كشف دبلوماسيون أتراك أن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو عقد محادثات مع وفد يمثل المجلس الوطني السوري المعارض. وقال الدبلوماسيون في تصريحات نقلتها صحيفة «توداي زمان» التركية إن هذه المحادثات العلنية هي الأولى من نوعها مع المعارضة السورية، ويتوقع أن تعطي دفعة لشرعية المجلس المناوئ لنظام الرئيس بشار الأسد. وأضافوا ان الاجتماع عقد في أنقرة مساء الاثنين عقب مكالمة هاتفية بين داوود أوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. تأسس المجلس الوطني السوري في إسطنبول في الثاني من شهر تشرين اول/اكتوبر الجاري بعد اشهر من المحادثات بين مختلف الأطراف المعارض لادانة للنظام والتي تسعى إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد. يقول المجلس إنه يريد الاعتراف به على الصعيد الدولي باعتباره ممثلا للشعب السوري. وقال الدبلوماسيون الأتراك إن العربي أطلع داوود أوغلو على نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأحد. وذكرت الصحيفة أن داوود أوغلو حث أعضاء المعارضة السورية على استخدام الوسائل السلمية في كفاحهم ضد النظام، وقال: « يجب على المعارضة السورية التي تعمل من أجل إرساء نظام ديمقراطي يستند إلى تعزيز الحقوق والحريات الأساسية أن تعبر عن مطالبها العادلة من خلال الوسائل القانونية والسلمية». كما دعا المعارضة إلى حماية الوحدة والى العمل من أجل إحداث تحول ديمقراطي عبر القنوات السلمية. وقال مسؤولون سوريون إنه سيتم « اتخاذ تدابير» ضد أي قوى تؤيد «المجلس غير القانوني». ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في محافظة ريف دمشق شهدت امس حملة أمنية واسعة النطاق وانتشاراً عسكرياً كثيفاً، فيما تم اعتقال ناشطين اثنين في مدينة ديرالزور شرق سوريا. وقال المرصد المعارض ومقره بريطانيا، في بيانات إن «مناطق سقبا وحمورية وكفر بطنا وجسرين ومديرة ومسرابا وشرقي حرستا وشرقي دوما وشرقي عربين في ريف دمشق شهدت حملة أمنية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الثورة، وتم بموجبها محاصرتها ونشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة داخلها، ومنع الأهالي والموظفين والطلاب من الخروج إلى أعمالهم ومدارسهم». وأضاف أن القوات العسكرية والأمنية «قامت بعملية تمشيط كاملة للأراضي والبيوت، ونفّذت اعتقالات عشوائية طالت عشرات الشبان من أهالي هذه المناطق بحثاً عن مسلحين يعتقد انهم منشقون»، فيما لم يذكر هوية أي من المعتقلين. وقال المرصد المعارض، إن «الاتصالات الأرضية والخلوية والكهرباء قُطعت عن مدينة القصير في محافظة حمص، واستمر إطلاق الرصاص منذ صباح امس من ناقلات الجند المدرعة التي تجوب شوارع المدينة، ما أدى الى سقوط 5 جرحى حتى الآن»، لم يذكر أسماءهم. وأشار إلى أن المدينة «شهدت الاثنين وحتى ساعات متأخرة من الليل اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش والأمن ومسلحين يعتقد أنهم منشقون استُشهد خلالها 7 جنود من الجيش النظامي على الأقل وأُصيب العشرات بجروح». وأضاف أن «قوات الأمن السورية نفّذت صباح امس حملة مداهمات واعتقالات واسعة في درعا أسفرت عن اعتقال 25 شخصاً»، لم يحدد هوياتهم. وقال إن الأجهزة الأمنية «اعتقلت الناشطين فاضل جبر وجعفر القاسم في مدينة ديرالزور خلال مداهمة المنزل الذي كانا يتواريان فيه، وأطلقت الرصاص عليهما عندما حاولا الفرار ما أدى الى إصابة الناشط جبر بجراح، ولايزال مصيرهما ومكان اعتقالهما مجهولين». وطالب المرصد ب «الافراج الفوري عن الناشطين جبر والقاسم وعن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية». وقال «إن حصيلة الضحايا المدنيين الاثنين بلغت 34 شهيداً، 27 في مدينة وحمص، و 4 في محافظة ادلب، و3 في محافظة حماة». وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، قالت الأممالمتحدة إن حصيلة القتلى خلالها تجاوزت 3000 قتيل، فيما تقول السلطات السورية إن الحصيلة بلغت 1500 قتيل بينهم 800 رجل أمن. وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.