معركة بين الخير والشر، جمهورية تتحول الى امبراطورية توسعية... انها عناصر جعلت بعض المراقبين يسارعون الى اقامة شبه ما بين الجزء الاخير من سلسلة افلام «حرب النجوم» الذي عرض للمرة الاولى هذا الاسبوع في مهرجان كان للسينما وادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الداعي الى مكافحة الشر ونشر الديموقراطية. واندلع الجدل حول سطرين من حوار فيلم «الجزء الثالث: انتقام السيث»، الفيلم الذي تجاوزت عائداته خمسين مليون دولار منذ اليوم الاول من عرضه في الولاياتالمتحدة الخميس. وتقول شخصية الفيلم التي ستتحول فيما بعد الى مقاتل الشر دارك فايدر في الفيلم «اما ان تكونوا معي او ان تكونوا ضدي»، ما يشبه الى حد بعيد اعلانا بات شهيرا قال فيه بوش بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 «اما ان تكونوا معنا او ان تكونوا مع الارهابيين». وفي الفيلم تحضر الاميرة بادميه اميدالا جلسة تصويت في مجلس شيوخ المجرة تمنح سلطة مطلقة الى المستشار بالباتين لشن حرب على قوى الشر، فتقول «هكذا تموت الحرية، وسط الترحيب والتصفيق». في هذه الجملة ايضا استشف بعض المراقبين تلميحا واضحا الى الحرب على العراق وسلسلة القوانين الامنية التي اقرها الكونغرس الاميركي بعد 11 ايلول/سبتمبر وندد بها المدافعون عن الحريات الفردية. واوضح المخرج جورج لوكاس الاحد الماضي في مهرجان كان للسينما في فرنسا ان سلسلة «حرب النجوم» تكشف كيف «تتحول ديموقراطية الى دكتاتورية». غير ان جمعية «لوكاس فيلم» نفت ان تكون لها اي نوايا مبيتة وقالت لين فوكس الناطقة باسمها لوكالة فرانس برس ان «هذه الحوارات كتبت منذ وقت طويل، قبل فترة من دخول جورج بوش الى البيت الابيض». واشار جورج لوكاس نفسه في كان الى انه حين كتب قصة السلسلة «لم يكن هناك قضية عراقية»، مؤكدا ان التطابق من باب الصدفة الصرف. غير ان ما تبقى من كلامه اجج الجدل اكثر، اذ مضى يقول «لم نكن نحن الاميركيين في تلك الفترة نعتبر صدام حسين عدوا، بل كنا نقدم له اسلحة الدمار الشامل. ثمة شبه مذهل بين حرب فيتنام وحرب العراق، وما نقوم به نحن الاميركيين في هذين البلدين». وبالطبع رسخ هذا الكلام لدى بعض المجموعات المحافظة القناعة بان سيناريو آخر افلام هذه السلسلة الشهيرة يخفي توجهات سياسية. وتساءل موقع «باباه.كوم» على الانترنت الداعي الى «مكافحة الدعاية المناهضة لاميركا في هوليوود» ان «بلادنا في حرب ولوكاس يتحفنا بقذارات كهذه؟»، داعيا الى مقاطعة الفيلم. ولم يذهب جايسن ابوزو في موقعه الشخصي «ليبرتاس» حول السينما على الانترنت الى هذا الحد، فاكتفى بابداء اسفه لكون لوكاس قرن مواضيع سياسية راهنة بقصة خارجة عن الزمن. وكتب «لكان من الافضل لو ترك المخرج الموهوب (..) مواهبه تتحدث عن نفسها وتجنب تحريك الوحول باشارات سهلة الى بوش ونيكسون». وعمد ليو برودي الاستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا الى التخفيف من حدة الجدل فقال لوكالة فرانس برس ان «اي فيلم حرب يمكن ربطه بالاحداث الراهنة. فحين ستكتب اطروحات في السنوات المقبلة حول تأثير اميركا التي تخوض حربا على افلام مطلع القرن الواحد والعشرين، فسيكون من السهل على واضعي هذه الاطروحات والفرضيات ايجاد نقاط تشابه في حرب النجوم بالطبع، انما كذلك في افلام مثل«ملكوت السماوات» و«حرب طروادة»». كذلك استخدم اخصام ادارة بوش قضية جورج لوكاس، على خلفية ازمة حادة يشهدها حاليا مجلس الشيوخ بين الجمهوريين والديموقراطيين. واطلق موقع «موف اون.اورغ» اليساري على الانترنت نداء من وحي «حرب النجوم» حيث كتب «انقذوا الجمهورية»، معتبرا ان بدء عرض الفيلم يمثل «فرصة جيدة لتوعية الجمهور وتسليته في آن». وعنون الموقع منشوره «انتقام فريست» في اشارة الى بيل فريست زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، محذرا «اننا لا نتحدث عن مجرة نائية».