حوادث لم ينته سرد قصصها، وأخرى ذابت على الطرقات السريعة التي تربط «رنية» بكثير من المحافظات، وفي تفاصيل الحكاوى التي يحفظها الطريق جيدا، هناك من تفحم داخل سيارته، وخطوط دم تركت آثارها مع بصمات الإطارات. ترتبط رنية بكل من الخرمة وبيشة ووادي الدواسر وتربة، وعلى طرقها ذهبت عوائل بأكملها بأطفالها ضحية على طرق اسماها البعض ب «طرق الموت». تتصل محافظة رنية بالمدن الاخرى عبر 4 طرق معبدة، جميعها تعاني الإهمال وغياب الخدمات، قاسم مشترك يجمع بين صفات هذه الطرق، تتمثل في ضيق مساراتها، وغياب أمن الطرق ومراكز الاسعاف، وقلة الخدمات الاخرى والاستراحات منها. من جهته أشار مدير مرور رنية الرائد، محمد عبدالله السبيعى، إلى أن خلو تلك الطرق من مراكز الأمن والاسعاف، أسهم في ارتفاع عدد الضحايا، مناشدا بتوفير هذه الخدمات عاجلا لأهميتها البالغة، وقال «ان الحوادث تزداد في موسم إجازة الصيف الذي تمثل النسبة الأعلى في كل عام كما ان المعتمرين لهم النصيب الأكبر فى ارتياد طرق رنية لانها تعتبر البوابة الجنوبية للمنطقة الغربية والطريق إلى المشاعر المقدسة، والطرق في حاجة ماسة الى سياج حديدي لحماية المسافرين من قطعان المواشي السائبة»، موضحا بأن صحاري رنية، عبارة عن مراع للابل، وتعتبر بمثابة قنابل متحركة أمام السائقين، خاصة أثناء السفر ليلا. من ناحية أخرى، طالب الأهالي سرعة البدء في مشروع توسعة طريق رنية الخرمة في مرحلته الثانية والذي اعتمد في ميزانية وزارة النقل للعام المالي الحالي، وأكد المواطن ناصر السبيعى بخطورة الطريق وحاجته إلى التوسعة وازدواجيته لكثرة المسافرين عليه والذين يزدادون في مواسم الإجازات الرسمية ومواسم الحج والعمرة، بالإضافة إلى الاهتمام بطريق رنية/ الدواسر، خاصة في ظل نشاط الحركة التجارية، ونقل الاعلاف والمواد الزراعية من وادي الدواسر الى المنطقة الغربية.