«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا. للكوميديا السعودية نجومها اللامعون ونجومها أصحاب الكاريزما الذين صنعوا كاركترات كانت سبب جماهيريتهم، ومن هؤلاء يبرز الفنان النجم فايز المالكي، فايز جاء في البدء ككوميدي متأثر بعطاءات من سبقوه في العمل الفني، إلا أنه لم يلبث أن يقفز إلى عالم النجومية مبكرا، يقول النقاد إن فايز منذ مقدمه إلى الساحة كان مهيأ لأن يحمل العمل الفني بأكمله وهذا ما حدث، فسرعان ما حرق بريق نجاحه نجومية من حوله، من هنا أحببنا أن تكون بدايات هذا الأسبوع مع نجمنا المحبوب وخفيف الظل فايز المالكي الذي وجدناه في الأسبوعين الماضيين متنقلا بين بلده الطائف ومدينة جدة موجودا ومشاركا في الكثير من الفعاليات ذات الصبغة الإنسانية. • كنت تطل بنجوميتك خلال الأسبوعين الماضيين بين جدةوالطائف وشاركت في المناسبات الاجتماعية، هل نتحدث عن تفاصيل تواجدك في جدة حاليا؟ ليس هناك من هو أسعد من الفنان والنجم عندما يتماهى في عطاءاته وحضوره في المناسبات الإنسانية والاجتماعية وكانت سعادتي كبيرة وأنا أحضر الأسبوع الماضي مناسبة عن الأيتام في اليوم العالمي لليتيم، شعوري بالسعادة لم ينته، ذلك كون هذه الفئة من المجتمع تحتاج منا الكثير الكثير الذي لم نقدمه لها بعد، كما أني كنت في المنطقة لزيارة كثير من أصدقائي ومحبي وكذلك عشت مناسباتهم السعيدة كان منها زواج شقيق الفنان حسن اسكندراني في الطائف. • يقال إن: بدايات فايز المالكي كانت صعبة كيف تغلبت عليها؟ ومن الذي يستطيع تحقيق النجاح دون أن يواجه الصعوبات وبذل الجهد الكبير لتقديم نفسه وموهبته، من الطبيعي أن يحدث هذا وبالفعل ذهبت مذاهب عدة لعرض موهبتي وكنت موفقا والحمد لله منذ البدء ولكن العملية لا تعني أنك مقبول وموفق بقدر ما يعني الأمر أن هذه البداية التي تحتاج منك الكثير لتأكيد مكانتك والحصول على مقعد بين الزملاء ومقعد أمام المشاهدين. • صراع فايز المالكي وحسن عسيري إلى أين وصل؟ لا يستوي الأمر، كلنا أصدقاء وزملاء درب في عالم الفن فمشوارنا مع الفن يقابله كل ما هو جميل وما هو غير جميل أيضا، تبدو المشكلات رافعة رأسها في العلاقة بين منسوبي الوسط الفني بطبيعة الحال، حتى ونحن في خلافاتنا العادية لا أرى أنها تفسد للود قضية، فحسن وأنا زملاء درب وأصدقاء أيضا أو إذا قبلت مني أننا «أعدقاء» أظن أن بعض من في الوسط يحبذون ذلك أيضا، دعني أقول لك في الختام إننا نلتقي دوما في المناسبات الاجتماعية والفنية رأسا برأس حتى لو كان حسن يريد عكس ذلك في الأمس. • الثمانينات وشخصية «أبو رنة» البداية كيف كانت؟ الشخصية كانت «كاركتر» وكل نجوم الساحة لدينا وحتى الكبار في العالم العربي أو معظمهم يسكن في دواخله كاركتر معين منه ينطلق إلى فضاءات الإبداع، وتسكن نمطية هذا الكاركتر في دواخله ولا بد أن يظهر منها شيء بحال من الأحوال سواء رغب هذا النجم أو لم يرغب فالذي في الداخل في الداخل. • مشاكل فايز المالكي وزملائه الفنانين والمخرجين متى ستتوقف؟ ليس من مشاكل هناك.. يا الله ألهذه الدرجة يوجد لدي مشكلات لا أعرفها أبدا الذي يحدث أحيانا أن نختلف ويتجه أحد الأطراف إلى الإعلام أو بشكوى رسمية، ولكن سرعان ما تزول، استطيع التأكيد أنني لست صاحب مشاكل ولا باحث عنها.. «يا اخي خفف علينا». • ألا ترى أن المشاهد مل تكرار شخصية «مناحي»؟ اذا كنت معي وتشاهد تلك الأسر الأب والوالدة ومعهما الأطفال وهم يشيرون إلى مناحي في أحد إعلانات السيارات التي يروج لها، سوف لن تسألني هذا السؤال، رأيت بنفسي الكثير من التعليقات وممازحات شخصية مناحي في المناسبات وفي الإعلانات حتى في أسفاري خارج المملكة. كل هذه العوامل تجعلني أؤكد لك أن شخصية مناحي غير مملة وأنها محبذة لدى العام والأطفال على وجه الخصوص. • «سفير النوايا الحسنة لدول الخليج» ماذا قدمت لخدمة المجتمع؟ أحاول قدر المستطاع تقديم ما يمكن تقديمه في هذا المجال الإنساني وربما أدلل على ذلك ببدء حوارنا عندما قلت لك إنني كنت في حفل يوم اليتيم في جدة. • مدرسة محمد العثيم ودورها في تخرج فايز المالكي؟ محمد العثيم كاتب كبير وتختلط أفكاره دوما مع ما يتطلبه الحال في التعامل الدرامي والكتابة بكافة أشكالها، وهو اسم رائد له علينا نحن الممثلين الكثير من الفضل، والذي أرجوه أن تكون نسبة حضور محمد العثيم في الدراما المحلية أكبر بكثير مما هي عليه الآن. • على خريطة الفن السعودي أين موقعك؟ هذه الإجابة لا تنتظرها مني، بل من محبي فني ومن المتابعين لعطاءات الدراما المحلية، فهم من يشعرك بالأمان ويضعك في المكان المناسب إن أنت بذلت جهدا كبيرا لتقديم ما يرضيهم وما يشكل حلولا لبعض مشكلاتهم، لذا أنا على ثقة بأن فايز المالكي ليس بعيدا عن التقديرات الجيدة لدى المتلقي. وأحاول دوما أن أكون عند حسن ظن جمهوري. • الغرور يتسلل إلى بعض الفنانين كيف يتم محاربته؟ ليس من دواء لبعض الداء فالغرور بداية تنتهي حتميا بنهاية ورحيل هذا الاسم أو ذاك من الاهتمامات في كل شيء لذا من يعتقد أن الغرور ضرورة ومتطلب أساسي للتعامل مع جمهوره ووسطه الفني حتما ستجده خارج دائرة الضوء. • نراك تشارك المواطنين همومهم، متى يقتدي فنانونا بك؟ أنا في الأول والختام مواطن ويهمني أن أكون موجودا في أحزان وأتراح وأفراح الناس فأنا أخذت على نفسي عهدا بأن أكون بشكل دائم مع المحتاجين لاسمي ونجوميتي ومجهوداتي التي أبذلها في صالح الحياة الاجتماعية، ولقب فنان ليس للترف بل هو أعباء إضافية مناطة إلى هذا الاسم أو ذاك لتقديم ما يمكن تقديمه للبلد. • لا يطل علينا بعض الفنانين إلا في رمضان، ما أسباب ذلك؟ الأسباب مهما تنوعت في هذا الموضوع تنتهي في النهاية أن الدورات التلفزيونية الخاصة برمضان دورات اقتصادية وتجارية يسعى فيها الكثير من الفنانين لتقديم أنفسهم ومواهبهم بشكل عام على المشاهد، ولا تنس أن رمضان شهر تسوق أيضا وتلفزيون بعد صفته الأصلية كشهر الصيام وتقدير واحترام للآخرين. • رجعت وبقوة إلى التلفزيون السعودي، ما أسباب غيابك عنه؟ هنا المسألة غير ملزمة، الملزم هنا أنك تطل على جمهورك بعمل جديد في كل وقت سواء كان ذلك من خلال التلفزيون السعودي أو من (إم بي سي) التي كنت أقدم أعمالي فيها بحكم عملية الإنتاج الآن ومنذ رمضان الماضي أنا أواصل عملي للتلفزيون السعودي والذي أكلف به رسميا في تقديم دراما تلفزيونية سنوية أرضى عنها ويرضى عنها المسؤولون ووزير الثقافة والإعلام. • تمثيلك أدوارا لناس بسطاء هل هذا داخل شخصيتك؟ وهل تراني غير بسيط؟ أنا ممثل وأؤدي كل الأدوار التي تطلب مني، لم أحجز نفسي وقدراتي في إطار معين لذا إن وجدتني في دور لا يهمك أو لا تشعر بي فيه اعرف أنني انتهيت فنيا، والعمل الفني يحتمل كل شيء، لذا من الممكن أن أقوم بأي دور تحت أي ظرف شريطة أن لا يسيء لي. • يقال: وصلت الكوميديا الخليجية إلى مرحلة التهريج ما رأيك في ذلك؟ في هذا الكلام بعض الصحة. • استأثر فنانو الخليج الكبار بالبطولة، ألا يوجد جيل ناشئ في الفن؟ هذا خطأ الأجيال المتعاقبة في الحياة الفنية السعودية، الكل يعتمد على أبناء نفس الجيل، وقليلا ما يفكرون بمن سيحمل الراية بعدهم، أرى ومن وجهة نظر متفائلة أن الخير في المستقبل وأننا سنستمتع بأعمال فنية يكون لها السبق والحضور. • يلاحظ مرافقة العود لك في الأعمال، متى سيصدر ألبومك؟ العمل لا يعدو كونه هواية وعلاقة حب مع العود وليس له مكان في عملي الدرامي الذي أسعى فيه دوما إلى أن أكون الأول، فصاحب الموهبة دوما متطلع وأنا أتطلع لنجاح يحملني معه إلى أرقى الرتب. • من ملك الكوميديا في الخليج في رأيك؟ الكوميدي الذي يستطيع ملامسة ما يتطلبه الحال، لأن الكوميديا ليست سهلة، فالجميع متفق هنا أن الكوميديا أصعب بكثير من التراجيديا لرفع الخط الفاصل بين الدراما والتهريج، لذا إجابتي الأخيرة ليس من شخص بعينه، بل عمل يجعلك اليوم نجما ويجعلني في الغد أكثر نجومية. • الشائعات في حياتك أين وصلت؟ هي مجرد ترهات غبية لا ألقي لها بالا ولقد أصابتني بشررها كما أصابت غيري من الزملاء وعلى الوجه الخصوص محمد عبده وناصر القصبي وراشد الماجد هؤلاء دائما ما يحاك ضدهم شائعات تخيف أهاليهم وجمهورهم. • لمن تطرب أذنك من الفنانين؟ لماذا لا تسألني أي أغنية وليس أي فنان فأنا أسمع لطلال مداح ومحمد عبده وعبدالكريم عبدالقادر وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله، قد تجد اليوم مزاجي مع فلان من الفنانين وفي الغد لآخر ليس يعني ذلك أنني أخص نفسي وأذني لأسماع أحدهم. • ثقافة فناني هوليود وثقافة فنانينا ما الفرق بينهما؟ ربما كبر التجربة وربما ضخامة الإمكانات، وأما الثالثة فأجزم بها وهي التعامل بفكر كبير ووضع حساب للمشاهد والمتابع والناقد. • كيف يرى أبناؤك شخصك على الشاشة؟ راكان ابني يتابعني ويحاسبني ويسألني ما الذي كان من المفروض أن اقدمه ويؤمن أنني أخاطبه هو دائما في أعمالي الفنية. • هل تشجع أن يسير أبناؤك على دربك؟ في هذا السؤال استطيع أن أقول نعم وأستطيع أن أقول لا في نفس الوقت، فالظرف والحالة التي سيكون عليها هذا الأمر هو ما يجعلني أجيب بنعم أو لا. • ظهور الفنانين في الإعلانات ماذا يضيف إليهم؟ في البدء هو شكل حضاري ومشاركة للمجتمع فنيا واقتصاديا، وأرى أن تجارب الفنانين الكبار في هذا المجال مثل عمر الشريف ومحمد عبده وغيرهم كانت محقة لذا لم أتردد في دخول المعترك. • موقع الرياضة في حياتك كيف هو؟ يا رجل.. أنا رياضي كبير تابعني وتعرف. • يقول البعض: جهل الفنان يقوده إلى المشاكل ما رأيك في ذلك؟ ليس الفنان فحسب بل الإنسان بشكل عام جهله يؤدي به إلى الإحراج وهي أقل درجات الفشل، فما بالك أن يأخذه جهله إلى خسارة الأهل والأصدقاء والزملاء. • خمس رسائل لمن توجهها؟ * الأولى: إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الذي أكرمنا الله بعودته سالما معافى وهو حامل لتلك الابتسامة الحانية كما لمسة على رأس شعبه وأبنائه أهدي أولى الورود. * الثانية: إلى الدكتور عبدالعزيز خوجة: وذلك لاهتمامه البالغ بنا أبناء الساحة الفنية المحبين لتقديم تحايا جميلة لبلادنا ومحبينا.. له كل الشكر والتقدير بتسهيله مهامنا. * الثالثة: إلى الزملاء مخرجي الدراما السعودية مع تقديري الكبير لما قاموا به من جهود لإنضاج التجارب الحديثة في الدراما السعودية مع أمنياتي بأن يسعوا إلى تقديم ما هو أفضل. * الرسالة الرابعة: إلى شباب جدة المتفاني بأنشطة التطوع الاجتماعي في مواجهة الكوارث التي أرجو أن لا يرينا الله إياها ثانية.. أنا معجب بشباب جدة الذين شاركتهم في الحملات التطوعية لمساعدة المتضررين.. أحببت أن أنوه هنا بما يقومون به من أدوار اجتماعية وإنسانية عظيمة. * الرسالة الخامسة: إلى أيتام العالم الذين شاركتهم في ذكرى يوم اليتيم العالمي قبل أسابيع في جدة. فايز المالكي في سطور • ولد عام 1389ه (1969م) في الرياض. • حصل على شهادة الثانوية العامة. • بدأت موهبته في الظهور أثناء مشاركته في المسرح المدرسي خلال مراحله الدراسية المختلفة. • دخل المجال الإعلامي بتمثيل بعض المشاهد الإعلانية للترويج للمنتجات. • شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، من أبرزها: طاش ما طاش، الأجزاء: الأول والثاني والرابع والسادس. وكذلك مسلسلات: نورة شوية ملح أبو رويشد عد واخلط. • قام ببطولة المسلسل الكوميدي «أبو شلاح البرمائي» وحقق نجاحا لافتا «2006م». • له العديد من المشاركات في المسرح، أولها كانت مسرحية «صبحة ورجة» وتوالت بعدها عدة مسرحيات مثل «الضربة القاضية». • كون ثلاثيا فنيا في الأجزاء الثلاث الأولى من مسلسل «بيني وبينك» مع الفنانين راشد الشمراني وحسين عسيري. • كما قام ببطولة فيلم «مناحي». • قدم العام الماضي مسلسل «سكتم بكتم». • تتميز معظم أعماله بالطابع الكوميدي واستخدام لزمات فنية.