من الأمور الطبيعية أن تمر على بعض النجوم في ملاعبنا على الرغم من امتلاكهم للقدرات والإمكانيات والخبرات فترة يفقد معها النجم جزءاً من بريقه ونجوميته ويكون تواجده خلالها عالة على الفريق ويطالب عشاقه بإبعاده ويتحول بأمر فني من نجم داخل الملعب إلي أسير في دكة الاحتياط أو على قائمة الانتقالات. هذه الفترة الحرجة تحتاج إلى الكثير من العمل وعلى أكثر من جهة حيث علينا البحث عن الأسباب وراء هذا التراجع في المستوى طالما نملك الحلول. هنا تكمن المشكلة أساساً في اللاعب نفسه بصفته المعنى الأول من خلال تكيفه واستعداده النفسي وظروفه الخاصة والمشاكل المحيطة به ودرجة ثقافته وفكره الرياضي حيث يضع نفسه داخل دائرة مغلقة لا يستطيع معها مواصلة الانطلاقة يصل معها إلى الإحباط وفقد الثقة. وقد يكون تراجع مستوى النجوم بسبب الغرور والتعالي على الكرة وبالتالي السقوط والفشل أو لمشاكل داخل النادي مع جهازه الإداري أو الفني أو لمحاربته إعلامياً وجماهيرياً أو لتغير المجموعة التي كان يلعب بجوارها أو لتغير مركزه أو لضغط المباريات أو طول الموسم وقد يكون ضحية للإصابة. ولأي سبب قد يحس النجم بالاكتفاء وأنه أعطى ما عنده ويستسلم للواقع بروح انهزامية بالرغم من أنه من خلال المعطيات مازال قادراً على العطاء والتألق وصنع الفارق. من هنا يحتاج هؤلاء النجوم لفترة من الراحة ومراجعة الحسابات وتحديد الأسباب وراء تراجع مستواهم والعمل على إيجاد الحلول لاستعادة توهجهم ونجوميتهم. هنا يحتاج نجومنا ممن تراجع مستواهم لوقفه جادة من داخل النادي والمجتمع المحيط به بالدعم المتواصل ليستطيع من خلالها العودة ومن أوسع الأبواب لأن خسارتهم واستمرار انحدار مستواهم لا تعني توقفهم فقط ولكن تعني خسارة لمواهب وثروات سينعكس أثارها السلبية على رياضتنا. لذلك أتمنى من اتحاد كرة القدم عمل دراسة ومتابعة لنجومنا في الملاعب والوقوف على مستواهم والعمل على إيجاد المناخ الملائم الذي يضمن استمرار مستواهم بطرق تتناسب وواقع رياضتنا. في المقابل هناك لاعبون لا يشكل تراجع مستواهم مشكلة ولا نأسف على ابتعادهم حيث يكون من صنع الإعلام أو الجمهور ونجوميته تتوقف عند حدود لا يستطيع تجاوزها ولا العطاء أكثر ويكون كثير العصبية والمشاكل وبعيداً عن الأخلاق والروح الرياضية ولا يصلح أن يكون قدوة وينكشف مستواه ويتعرض لأكثر من موقف تجعله دائماً محدود التواجد على صعيد العطاء والفن ومتصدراً لأكثر الأحداث التي نأسف عليها.