يسعى نادي الاتحاد وهو يستعد اليوم لمواجهة تشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا لاصطياد عصفورين بحجر واحد، فهو من جهة يتطلع لتحقيق الفوز بغية وضع قدميه على أعتاب منصة التتويج باللقب الآسيوي الكبير الذي فارق خزائنه منذ ستة أعوام، كما يتطلع لاستعادة سمعة الكرة السعودية التي غابت هي الأخرى منذ سنوات بعد النتائج المخيبة للمنتخب السعودي الأول وكذلك للأندية السعودية في استحقاقاتها القارية. ويدرك الاتحاديون الذي سبق لهم تحقيق اللقب مرتين عامي 2004 و 2005 أن طريقهم لتحقيق ذلك ليس مفروشاً بالورود فهم يواجهون فريقاً ذا كعب عالٍ في بلاده وفي القارة الصفراء، بدليل تحقيق للقب الآسيوي في نسخة العام 2006، وتمثيله للقارة الآسيوية في بطولة العالم للأندية، فضلاً عن فوزه بعديد البطولات في بلاده، وهو الذي ينفرد اليوم بصدارة الدوري الكوري في الموسم وبات غاب قوسين من تحقيق اللقب. ويعول أبناء "العميد" في تحقيق الفوز على منافسهم الكوري اليوم على أمور عديدة أهمها أنهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، ويدرك العارفون بالفريق "الأصفر" أن قوته تتضاعف إذا ما لعب بين جماهيره التي اعتادت في مثل هذه المناسبات على ألا تترك مقعداً في استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة إلا وملأته، كما يعولون على حالة الاستقرار التي يعيشها الفريق منذ أن تسلم دفة القيادة فيه اللواء محمد بن داخل الجهني الذي فاز بالرئاسة في يوليو الماضي ليحل محل الرئيس السابق المهندس إبراهيم علوان. ويزداد تفاؤل أنصار الاتحاد في قدرة فريقهم على تخطي ضيفهم الكوري لثقتهم الكبيرة في اللاعبين الذي يصفونهم ب"النمور"، إذ يعلقون آمالهم على قائد الكتيبة الاتحاد محمد نور في قيادة زملائه لتحقيق نصر مؤزر في مباراة الذهاب حتى لا يجدوا أية معوقات في رحلة الإياب؛ أسوة بما فعلوه في الدور ربع النهائي حينما تغلبوا على فريق إف سي سيؤول الكوري الجنوبي بنتيجة 3-1 في جدة ليعبروا من خلالها لنصف النهائي رقم خسارتهم في العاصمة سيؤول بهدف نظيف لم يكن كافياً للفريق الكوري لتعويض خسارته الثقيلة في جولة الذهاب. ويشدد على هذا المطلب لاعب الوسط في الفريق الاتحاد سعود كريري إذ أكد بأنه وزملاءه عاقدون العزم على عبور النفق الكوري الصعب في مواجهة جدة، لافتاً إلى أن تحقيق الفوز وبنتيجة مطمئنة سيزيد من حظوظ الفريق في العبور للنهائي قبل مواجهة الإياب. وقال: "مهمتنا ليست سهلة، فنحن سنواجه فريقاً مرشحاً لتحقيق اللقب، وهو يعد أقوى الفرق في بلاده، إذ يضم عناصر دولية، ولاعبين أجانب مميزين؛ لكن كل ذلك لن يمنعنا من انتزاع نقاط الفوز، وبنتيجة تريحنا قبل الذهاب لكوريا". وتزداد ثقة الاتحاديين قبل المباراة في ظل وجود مدرب قدير وخبير هو البلجيكي ديمتري الذي يعتبره الاتحاديون أيقونة بطولاتهم، لاسيما تلك التي تحققت في تسعينيات القرن الماضي، فمعه استطاع "العميد" أن يستعيد هيبته ويحقق سبع بطولات في موسمين وصفت آنذاك "بثلاثية القرن" حينما حقق ثلاث بطولات في موسم 1997، و"رباعية القرن" حينما حقق أربع بطولات في موسم 1999، بالإضافة إلى تحقيقه بطولة ثامنة في العام 2006 يوم أن قاد الفريق لتحقيق بطولة الدوري. وزادت ثقة الاتحاديين بديمتري أكثر حينما تعاقد معه الفريق في الموسم الماضي بديلاً عن المدرب البرتغالي توني أوليفيرا، ونجح المدرب البلجيكي في تصحيح وضع الفريق في دوري أبطال آسيا وفي المسابقات المحلية، وإن لم يستطع قيادته لتحقيق أي لقب؛ رغم وصوله بالفريق للمباراة النهائية في كأس الملك للأبطال قبل أن يسقط في فخ ضربات الترجيح في مواجهة الأهلي الذي اختطف اللقب. ويأمل المدرب البلجيكي العجوز في تحقيق أهم وأقوى انجازاته مع الفريق الاتحادي، وهو الفوز بدوري أبطال آسيا، رغم أنه حقق في "رباعية القرن" بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكأس، لكن تظل بطولة دوري الابطال هي القيمة الكبرى من بين كل بطولات الاتحاد الآسيوي، خصوصاً وأن الفائز بها يعبر لمونديال الأندية، وهو الانجاز الذي يحلم ديمتري في إضافته إلى رصيده حيث سيقف حينما يقود الفريق في البطولة العالمية بين صفوة مدربي العالم.