تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين أمس فيما سمي بجمعة "رفض العقاب الجماعي." وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في نحو 17 محافظة يمنية ضد ما أسموه سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها بقايا النظام -حسب وصفهم- ضد أبناء الشعب اليمني من خلال الأزمات الحادة في الوقود والكهرباء وغيرها من المواد الأساسية. وخرج مئات الآلاف في مدينة تعز التي قادت الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح وطالبوا بالحسم الثوري ورحيل أقارب الرئيس ونددوا بسياسة العقاب الجماعي. وفي صنعاء هتف مئات الآلاف ضد الأزمات في المشتقات النفطية والغاز والكهرباء ، متهمين المسؤولين في الحكومة بممارسة عقاب جماعي ضد المواطنين بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة. وأعلن المتظاهرون عن مشروع "وجبة صائم ثائر" وجمع التبرعات لإفطار الصائمين في ساحات الاعتصام خلال شهر رمضان القادم. وتجمع الآلاف من أنصار الرئيس صالح وأدوا صلاة الجمعة في باحة جامع الصالح بالقرب من القصر الرئاسي في جمعة أطلق عليها "جمعة الاعتصام بحبل الله". ويعاني اليمنيون من أزمة حادة في المشتقات النفطية اذ وصل سعر ال 20 لترا إلى قرابة 46 دولارا فيما كان سعرها في الأيام العادية هو 6 دولارات فقط أي إن الارتفاع وصل إلى 900 % . كما تصل الانقطاعات في الكهرباء الى 22 ساعة. كما ارتفع سعر الماء بنسبة 300%. الى ذلك نجا المذيع في الفضائية اليمنية ياسر المعلمي من محاولة اغتيال مساء الخميس. وقالت نقابة الصحفيين في بيان له ان المعلمي تعرض لمحاولة اغتيال أثناء عودته لمنزله في منطقة الجراف بالعاصمة صنعاء من قبل مسلحين أطلقوا النار عليه من سيارة بدون رقم مما أدى الى إصابته في قدمه. ودانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ما تعرض له المعلمي من محاولة اغتيال ، مطالبة تطالب بسرعة التحقيق في الجريمة وإلقاء القبض على الجناة ومعاقبتهم. واعتبرت لجنة الحريات هذه الواقعة تصعيدا خطيرا بحق الصحافة والصحفيين ، وجريمة تستهدف حياة الشهود والناشطين في الثورة الشعبية. ويعد المعلمي واحدا من المذيعين والعاملين في الفضائية الرسمية الذين قدموا استقالتهم احتجاجا على العنف ضد المعتصمين في مارس الماضي. من جهة ثانية، قال مصدر قبلي ان قوات القبائل المتعاونة مع الجيش اليمني أوقفت أمس قافلة للمتشددين في طريقها الى بلدة زنجبار الجنوبية حيث تقاتل القوات الحكومية لطرد اسلاميين متشددين. وذكر المصدر ان أحد المتشددين قتل واعتقل عشرة حين لاحقت قوات القبائل القافلة في مديرية مودية بمحافظة أبين الجنوبية الساحلية. ويسيطر متشددون على عدد من المناطق في محافظة أبين وهو ما زاد من قلق الغرب من استغلال تنظيم القاعدة الفراغ الامني خلال أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة وغياب الرئيس عن البلاد. وقال المصدر ان رجال القبائل أمنوا الطريق الرابط بين محافظة شبوة ومنطقة شقرة في أبين والمؤدي الى زنجبار. وقال مسؤول محلي في زنجبار عاصمة محافظة أبين ان الاشتباكات مستمرة في المدينة بين الجيش والمتشددين. وذكر ان الجيش استعاد السيطرة على استاد رياضي خارج المدينة.