أضع قدمي في تراب أعرفه.. ويعرفني.! كان حجم القدمين أصغر.! وأتجوَّل بناظري.. أملأ عيوني بخشب الباب، وطين الأعتاب.. وأملأ رئتيَّ برائحة أحبها.! هنا ركضنا خلف (مجنون الحارة) .. أو فررنا من أمامه.! هنا كانت تصيح أم عليته: - يا عيال.. ما عينتو (يعني ما شفتوا) الحرامي اللي سرق الدجاج؟! في هذا البيت شطفت وجهي من غبار الركض.. وفي هذا، غمَّست (شابورة) في الشاهي.. وفي هذا البيت تحلقنا - أنا وأترابي - حول أكبر (راديو) في الحارة، ينبعث منه صوت سهام رفقي: - "يم العباية .. حلوة عباتك"! وضحكت.. وبكيت.. ثم رجعت من حيث أتيت! فين الناس؟! راحوا الناس.. و(جنة بلا ناس ما تنداس)!