استبشر عدد من أهالي مركز "الهدّار" في محافظة "الأفلاج" قبل أكثر من خمسة أعوام مضت ببوادر انتهاء أزمة شح مياه الشرب، بعد أن اعتمد مشروع المياة للمركز، معتقدين أن معاناتهم بدأت تنفرج، لاسيما أن مقاول العمل بدأ في التنفيذ حينها، والأمل يحدوهم أن يتم انجاز المشروع في المدة المحددة بحسب العقد الذي تم توقيعه بين المديرية العامة للمياه بمنطقة الرياض، إلاّ أن المقاول لم يلتزم بالعقد، ولم يكمل المشروع، بل تركه معلقاً، وتراكمت الرمال، ونهشت القوارض أخشابه التي أُحضرت لبنائه، حتى بات معرضاً للخطر لكل من اقترب منه، ولا يزال أهالي "الهدار" يعيشون صدمة عدم إكمال المشروع المتعثر، والذي كان أملهم في إنهاء معاناتهم نتيجة شح صهاريج المياه الخاصة، والتي لا تفي باحتياجاتهم. "الرياض" زارت موقع تجمع أهالي الهدار وتزاحمهم اليومي على صهاريج المياه، حيث ذكر " قنيان بن عبدالرحمن النتيفات" -عضو المجلس البلدي- أن معاناتهم كمواطنين طال أمدها، بعد غياب المقاول منذ سنوات، دون أن يكون لمسؤولي المديرية العامة للمياه تدخلاً يساهم في إنهاء المشكلة، ويحاسب المتسبب في ذلك ويريح المواطن من رحلة البحث الدائم عن مصدرٍ للمياه، تجعله يمضي الساعات منتظراً دوره مع مجموعة المواطنين الذي يعيشون المعاناة نفسها، كاشفاً أنه تواصل مع الجهة ذات العلاقة، ولم يجد منها إلاّ "الوعود الوهمية" دون حلٍ ناجح، مشيراً إلى ان الأخشاب تحيط ببرج المياه منذ سنوات بعد أن تركها المقاول، وكذلك شبكة المياه الجديدة أصبحت معرضةً لعبث الأطفال. وحمّل الشيخ "عويضة بن محمد النتيفات" المسؤولية كاملة إلى "المديرية العامة للمياه بمنطقة الرياض" التي وقفت حسب قوله "موقف المتفرج"، رغم معرفتهم عن ما نعانيه من شح في مياه الشرب منذ عشرات السنين، وقال إنها لم تتحرك بعد أن أوقفت الشركة المنفذة منذ سنوات العمل في المشروع محبطة بذلك تفاؤل الأهالي. وأوضح أن الشركة المنفذة استبدلت الشبكة القديمة المتهالكة بشبكة جديدة في بداية استلامها للمشروع، علماً أن الشبكة القديمة التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاماً، كانت جزءاً من الحل رغم ما تشكله من خطر على صحة المواطنين، إلاّ أنها على الأقل توصل مياه إلى المنازل، قبل أن تستبدل منذ سنوات بالشبكة الجديدة، والتي لم تستخدم بَعد، متأملاً أن يتم الانتهاء سريعاً من برج المياه ومحطة التحلية التي وعُد بها المواطنون. وطالب "معيض بن حسين بن نمشان" -عضو المجلس البلدي السابق- بإيجاد حل لتلك المعاناة التي أجبرت المواطنين على تزويد منازلهم بالمياه عبر صهاريج تفتقد لأبسط المقومات الصحية، وقد ينتج عنها مشكلات صحية، نتيجة انعدام الرقابة من الجهات ذات العلاقة على مصدر المياه الوحيد الذي تتزود منه الصهاريج، وتقوم ببيعه على المواطنين بمبالغ قد يصعُب على الكثيرين تحملها.