الثبات على المبادئ والقيم والمواقف النزيهة نهج سعودي راسخ ممتد، ومتأصّل ومتجذّر في السياسة السعودية، انتهجه المؤسس والموحد لبلادنا العزيزة، ورسّخ تلك القيم والمنظومة الأخلاقية، وسار عليها أبناؤه الملوك البررة، ثبات لا يتزعزع، ولا يناور، ولا يداور، ولا يرتهن لمواقف عابرة، أو ينحاز لمصالح ضيقة أياً كانت. وقد فطن لهذا الرسوخ والثبات كل من تعامل مع المملكة العربية السعودية من دول ورؤساء، وهو ما عزّز ثقة العالم في قياداتها المتعاقبة، وجعلها أنموذجاً رائداً رصيناً وشريكاً موثوقاً يهرع إليه ناشدو العدل والمواقف النزيهة. ومن القضايا التي تبنّتها المملكة، وآمنت بعدالتها، القضية الفلسطينية، هذا الجرح الغائر في خاصرة العرب والمسلمين، والذي ما فتئت قيادة بلادنا المتعاقبة على الدفاع والمنافحة عنها، وحشد الرأي العالمي للصدع بالحق، واتخاذ موقف أخلاقي وإنساني تجاه هذه القضية الشائكة الممتدة منذ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. اليوم، تجدد المملكة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية عبر قناعة راسخة لا تتزعزع أو تتبدل ولا تقبل المساومة ولا تخضع لأي مُزايدات سياسية؛ فمن دون سلام عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية فلن تكون هناك أية علاقات دبلوماسية مُحتملة مع إسرائيل. إن مضامين بيان المملكة الصادر مواكباً للحدث، جاء ليؤكد ثبات الموقف السعودي تجاه قضية فلسطين؛ كما أنه يبعث برسالة واضحة ومُباشرة أن هذا الملف ليس محل تفاوض ولا تنازلات ولا مُزايدات، وأن السعوديين يقفون مع الحق الفلسطيني في وجه أي محاولات تسعى لتصفية هذا الحق أو إجهاضه. وهكذا تتجلى في مواقف بلادنا نزاهة القلوب والعقول، وانحيازها الدائم لكل ما يخدم قضايا المسلمين والعرب، مواقف تشرئبّ إليها الضمائر الحية لإخواننا في الدين والعروبة، والتأكيد على أننا ماضون بكل ما أوتينا على دعم هذا الحق، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقه المشروع، وقد أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية في خطابيه أمام مجلس الشورى وخلال رئاسته القمة العربية الإسلامية المُشتركة بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، وهو موقف راسخ ولا يتزعزع. إن الموقف السعودي برمزيّته، وثباته، ورسوخه يفتح أمام العالم بأكمله فرصة للحاق بركب الجهد الدؤوب الذي تقوده المملكة بإشراف مُباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للاعتراف بدولة فلسطين وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة.