اعتقل ثوار سابقون في جنوب ليبيا سيف الاسلام القذافي اخر ابناء الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الفارين، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. واعلن وزير العدل وحقوق الانسان الليبي محمد العلاقي السبت لوكالة فرانس برس ان سيف الاسلام القذافي الذي كان يعتبر الوريث لوالده، "اعتقل في جنوب ليبيا" دون تحديد تاريخ اعتقاله. وفي مؤتمر صحافي في طرابلس قال قائد "عمليات الثوار في الزنتان" بشير الطيب ان رجاله "قبضوا على سيف الاسلام مع ثلاثة من مساعديه في منطقة اوباري". واضاف ان سيف الاسلام "سينقل الى الزنتان" (170 كلم جنوب غرب طرابلس) موضحا ان المجلس الوطني الانتقالي هو الذي سيبت في تسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية. وبثت قناة ليبيا الاحرار التي تمولها قطر صورة يظهر فيها سيف الاسلام قالت انها الاولى منذ اعتقاله، وهو كثيف اللحية متكئ على اريكة وقد غطت بطانية ساقيه وهو يلوح بيده اليمنى التي ضمدت ثلاثة من اصابعها. وافاد قادة عسكريون في المجلس الوطني الانتقالي ان سيف الاسلام قد جرح في قصف على قافلة عندما كان يغادر بني وليد خلال سقوط معقل قوات القذافي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر. ولم يكن سيف الاسلام (39 عاما) يشغل اي منصب رسمي لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الاخيرة الى موفد للنظام الليبي الاكثر مصداقيةومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف شباط/فبراير، دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من اجل انقاذ نظام والده. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه في 27 حزيران/يونيو مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب "دور اساسي في تنفيذ الخطة" التي اعدها والده "لقمع" الانتفاضة الشعبية "بكل الوسائل". وانطلقت ابواق السيارات في طرابلس ترحيبا باعتقال سيف الاسلام بعد ان ترددت في العاصمة الليبية صباح السبت شائعات عن اعتقاله. وقد اختفى سيف الاسلام عن الانظار منذ ليل 22 الى 23 اب/اغسطس عندما خرج على الصحافيين الاجانب بعد ان قيل ان الثوار اعتقلوه، مؤكدا ان "كل شيء على ما يرام" في طرابلس وذلك قبل ساعات من سقوط باب العزيزية مقر القذافي في العاصمة. تلفزيونية لسيف الإسلام من قناة الأحرار بعد القبض عليه وتبدو إصابة في أصابع يده وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر اكد مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو ان اعتقاله "مسألة وقت" وقال مرارا انه اجرى "اتصالات" مع سيف الاسلام عبر وسطاء بهدف استسلامه. ودعت منظمة العفو الدولية المجلس الوطني الانتقالي الى تسليم سيف الاسلام الى المحكمة الجنائية الدولية "كي يحاكم على جرائمه المفترضة في محاكمة عادلة". واضافت المنظمة في بيان "بعد ما جرى لمعمر القذافي والمعتصم القذافي (اللذين قتلا بعد القبض عليهما) يجب ان يتحمل المجلس الوطني الانتقالي مسؤولياته ويمنع ان يلقى سيف الاسلام نفس المصير". وكان سيف الاسلام اخر ابناء معمر القذافي الفارين في ليبيا، حيث ان ثلاثة من اخوته قتلوا خلال النزاع وهم سيف العرب في قصف حلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل وخميس في معارك بعد سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس والمعتصم بعد اعتقاله في سرت في العشرين من كانون الاول/تشرين. ولجا بقية ابناء القذافي الى بلدين مجاورين، محمد وهانيبال وعائشة مع ارملته صفية الى الجزائر والساعدي الى النيجر. وقال سيف الاسلام القذافي لرويترز امس انه بصحة جيدة مضيفا انه اصيب بجروح في يده اليمنى اثناء غارة جوية لحلف شمال الأطلسي قبل شهر. وردا على سؤال لمراسلة رويترز ماري لوي جوموتشيان على الطائرة التي نقلته الى مدينة الزنتان عما إذا كان يشعر أنه على ما يرام قال "نعم". وسئل سيف الاسلام الذي تحدث باقتضاب عن ضمادات حول ثلاثة من أصابع يده اليمني فاكتفى بالقول "القوات الجوية..القوات الجوية" وردا على سؤال ان كان يقصد غارة لحلف الأطلسي فقال "نعم .. قبل شهر". وبعد تبادل حديث مقتضب مع السجين ذي اللحية الكثة قال صحفيون ليبيون يعملون مع رويترز التقوا سيف الاسلام انهم لا يشكون في انه هو نجل القذافي فعلا رغم انه أحجم مرارا عن تأكيد هويته بشكل قاطع. الى ذلك دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السبت الزعماء الليبيين الى ضمان محاكمة سيف الاسلام "طبقا للمعايير الدولية" . وقال كاميرون في بيان "ابلغتنا الحكومة الليبية مجددا اليوم انه سيستفيد من محاكمة طبقا للمعايير الدولية، وهو الامر الضروري حدوثه". كما اعرب حلف شمال الاطلسي السبت عن امله في ان تقوم السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية بضمان محاكمة عادلة لسيف الاسلام القذافي. فقد قال مسؤول بارز بالمجلس الوطني الانتقالي السبت ان سيف الاسلام اخر من تبقى من الهاربين من انجال القذافي والذي كان يعتقد يوما انه سيخلف ابيه في الحكم، اعتقل في جنوب ليبيا وذلك بعد اختفائه منذ ثلاثة اشهر. وقالت وانا لونغيسكو المتحدثة باسم الحلف الاطلسي "نثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ستضمنان ان تأخذ العدالة مجراها حتى يمكن ان تبنى ليبيا الجديدة على اساس حكم القانون واحترام حقوق الانسان". وتابعت "انه (سيف الاسلام القذافي) متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية في الصراع الذي ألحق بالشعب الليبي معاناة جمة". ليبيات يحتفلن بساحة الشهداء في طرابلس بعد اعتقال سيف الاسلام ( رويترز)