أعرب المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، عن استعداد القوات المسلحة لتسليم السلطة فوراً والعودة لأداء دورها في حماية البلاد في حال طلب الشعب، ومن خلال استفتاء شعبي في حال اقتضت الضرورة ذلك. وأكد طنطاوي، في بيان ألقاه عبر التلفزيون المصري مساء أمس مجدَّداً التزام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالجدول الزمني الذي أعلنته لتسليم السلطة للمدنيين. ورفض الاتهامات التي يسوقها البعض للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالرغبة في الاستئثار بالسلطة والطمع بكرسي الحكم، وبالانحياز إلى طرف سياسي على حساب طرف آخر، مؤكداً أن القوات المسلحة «التي تحمي البلاد تقف على مسافة واحدة من الجميع». وقرَّر المشير طنطاوي، قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتكليفها بالاستمرار في العمل إلى حين تشكيل حكومة إنقاذ وطني لها صلاحيات تمكنها من إكمال الفترة الانتقالية بالتعاون مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والالتزام بإجراء الانتخابات النيابية بتوقيتاتها المحددة وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية شهر يونيو القادم. وأعرب عن أسفه لوقوع ضحايا ومصابين، نتيجة الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير، و»التي أحداث تعود بنا للخلف»، معرباً عن العزاء لأهالي الضحايا. وأضاف المشير طنطاوي ان القوات المسلحة اتخذت موقفاً وطنياً يسجل لها منذ اندلاع ثورة 25 يناير وانحازت لجموع الشعب، وتحمل المجلس العسكري مسؤولية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، وبدأت سلسلة من الإجراءات الإصلاحية في طريق إقامة حياة ديمقراطية. وقال ان المجلس يعلم أن العمل السياسي يقتضي الخلاف في وجهات النظر، إلا أن ذلك تجاوز حد المزايدة، وتعرض المجلس للتجريح في حالات كثيرة تحملها لإدراكه بطبيعة المرحلة الانتقالية. وتابع «كنا ومازلنا على قرارنا الأول، فلم نطلق الرصاص على صدر مواطن مصري، فلدينا عقيدة بأننا جزء من الشعب، ولا يمكن أن نسمح بالوقوف أمام الشعب»، لافتاً إلى أن إدارة البلاد لم تكن بالسهولة التي يتصورها البعض، «فالاقتصاد المصري تراجع بشكل ملحوظ، وكلما اقتربت الأمور من الاستقرار عدنا للخلف». وأضاف «حاول البعض جرَّنا لمواجهات وتحملنا المصاعب والتجريح والتشويه، ولكننا لم نستجب لتلك المحاولات ونلتزم ضبط النفس وتحملت الحكومة هذه المصاعب، فالاحتجاجات والاعتصامات لا تتوقف والإنتاج يتعطل وتقل الموارد، ورغم ذلك كنا دائماً مطالبين بالمزيد وهي معادلة غير متزنة على الإطلاق، ونتيجة لهذا التوتر خرجت استثمارات كثيرة». واتهم المشير طنطاوي أطرافا تعمل في الخفاء، لم يسمها، بتشويه القوات المسلحة المصرية وتشويه صورتها والنيل من سمعتها بالباطل، محذّراً من أن ذلك من شأنه التأثير بالسلب على القوات المسلحة التي قامت بأدوار وطنية باسلة يحفظها التاريخ. كما اتهم تلك الأطراف بمحاولة إفشال العملية السياسية الانتقالية التي تجري بالبلاد من أجل تسليم السلطة للمدنيين، معرباً عن دهشته من حصول توتر غير مبرر عند الاقتراب من إجراء الانتخابات النيابية. وكان آلاف المتظاهرين في القاهرة قرروا بدء اعتصام مفتوح منذ ليل الجمعة – السبت الفائت للمطالبة برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة، وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني لإدارة شؤون البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد لمصر. وتطورت الأوضاع إلى مصادمات بين المعتصمين وبين عناصر الجيش والأمن المركزي، أسفرت بحسب آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة المصرية عن مقتل 33 وإصابة نحو 1700 منذ يوم السبت الفائت.