أسعار الشعير الآن تلامس 75 ريالا وبعض المناطق 60 ريالا وهكذا، فقد أصبح بورصة لحظية لا يومية، والسعر الرسمي للشعير هو 36 ريالا، والشعير يعتبر الغذاء الأساسي للثروة الحيوانية لدينا وهي ثروة بملايين الرؤوس من الأغنام والإبل، فالسؤال لماذا الأسعار وصلت للضعف وأكثر، بل إنه قد يكون شحيحا ولا يتوفر، وهي أزمة متكررة لا تنتهي حتى الآن، وسبقها أزمة حديد ولا تضمن نهاية أيضا لأزمة الحديد فقد تحدث غدا أو الآن أو بعد شهر، الآن أزمة أسمنت بين منطقة ومنطقة، ومصانع الأسمنت تؤكد لا أزمة، والإنتاج متوفر رغم أن السوق يحتاج 6 ملايين طن حتى عام 2012، وبالتالي إما رفع إنتاج أو مصانع جديدة، أزمة البطالة وخاصة النساء فلا توظيف ولا منهجية مؤسسية لذلك، مخرجات تعليم تعتبر سيئة وهي ترفع نسب البطالة لا تخفضها، غلاء أراض فاحش حيد أكثر من ثلثي المواطنين بلا مسكن وحتى الآن لا حلول جذرية من الجذور، أزمة تحويلات أجنبية سنوية تفوق 90 و 100 مليار ريال ليس لأنها نظامية بل لأن هناك تسترا وعمالة لسنا بحاجة لها، قتلت كل فرصة للشباب والشابات في غياب المشرع والمنظم، أزمة انقطاع المياه وتكرارها وغيرها كثير من الأزمات لن أنهي مساحتي بسردها لكنها هي نفسها قبل سنوات وتتكرر، وبالمنهج الذي نسير عليه الحلول صعبة ولن أقول مستحيلة لأن بذلك نكون لم نعمل أو نتقدم خطوة واحدة للأمام، لكن تكرار نفس الأزمات وبنفس السيناريو من حديد وشعير ومياه وكهرباء ونقل عام وبطالة وصرف صحي وغيره يعكس أن لدينا أزمة حقيقية وهي تتمثل بأزمة لا حلول لحل الأزمات، أي إننا نعاني من أزمة بعدم كل الأزمات، هذا يعيد بناء التفكير إلى أين نحن نتجه في ظل تكرار الأزمات وعدم صياغة ووضع حلول جذرية من جذورها فهي تتكرر. إن منهجيتنا في معالجة الأزمات تعاني من "أزمة" وهذا يعني أن الخطط واللجان وكل ما يتبع هذه الأزمات لا تحل أي أزمة، مما يعني أن نعيد كل فكرنا وخططنا في علاج أزماتنا التي لا نجد حلا لها، ولا يجب اعتماد الحلول المخدرة والمسكنة والتي هي تعني أزمة أكبر في حقيقتها، لأننا نضع مسكنا لجرح مفتوح وينزف وفي النهاية سيأتي لنا بكارثة، فلا يكفي تصريحات أو لجان لنفس الأشخاص لكي يتم معالجة الأزمات حين نجد نفس الشخص أو اللجنة أو من يكون في صدارة من سيحل أو ينهي أزمة هو تولاها سابقا ولم يحل فما الجديد الذي يمكن أن يقدم، يجب أن نعيد ترتيب الحلول للأزمات بتخطيط صحيح بمنهجية واضحة بتحديد وقت(لاوقت مفتوح)معرفة الأسباب والمعوقات وحلها تماما، توفير الأدوات الكافية والكاملة للحلول، المتابعة والمراقبة والتدقيق لكي فعلا نضع الحلول، أما ما يحدث الآن من تكرار نفس الأزمات حتى أصبحت كأنها موسمية وثابتة فهذا ما لا يجب القبول به أو السماح به نهائيا.