ربما قد وصلنا إلى نصف الطريق أو أكثر يا (صاحبي)، لكننا بالتأكيد قد مضينا قدماً .. ما عدنا نفتعل المواقف .. ونختبر النوايا .. ونسبر الأغوار .. ونفجر بالونات الاختبار .! ما عدنا نخترع الأسئلة .. ونلتف حول الإجابات .. ونؤلف الحكايات .. نبدأها من الآخر .. وننهيها من الوسط .! قد لا يحتاج الناس في العادة إلى كل هذا الوقت للتواصل ، إنهم يتعارفون ببساطة .. لكنك تعرف (الآن) أن المسألة كانت أكبر وأهم من مجرّد التعارف .! في أول يوم تحدثنا فيه كتبت بأصبعي في الهواء : " هذا الإنسان سيكون لي معه شأن " .! .......... بحثت (يا أنشودة المطر) ، عن الكلام والسكوت في القصائد الشعرية ، عن قائل هذا الكلام الجميل فلم أفلح : " إذا سكتّ يقال وِشبه سكوتك ؟ وإذا عدلت من العَدِل جِدْ عانيت .! وإذا كتبت الشّعر قالوا بِيوتكْ فيها وفيها كيت وايضا بعد كيت يعني سلامة لو تصيّح بصوتك ؟ منتهْ سليم ولا وربّي تِعافيت " !.. هو (دوّار) الحيرة ، الذي نحوم حوله ونتردد بين (أفضلية) السير ولياقة وأدب (التوقف) ، حتى في السكوت والكلام .! ظلت هذه الأبيات ملتصقة برأسي منذ تطوعْتِ فترافعتِ عني ، كما اعتدتُ من أصدقائي هنا ، في تلك الليلة ، (ليلة الخسوف) ، التي غاب فيها القمر نصف الشهر فحزنت ، أنا وأنتم ، على سطر من دفتر الليل .. وتساءلت : " كيف يبيت الشعر في ليلة بلا قمر .. وعلى أي شيء تتوسّد وتحلُم النجمات " ؟! دائما أجد هنا من يحفّزني ويشعل رغبتي في الكتابة .. نها (المحطة) المريحة التي تبقينا قريباً من الناس .. وإنك لتجد في بعض الناس كل الناس .. و "جنة بلا ناس ما تنداس" يا صاحبي!.