قال لي صاحبي : اكتبْ عن (بكرة) .. عن علاقتك بالمستقبل .. فكلما كانت العلاقة وطيدة اتضحت لك الرؤية أكثر .. قلت: لا أحب أن أراه وحدي .. أفضّل رؤيته بأكثر من عينين .! قال : عيناك و(النّظّارة) ؟ قلت بعد أن تغافلتُ عن مشاكسته بمزاجي : طبعاً لا .. مالي وللنظارة ؟ إنني أنظر إلى المستقبل بعيون من أحب .. أراه بالناس و .. " جنة بلا ناس ما تنداس " .! اسمعْ يا صاحبي .. مادام هذا الحَبْل يتدلّى من فوق ، فإن إمكانية الصعود إلى هناك متاحة .. قال : هذه أفكار سلبية ليست من عادتك. أردت أن أقول له : " وتلك جفوة ليست من طبيعتك " .. لكنني لم أقلها .. أخذت ألوك الكلمات التي كانت تتقاطع في فمي .. واخترتُ بدلاً عنها كلمات أخرى قد لا تهمه .. وهي ( بالضرورة) لا تهم أحداً .! قال : احذر يا عزيزي .. ربما عليك - لكي لا تسقط من فوق - أن تخالف السيّد (إسحق نيوتن) وتحطم قانون (الجاذبية) .! قلت : لا تخف عليّ من السقوط يا صاحبي : " شوف الجبل واقف ولا هزته ريح شوف القمر عالي ولا يمكن يطيح " .! قال : هذا الجبل والقمر ، فماذا عنك أنت ؟! قلت : " أنا الجبل في عزتي وفي وقوفي والبدر من طولي توسّد كتوفي .. وإن كنت تبغى يا وفا العمر توضيح ما طيح من هزّة ولا تهزّني ريح " .! ** ** أحياناً تهرب منّا الكلمات ، لكن .. هل جرّبت أن تهرب أنت من الكلمات ؟! ** ** قبل أن يصيح ديك الجيران ، داهم سلطان النوم شهرزاد ، فقال لها شهريار : لقد أسهرتُك بالحكايات يا شهرزاد .. يمكنك الآن أن تخلدي إلى النوم .. وخذي في الغد إجازة . قالت : إذن ستتحول الإجازة إلى جنازة .. قال : ومن يجرؤ على ذلك ؟ قالت : نسوة في المدينة .!