المنطقة الشرقية من بلادنا الآن تعاني أزمة وشح دقيق، التصريحات الرسمية تقول إنها مفتعلة والتأكيدات أنه لا شح بالدقيق، ولن أناقش الآن توفر الدقيق من عدمة فسأترك التصريحات الرسمية والإعلام يخرج لنا بخلاصة مفيدة في النهاية فهناك من يؤكد أزمة وطرف حكومي يقول لاأزمة بل هي مفتعلة، لكن الثابت هناك "أزمة" السؤال هنا من أوجد هذه الأزمة؟ ولماذا تظهر وتبرز من الأساس من قبل الموزعين أو غيرهم؟ خاصة أن الصوامع توفر الدقيق. فاختلاق الأزمة هو أزمة بحد ذاتها، وهي تتكرر في كثير من شؤون حياتنا اليومية، فأصبح هناك أزمة مياه فتظهر سوق ترفع الاسعار ليصل "وايت" الماء إلى 500 و 1000 ريال، فمن أوجد هذه الأزمة؟ رغم ذلك يظهر من يصرح لاأزمة، ثم تظهر أزمة أخرى كأزمة ارتفاع المواد الغذائية كما حصل قبل فترة زمنية ببعض الخضار، فيكون هناك صانع للأزمة، وأزمة النقل العام والزحام الذي خنق المدن من صنعها؟ وأزمة أسعار الأعلاف كالشعير وغيره من صنعها؟ لن استطيع سرد الأزمات التي تتكرر في حياتنا اليومية فهي أصبحت ملازمة ومتزامنة معنا بحياتنا اليومية، وهي تتكرر لا تحل وتنتهي بلا رجعة بل تعود من جديد، وقد تكون أشد وطأة وصعوبة. حين نسترجع كل الأزمات التي يعاني منها الجميع يوميا وتمس حياتهم اليومية، فهي لاتأتي بحلول جذرية، فهي تعتمد الحلول المسكنة أو المؤقتة والإطفاء السريع لا النهائي، وتصبح بذلك ككرة ثلج كل يوم تكبر وتكون أشد ألما وصعوبة، لا اعتقد المشكلة ببروز الأزمة نفسها بقدر أنها نتيجة لمشكلة أكبر وهو سوء التخطيط والرقابة والمحاسبة، فحين تحل الأزمات من جذورها وليس مؤقتا ويكون هناك رقابة ومحاسبة فكيف يمكن أن تتكرر الأزمات إلا بأضيق الحدود والظروف، الخلل أن الأزمات أصبح هناك مستفيدون منها بشكل أو بآخر، وهذا ما يضع تكرارها بدون محاسبة شيئا مألوفا ومتكررا، يجب إعادة النظر في تناول الأزمات بأصل المشكلة ووضع الحلول، والأهم المراقبة والمحاسبة لمن يخالف وتُطبق عليه الأنظمة والقوانين لا أكثر حين تكون مفتعلة كما يصرح. فما المانع من تكرار الأزمات حين يعرف مبتدعها أو مخترع الأزمة إنه بلا محاسبة أو عقوبة، أو وضعت حلول نهائية لأي أزمة، فبعض الأزمات هي ناشئة من جهات حكومية لا أفراد أو شركات. هنا أساس المشكلة ولحل الأزمة يجب تفكيكها لمعرفة الجذور ووضع الحلول من الجذور، وهذا لا يتم لأننا نجد أن الأزمات تتكرر بنفس الصورة والحدث والسيناريو. وهذا مكلف للجميع للدولة والمواطن في النهاية. يجب أن يكون هناك وقفة حاسمة وجذرية لحلول الأزمات سواء كانت مفتعلة أو حقيقية، وهي موجودة المفتعلة والحقيقة وكل يوم نشاهد ونعايش ذلك.