واجه ريف دمشق أمس مصير بقية المدن السورية الأخرى المنتفضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وسط انشقاقات عسكرية دفعت الجيش والقوى الأمنية إلى حملة اعتقالات وانتشار عسكري مكثف، فيما جرى اعتقال ناشطين اثنين في مدينة دير الزور شرق سورية. وقال المرصد السوري المعارض ومقره بريطانيا، في بيانات إن «مناطق سقبا وحمورية وكفر بطنا وجسرين ومديرة ومسرابا وشرقي حرستا وشرقي دوما وشرقي عربين في ريف دمشق شهدت حملة أمنية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الثورة، وتم بموجبها محاصرتها ونشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة داخلها، ومنع الأهالي والموظفين والطلاب من الخروج إلى أعمالهم ومدارسهم». وأضاف أن القوات العسكرية والأمنية «نفذت عملية تمشيط كاملة للأراضي والبيوت، واعتقالات عشوائية طالت عشرات الشبان من أهالي هذه المناطق بحثاً عن مسلحين يعتقد أنهم منشقون»، فيما لم يذكر هوية أي من المعتقلين. من جهة أخرى، قتل مواطنان سوريان برصاص قوة من الجيش السوري في منطقة متداخلة بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية، بحسب ما أفاد مصدر في قوى الأمن الداخلي في منطقة البقاع (شرق لبنان). كما أوقفت القوة السورية عددا من الأشخاص السوريين، بحسب المصدر نفسه. من جهته قال متحدث باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس إن هذه العملية «لم تجر في الأراضي اللبنانية بل داخل الأراضي السورية». في غضون ذلك، أفاد مسؤولون أتراك أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أجرى محادثات مع وفد يمثل المجلس الوطني السوري، وذلك في إطار مساعي المجلس لحشد الدعم الدولي. ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن مسؤولين في وزارة الخارجية أن اللقاء بين داود أوغلو والوفد جرى مساء الإثنين بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي. وقال المسؤولون إن الوزير التركي أبلغ أعضاء المجلس أن على المعارضين السوريين أن يستخدموا أساليب سلمية في جهودهم لمعارضة النظام. ونقلوا عن داود أوغلو قوله «المعارضة السورية التي تعمل من أجل إقامة نظام ديمقراطي يقوم على حماية الحقوق الأساسية والحريات» يجب أن تعبّر عن «مطالب محقة» من خلال «أساليب مشروعة وسلمية».