قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: إن الجودة أصبحت أحد المرتكزات التي ستمكننا بإذن الله من الوصول إلى العالمية بمنتجات وخدمات تعكس واقع بلدنا وإمكاناته التي حباها الله بها، وليس هنالك من سبيل لنا للمنافسة والمشاركة الفاعلة عالمياً إلا عندما تكون الجودة هي معيارنا الأساسي في كل ما نقدمه للعالم. وأكد -حفظه الله- في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل، ظهر اليوم، في افتتاح فعاليات الملتقى الثالث للجودة الذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بالتعاون مع مركز الملك فهد بن عبدالعزيز لمدة ثلاثة أيام بغرفة الشرقية، أن الجودة أصبحت في عصرنا الحاضر خياراً استراتيجياً للتقدم والنهوض بالاقتصاد. ودعا خادم الحرمين إلى مزيد من الاهتمام بنشر ثقافة الجودة ورفع مستوى الوعي بها في جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، مضيفاً "أنه يجب علينا أن ندرك أهمية وضرورية ألا تتحول الجودة وتطبيقاتها إلى مجرد شعارات ونظريات لا نشاهد لها تطبيقاً على أرض الواقع، فالجودة ليست هدفاً في حد ذاتها وإنما هي وسيلة وأسلوب عمل ومنهج بقاء للنهوض والارتقاء بكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية والحكومية ولا بد أن يلمس أبناؤنا المواطنون والمقيمون على حد سواء الآثار الإيجابية ومنافع تفعيل هذه التطبيقات. من جهته أعلن محافظ هيئة المواصفات والمقاييس نبيل ملا عن إطلاق الدورة الثالثة (لجائزة الملك عبدالعزيز للجودة) حيث تم إدخال قطاع التربية والتعليم ضمن قطاعات الجائزة لتحقيق مستويات تعليمية نموذجية لأبنائنا وبناتنا وتوفير بيئة تعليمية وفق أعلى المعايير لبناء الاقتصاد المعرفي ونقل بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة و شهد برنامج اليوم الأول من الملتقى عدة جلسات وتناولت الجلسة الأولى محور (الجودة منهج حياة)، ترأسها مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، حيث أشار فيها رئيس مجلس إدارة مجموعة سعيد لوتاه وأولاده سعيد آل لوتاه إلى النجاح مربوط بالتمسك بكتاب الله، مبيناً أنه من السهل تطبيق الجودة في المجتمع السعودي كونه على منهج واحد كما أنه مجتمع متدين. وجاءت الجلسة الثانية التي أدارها مساعد مدير مصلحة الجمارك للشؤون الجمركية سعود بن سليمان الفهد بعنوان "الاتجاهات العالمية الحديثة في نظم الجودة وتطبيقاتها" وقال حسان صبحي الحموي خبير في الجودة من الجمهورية العربية السورية في ورقة عمل عن "المنهجيات الحديثة للتحول من أنظمة الجودة إلى النظم المتكاملة للأداء الإبداعي والقيمة المضافة"، قال فيها: إنه لا توجد قرارات جيدة أو قرارات غير جيدة وإنما توجد إنجازات ذات قيمة وإنجازات غير ذات قيمة. وطرح في ختام ورقته مطالب بتبني مشروع القيمة الإسلامية المستدامة تحت شعار"أحسنتم". وفي الجلسة الثالثة التي أدارها الرئيس التنفيذي لمجموعة العبدالكريم القابضة خالد العبدالكريم تحت عنوان "الاتجاهات العالمية الحديثة في نظم المعلومات"، أشار رئيس المجلس المصري للاعتماد بجمهورية مصر العربية المهندس حسن شعراوي إلى أهمية أنشطة الاعتماد على المستوى الدولي والانعكاسات الإيجابية لها على المستويات المحلية التي تضمن وجود معايير وأنظمة متعارف عليها بالمواصفات والمقاييس بما يخدم في نهاية المطاف الجودة في المنتجات، كاشفاً عن وجود توجه عالمي بالفترة المقبلة لتوحيد جهات الاعتماد، حيث بدأ مؤخراً الدمج والجمع بين المواصفات والمقاييس لكل دولة كما هو معمول به في المنظمات الأوربية التي احتلت خلالها منظمة الآيزو قائمة المنظمات الأكثر اعترافاً على مستوى العالم.