اعلن علماء رصد الزلازل ان هزة ارضية ارتدادية ضربت شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية التي قضى فيها حوالى مئة الف شخص في المد البحري الذي ضربها في 26 كانون الاول - ديسمبر الماضي. وافاد مراسلون لوكالة فرانس برس في باندا اتشيه، عند طرف سومطرة، انهم شعروا بهذه الهزة الجديدة صباح امس الاربعاء. واوضح مكتب رصد الزلازل في جاكرتا لوكالة فرانس برس ان الهزة وقعت عند الساعة 1,26 (18,26 تغ يوم الثلاثاء) وهي بقوة 5,1 درجات على مقياس ريختر المفتوح. ووقعت عشرات الهزات من هذا النوع خلال الايام العشرة الماضية. الى ذلك قال مسؤول طبي امس (الاربعاء) إن الناجين من أمواج المد البحري العملاقة التي اجتاحت البلاد في 26 كانون الاول - ديسمبر يواجهون كارثة صحية مروعة. وقال سويرتا كوسين رئيس اقتصاد الصحة في وزارة الصحة الاندونيسية لوكالة الانباء الالمانية (دب أ) «ستكون هذه كارثة صحية عامة. فمن الممكن تفشي أمراض الكوليرا والدوسنتاريا والتيفود بسبب الحالة السيئة للصرف الصحي». وقال كوسين ان مائة على الاقل من المستشفيات قد دمرت في أنحاء اقليم أتشيه الذي لحقت به أضرار هائلة ويقع في الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة ولا يمكن أن يلبى مستشفى ميداني طارئ الاحتياجات الصحية الضخمة للناجين. وأبلغ المسؤول الوكالة أن الاولوية الان هي توفير مياه الشرب النظيفة للناجين غير أنه مع وجود بعض المناطق التي ما زالت معزولة فمن المحتمل حدوث مزيد من الوفيات. ويذكر أنه حتى يوم الثلاثاء ارتفعت حصيلة الضحايا من جراء الكارثة في اندونيسيا الى 94 ألف قتيل بالاضافة الى 387 ألف شخص باتوا بلا مأوى. ويبحث الجوعى عن الطعام والمياه وتدفق المصابون على المستشفيات في اقليم اتشيه الاندونيسي امس فيما تجري جهود دولية للإغاثة لمساعدة الناجين من كارثة أمواج المد. وصرح وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي قام بجولة بطائرة هليكوبتر فوق عاصمة إقليم اتشيه المدمرة بانه لم ير قط مثيلا لهذا. وقال باول للصحفيين بعد الجولة «ذهبت الى الحرب وشهدت عددا من الأعاصير وعمليات الإغاثة الأخرى لكنني لم أر قط أي شيء كهذا». واضاف «عندما حلقت فوق باندا اتشيه ورأيت كيف اندفعت الأمواج الى الشاطئ ودفعت كل شيء في طريقها وقلبت السيارات والسفن وناقلات البضائع رأسا على عقب حتى وصلت الى سفح التلال ثم صعدت اليها الى أن توقفت الأمواج في النهاية. «لا أستطيع تصور الرعب الذي أصاب الأسر والناس الذين سمعوا هذا الضجيج ثم انتزعت هذه الموجة ارواحهم». وصرح باول بانه أصبح لديه فهم أفضل لاحتياجات اتشيه في الأسابيع والشهور القادمة وإنه سيبلغ الرئيس الامريكي جورج بوش بها بعد هذا الدمار وما الذي يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة للمساعدة. وبعد مرور عشرة ايام من تسبب أقوى زلزال يشهده العالم خلال 40 عاما في حدوث أمواج مد عاتية اجتاحت هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 300 الف وتقع على الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة أخذ المئات من الناجين الذين بدا عليهم الذهول والإرهاق يجولون الشوارع بحثا عن أي شيء يستطيعون العثور عليه. وقالت هاوال (60 عاما) التي كانت تفتش بين أنقاض متجر مهدم للأحذية مع شقيقها الاكبر وصبي «ضاع ابنائي... ضاع ابنائي». وأضافت وهي تكتم الدموع وتضع وشاحا ابيض على فمها بسبب رائحة الجثث المتعفنة المدفونة تحت الأنقاض «ليس لدي ملابس». وفيما تكدست المؤن في مطار باندا اتشيه نقلت طائرات الهليكوبتر الامريكية من طراز (سي هوك) المساعدات للمناطق النائية وعادت حاملة الجرحى على متنها. ٭ في موسكو اعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية ان طائرة روسية محملة بعشرين طنا من المساعدات الانسانية لضحايا المد البحري غادرت موسكو امس الاربعاء متوجهة الى اندونيسيا، بحسب ما ذكرت وكالة انباء ايتار تاس. واشارت الوزارة الى ان الطائرة محملة بالخيم والاغطية واكياس النوم والمولدات الكهربائية وآلات لتنقية المياه. وسبق ان ارسلت موسكو ثلاث طائرات محملة بالمساعدات الانسانية الى سريلانكا، ومن المتوقع ان ترسل طائرات اخرى الى المناطق التي ضربها المد البحري خلال الايام المقبلة.