع اونصة الذهب في البورصات العالمية الى مستوى 1775 دولارا "في حالة تجاوز المقاومة الاولى عند 1748 دولارا" حيث سيستمد الذهب قوة ارتفاعاته من الطلب الفعلي لاسيما بعد سعي الكثير من المستثمرين الى الشراء بالاسعار الحالية لجني ارباح خلال الايام القادمة. ولفت الى ان الانخفاض الحاد في بورصات الاسهم الاوروبية والامريكية دفع الكثير من المتداولين الى تسييل ارصدتهم من الذهب لتغطية خسائرهم في تلك البورصات وهذا ما دفع اسعار المعدن الاصفر الى الانخفاض الاسبوع الماضي. واوضح تقرير الزمردة للمجوهرات ان سلوك التداولات خلال الاسبوع الماضي يعتبر رد فعل طبيعيا وترجمة حقيقية لواقع الاحداث الاقتصادية المسيطرة على الاسواق العالمية ومراحل تأزيم المنطقة الاوروبية من ازمة اليونان والبرتغال الى ازمة ايطاليا السياسية بالاضافة الى المخاوف التي تحوم حول فرنسا. واكد التقرير ان تلك العوامل دفعت المستثمرين الى اتخاذ قرارات متسرعة بالاستغناء عن الذهب ومن الطبيعي ان تكون هناك زيادة في العرض وهبوط للاسعار "لاسيما بعد قيام احدى المحافظ الكبيرة في السوق العالمية ببيع ما يزيد على ملياري دولار من المعدن الاصفر خلال جلسة الاسبوع الماضي ما اصاب الكثير من المستثمرين بالذهول لوقع الخبر".وعادة ما ترتفع اسعار المعادن الثمينة مع زيادة حدة التأزيم الاقتصادي في الاسواق العالمية واتجاه المستثمرين نحو الملاذ الآمن لكن ما حدث الاسبوع الماضي هو "امر عارض يغلب عليه تغطية خسائر بورصات الاسهم بارباح اسعار الذهب". واشار التقرير الى ان هذا العارض هو وقتي ويزول بزوال المؤثر "والشاهد على هذا ان اسعار الذهب الحالية تزيد على اسعار العام الماضي باكثر من 25 في المائة" وهذا ما يؤكده مجلس الذهب العالمي في تقريره الاخير والذي اظهر ان هناك ارتفاعا في الطلب بالربع الثالث من العام الحالي بما يزيد على 1053 طنا من الذهب بزيادة قدرها 6 في المائة عن نفس الفترة من 2010.وقال ان هناك ايضا زيادة في طلبات الشراء من البنوك المركزية حول العالم بمقدار 148 طنا لسعي بعض الدول الى العودة للذهب لاستخدامه كاحتياطي عام لدعم العملة المحلية.