تكللت جهود البحث والتحري التي أمر بها وتابعها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بطائرة البحث وفرق البحث الميدانية التي وجه بها محافظ وادي الدواسر الأستاذ سعد بن عبدالعزيز بن سحيم والمكونة من عدد من الجهات الأمنية والحكومية من العثور على المفقود مرزوق بن مطحس بن محمد الدوسري الذي فقد في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت الماضي بعد ذهابه إلى مقر عمله بمحافظة رنية عبر الطريق الصحراوي الذي يربط محافظة وادي الدواسر بمحافظة رنية الملأى بالمغامرات والمفاجآت المدوية التي أدت بالمفقود إلى فقدان الطريق ومن ثم التغريز بسيارته الهايلكس التي لم تستطع مقاومة الكثبان الرملية العملاقة التي يمر بها المسافرون عبر هذه الصحراء المهلكة. وتكمن قصة مرزوق في الرواية التي أدلى بها في مكتب الجريدة بوادي الدواسر حيث ذكر أنه قد قام كما هي عادته من السفر عبر هذا الطريق إلى مقر عمله العسكري بمحافظة رنية ولكنة وبعد فترة طويلة من السير قابلته عاصفة ترابية جعلته يحيد عن الطريق المعروف مما جعل سيارته تعلق بين الكثبان الرملية الهائلة مما جعل جميع محاولاته المستميتة للخروج من هذا المأزق تذهب سدى حيث بقي ثلاثة أيام متوالية بين هذه الكثبان ليس معه سوى القليل من الماء فقط وفي اليوم الثالث من أزمته وبعد نفاذ الماء ذهب يسير على قدميه لمسافة طويلة جدا تائا لا يعلم أين يذهب ولا يعلم أي أرض تضمه حيث أجهده الجوع والتعب فإذا بصاحب قطيع من الابل يتفقد قطيعه ليقوم بدوره بمساعدته ومده بالغذاء والماء وبعد أن علم بخبره ذهباا معا إلى موقع السيارة حيث تم اخراجها بعدها عاد مرزوق إلى محافظة وادي الدواسر بعد أن وصف له صاحب القطيع الطريق ليواصل سفره عائدا وبعد مسافة ليست بالقصيرة إذا ببيت شعر فقام بالوقوف إلى جانبه حيث وجد من أهله كرم الضيافة ولين الجانب وأثناء جلوسه سمع النداء الذي كان بحوزتهم يذكرون اسمه حيث اتضح أن أهل البيت على علم بالمفقود منذ اليوم الأول بسبب النداء ولكنهم لايعرفونه فبعد سماعه أهله استأذن أصحاب المنزل وأخذ ريشة النداء ليتكلم مع أهله وإخوانه ومن يبحث عنه حيث كانت الفرحة المدوية لجميع من في المنزل لأهل المفقود الذين أمروه بعدم التحرك حتى يصلون إليه ليجتمع شمله بعائلته مرة أخرى بعد أن أخذ اليأس منه الشيء الكثير لتعم الفرحة الجميع بما فيهم أهل المحافظة. كما حذر جميع المسافرين على هذا الطريق بضرورة توخي الحذر فالكثبان الرملية غير آمنة وغير مستقرة. ورداً للجميل فقد رفع ابن مطحس عظيم شكره وتقديره لكل من ساهم في البحث والتحري عنه وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه والشكر موصول لمحافظة وادي الدواسر ولجميع المسئولين والمواطنين الذي ساهموا في البحث. خاصة بالشكر من كان له الفضل في إنقاذ حياته وهو صاحب قطيع الابل الذي قام بإنقاذه ولأهل المنزل الذين استضافوه رافعاً تلمسا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بنقله إلى القاعدة العسكرية بمحافظة وادي الدواسر تلافياً لوقوع ما حدث مرة أخرى.