قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: إن الجودة أصبحت أحد المرتكزات التي ستمكننا من الوصول إلى العالمية بمنتجات وخدمات تعكس واقع بلدنا وإمكاناته التي حباه الله بها وليس هنالك من سبيل لنا للمنافسة والمشاركة الفاعلة عالميا إلا عندما تكون الجودة هي معيارنا الاساسي في كل ما نقدمه للعالم. وأكد في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل خلال افتتاح فعاليات الملتقى الثالث للجودة الذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بالتعاون مع مركز الملك فهد بن عبدالعزيز، أن الجودة أصبحت في عصرنا الحاضر خياراً استراتيجيا للتقدم والنهوض بالاقتصاد، داعيا إلى مزيد من الاهتمام بنشر ثقافة الجودة ورفع مستوى الوعي بها في جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وإدراك أهمية عدم تحول الجودة وتطبيقاتها إلى مجرد شعارات ونظريات لا نشاهد لها تطبيقا على أرض الواقع، فالجودة ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة وأسلوب عمل ومنهج بقاء للنهوض والارتقاء بكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية والحكومية ولا بد أن يلمس المواطنون والمقيمون على حد سواء الآثار الإيجابية ومنافع تفعيل هذه التطبيقات. وتمنى في الختام التوفيق والنجاح للقائمين على الملتقى وأن يحقق الآمال المرجوة منه والخروج بتوصيات تعزز قدرتنا وترقى إلى مستوى طموحتنا. من جهتة أعلن محافظ هيئة المواصفات والمقاييس نبيل ملا إطلاق الدورة الثالثة لجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، حيث تم إدخال قطاع التربية والتعليم ضمن قطاعات الجائزة لتحقيق مستويات تعليمية نموذجية وتوفير بيئة تعليمية وفق أعلى المعايير لبناء الاقتصاد المعرفي ونقل بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة. وأضاف أن الهيئة تبذل جهودا حثيثة لوضع الإستراتيجية المستقبلية للجودة للعام 2020 لتحقيق الأهداف الوطنية، والعمل على توطين ثقافة الجودة، وتعزيز البنية التحتية اللازمة لتطبيقات الجودة، والتركيز على الجيل الجديد. جانب من الحضور فيما قال نائب رئيس اللجنة العليا والمشرف على الملتقى الدكتور عبدالرحمن المديرس: إن المؤتمر يأتي تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة بأهمية الجودة ودورها في الارتقاء بمخرجات العمل في مؤسسات القاطاعين العام والخاص وغرس تأصيل ثقافة الجودة في المجتمع بالإضافة إلى تعزيز تحقيق الرؤية المستقبلية للجودة في المملكة لعام 2020 "المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معيارا عالميا للجودة والإتقان.وأضاف في كلمته أن الملتقى يهدف إلى الاستفادة من الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية للجودة ويركز على الإجراءات التطبيقية وليس النظريات، كما يتيح للمهتمين والمختصين في مجال الجودة الالتقاء وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب المتنوعة واستشراف آفاق المستقبل لضمان جودة أعلى للمنتجات والخدمات.وفي ختام الحفل كرم وزير التجارة والصناعة الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز في دورتها الثانية وهم الشركة السعودية للكهرباء والشركة السعودية للبتروكيماويات "ينبت"، كما تم تكريم الجهات الداعمة للملتقى فيما تم تسليم حرس الحدود بالمنطقة الشرقية شهادة نظام إدارة الجودة "أيزو". وتناولت الجلسة الأولى محور الجودة منهج حياة، حيث أشار رئيس مجلس إدارة مجموعة سعيد لوتاه وأولاده سعيد آل لوتاه إلى ارتباط النجاح بكتاب الله، مبينا سهولة تطبيق الجودة في المجتمع السعودي كونه على منهج واحد كما أنه مجتمع متدين . وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "الاتجاهات العالمية الحديثة في نظم الجودة وتطبيقاتها" وتناول فيها خبير في الجودة في الجمهورية العربية السورية حسان صبحي الحموي المنهجيات الحديثة للتحول من أنظمة الجودة الى النظم المتكاملة للأداء الإبداعي والقيمة المضافة. وقال: لا توجد قرارات جيدة او قرارات غير جيدة، وإنما توجد انجازات ذات قيمة وانجازات غير ذات قيمة، وطالب بتبني مشروع القيمة الإسلامية المستدامة تحت شعار"أحسنتم".من جانبه، أوضح مدير إدارة الاعتراف المتبادل بالهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة جمعان بن علي الغامدي ان الهيئة ستطرح برنامج شهادة المطابقة الدولي للأجهزة الكهربائية والالكترونية قريبا ويتضمن آلية الفسح بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة او من تفويضه ويضم 57 دولة ويطبق مواصفات(IEC) الموحدة مع الاختلافات الوطنية، مبينا أن البرنامج يهدف الى تسهيل إجراءات الفسح في المنافذ وضمان تطبيق المواصفات القياسية السعودية والحد من الإرساليات المغشوشة والمقلدة وضمان سلامة المستهلك وتقليل التكاليف على المواطن. وفي الجلسة الثالثة, أشار رئيس المجلس المصري للإعتماد المهندس حسن شعراوي إلى أهمية أنشطة الإعتماد على المستوى الدولي والإنعكاسات الإيجابية لها على المستويات المحلية التي تضمن وجود معايير وأنظمة متعارف عليها بالمواصفات والمقاييس بما يخدم في نهاية المطاف الجودة في المنتجات والمستوردات، كاشفا عن وجود توجه عالمي لتوحيد جهات الإعتماد حيث بدأ مؤخرا الدمج والجمع بين المواصفات والمقاييس لكل دولة كما هو معمول به في المنظات الأوربية التي أحتلت خلالها منظمة الآيزو قائمة المنظمات الأكثر إعترافا على مستوى العالم.وأوضح رئيس الجلسة خالد العبدالكريم أن المحاضرات التي قدمها المتحدثون تناولت نظم الإعتماد وعمل الجودة وطرق الوصول لها إضافة إلى الجهات الدولية التنظيمية لها , مؤكدا أن جهة الإعتماد لدينا تحتاج تحتاج إلى إعتراف دولي لتصدير البضائع حيث تسعى المملكة إلى متابعة التطورات الحديثة وتطبيق أنظمة التبادل والإعتراف الدولي بما يكون في صالح الجودة.وتستمر اليوم فعاليات الملتقى بأربع جلسات تبدأ بالجلسة الخامسة التي تحمل عنوان "الجودة الشاملة في التعليم العام في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة"، أما الجلسة السادسة فتناقش تطبيقات الجودة في الصناعة. وتحمل الجلسة السابعة عنوان "تطبيقات الجودة في القطاعات المختلفة" وتتناول الجلسة الإبداع والابتكار ودورهما في الجودة الشاملة.