وصل كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة الى السودان امس الجمعة ليتعرف بنفسه على الازمة الانسانية في اقليم دارفور بغرب البلاد بعد يوم من توجيه نداء الى الامم الغنية للتعهد بتقديم مزيد من الاموال للمساعدة في انهاء اراقة الدماء هناك. ووصل عنان الى الخرطوم حيث كانت تهطل امطار غزيرة ليجد في استقباله نحو 200 امرأة محتجات على قرار مجلس الامن باحالة جرائم الحرب المزعومة في دارفور الى محكمة دولية. وخلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام سيجري عنان محادثات مع القيادة في السودان ويتوجه الى دارفور ليتفقد مراقبي الاتحاد الافريقي. من جهة اخرى تعهدت الدول المانحة في المؤتمر الذي عقد الخميس الماضي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا بتقديم دعم لوجستي وتوفير وسائل نقل واتصالات وتدريب للقوات الافريقية في دارفور، وحددت المفوضية الافريقية يوم (10) يونيو القادم موعداً لاستئناف مفاوضات ابوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور، وكلفت الامين العام السابق لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم للقيام بدور كبير المفاوضين بدلاً عن احمد الغالب، فيما حث الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان العالم الى مسابقة الزمن لانقاذ دارفور.. ودعا النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الى تلازم المعالجات الامنية والانسانية والسياسية لتسوية الاوضاع في الاقليم واعادتها الى وضعها الطبيعي، ورأى طه الذي خاطب المؤتمر ان وقف اطلاق النار لن يحقق ثماره اذا لم يتم الالتزام بالاجراءات المقررة وتحديد مواقع الاطراف، واتهم المتمردين بخرق الهدنة ورفض تحديد مواقعهم والاعتداء على قوافل الاغاثة. وخلال مؤتمر المانحين اعلنت خمس دول تقديم مساهماتها لتعزيز قوة السلام الافريقية في دارفور، وجاءت المحصلة لمساهمات الدول الخمس (300) مليون دولار، ويقدر الاتحاد الافريقي الميزانية السنوية لقواته ب (460) مليون دولار اذ تبلغ اعداد قوة الاتحاد الافريقي في اقليم دارفور حالياً (2700) رجل، لكن الاتحاد قر رفع هذا العدد الى (7731) رجلاً قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل، وطلب الاتحاد الذي تنقصه الوسائل بشكل كبير للمساعدة المالية واللوجستية من الاسرة الدولية حتى يتمكن من تعزيز قوته.. ومن ابرز المانحين الذين وعدوا بتقديم مساعدات كندا ب (133) مليون دولار، والولايات المتحدة. على صعيد آخر شهدت مدينة رومبيك العاصمة الادارية للحركة الشعبية بجنوب السودان يوماً تاريخياً نهار امس الاول حيث عقدت مفوضية مراجعة الدستور أول جلساتها بالمدينة وسط اجواء احتفالية. وقال قرنق ان هذا الحدث التاريخي يؤكد جدية الطرفين في انهاء المعاناة التي عاشتها البلاد قرابة ربع القرن. هذا وتعقد المفوضية اجتماعات مهمة صباحاً ومساءً على ان تختتم اعمالها اليوم السبت بمؤتمر صحافي يخاطبه النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه وجون قرنق رئيس الحركة الشعبية.