أكد فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان قوة ومتانة العلاقات السعودية الطاجيكية ، معبرا عن اعتزازه بعلاقات الأخوة والصداقة التي تربطه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود منذ لقائهما في الدارالبيضاء بالمملكة المغربية في العام 1994م وأن المملكة وطاجيكستان لديهما اتفاقا في وجهات النظر لمواجهة قوى التطرف والإرهاب التي تتدثر باسم الإسلام وتسيء إلى الإسلام والمسلمين في العالم. وقال فخامته في حديث لوكالة الأنباء السعودية " إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية طاجيكستان شهدت دفعاً قوياً بناءً نتيجة اللقاء الأول بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود " حفظه الله "وأنا أعتز بما يربطني بخادم الحرمين الشريفين من روابط ودية وصداقة حميمة خلال 17 سنة مضت ولا يسعني إلا أن أعبر عن أملي بقيام الملك عبدالله في أقرب فرصة متاحة بزيارة رسمية إلى بلدنا الجبلي العريق والجميل" . وأوضح الرئيس الطاجيكي أنه قام مرتين بزيارة رسمية إلى المملكة عام 1997 وسنة 2001م وشارك في شهر ديسمبر 2005م في حضور مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي المنعقد في مكةالمكرمة وكانت له في كل هذه الزيارات لقاءات مفيدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بحث خلالها سبل تدعيم علاقات التعاون المتبادل بين البلدين إضافة الى لقائه على هامش الاجتماعات الدولية بخادم الحرمين الشريفين لبحث آفاق التعاون ودفع العلاقات الثنائية إلى الأمام. ورأى الرئيس إمام علي رحمان أن العلاقات الثنائية بين طاجيكستان وبين المملكة تشهد تطوراً تدريجياً وتوفرت لها أرضية صالحة للانطلاق منها إلى المزيد من التطور وقال" ولا يسعني إلا أن اعبر عن شكري وامتناني للجانب السعودي على الدعوة الموجهة للجانب الطاجيكي بزيارة للمملكة ،"معربا عن اعتقاده بأن أنسب موعد لهذه الزيارة بعد التنسيق مع حكومة المملكة ستكون بعد عيد الأضحى المبارك من هذا العام وأنه على ثقة بأن للعلاقات الثنائية الطاجيكية السعودية مستقبلاً مشرقاً. ودعا الجانبين السعودي والطاجيكي الى العمل سويا على كافة الصعد الحكومية والدبلوماسية والاقتصادية لتوفير ظروف ملائمة للتعاون معبرا عن تقديره لما تقوم به سفارة حكومة خادم الحرمين الشريفين في طاجيكستان من نشاط بناء خير والتي تعد أول سفارة عربية معتمدة لدى جمهورية طاجيكستان. وأبان فخامته أنه تسلم في مطلع العام الجاري أوراق اعتماد سفير خادم الحرمين الشريفين في دوشنبيه الدكتور بندر محمد جميل أحمد محمود وأجرى معه حديثاً مسهباً وطويلاً بشأن حالة وآفاق التعاون الثنائي مؤكدا "إنه سيجد في شخصي أنا وحكومة طاجيكستان سنداً له وعوناً في أداء مهامه لمصلحة تعزيز التعاون المثمر مع طاجيكستان وتقدم وازدهار بلده والتضامن الواقعي البناء للبلدان الإسلامية" وأنه يثق بأن سفارة طاجيكستان في المملكة وسفارة المملكة في طاجيكستان سيكون لهما الدور المميز في تنمية وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين. وحول دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في معالجة القضايا الدولية والإقليمية والعربية وصف رئيس طاجيكستان خادم الحرمين الشريفين بأنه رجل يمتاز بالحنكة وبعد النظر "وله مكانته المرموقة في العالم المعاصر وفي العالمين العربي والإسلامي آملين بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين في ظل سياسته الحكيمة والرشيدة ستبدي اهتماماً خاصاً بتعزيز العلاقات الودية والتعاون المثمر مع طاجيكستان". وأشار الى أنه وحكومة بلاده قد أيدت بارتياح المبادرة المهمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في توقيت مناسب لها حول إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وقال" لقد أكدت مجدداً موقفنا المؤيد لهذه المبادرة". المملكة وطاجيكستان متفقتان على مواجهة قوى التطرف والإرهاب المتدثرة بالإسلام ووصف الرئيس إمام علي رحمان "الذين يمارسون الارهاب والتطرف السياسي إضافة إلى تهريب وتجارة المخدرات بأنهم أعداء الله وأعداء أهل الدين القيم وكانت مبادرات خادم الحرمين الشريفين قيمة ومشكورة وقدوة يقتدى بها في العمل المشترك للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة وظواهر خطرة لصدام الحضارات وفي الحفاظ على صورة حسنة للدين الإسلامي الحنيف". وعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين حول عقد قمة إسلامية استثنائية ثالثة في مكةالمكرمة في شهر ديسمبر عام 2005م بأنها كانت مهمة للغاية لأن القمة بالذات قبل خمس سنوات ونيف هي التي طرحت بقوة فكرة الاصلاحات في المنظمة" ومن أجل هذا الهدف تبنينا برنامج العمل العشري ولا شك أن العمل لتحديد المواضيع المهمة وإدراجها في هذا البرنامج قد أسهم في تحقيق السلم والاستقرار وتقدم الدول الإسلامية". ورأى الرئيس الطاجيكي أن القرارات في السنوات الأخيرة التي اتخذتها المنظمة بشأن تأسيس صندوق التضامن الإسلامي برأس مال يبلغ 10 مليارات دولار أمريكي والإدارة الخاصة حول المساعدات الانسانية في الحالات الطارئة فائق الأهمية "ولا بد أن نخص بالذكر أن هذه القرارات جاءت أيضاً بمبادرة طيبة ومساهمة بناءة من خادم الحرمين الشريفين". الرئيس إمام علي رحمان وأبدى فخامته تطلعه إلى تقدم وتطور العلاقات القائمة بين مختلف القطاعات الطاجيكية والسعودية ، وقال "نجد المملكة العربية السعودية تمتلك قدرات هائلة ونظاماً مصرفياً ومالياً متطوراً ولديها إمكانية أن تسهم من خلال التجارة والاستثمار المباشر وتقديم قروض ميسرة في تنمية المناطق الاقتصادية الحرة الأربع في طاجيكستان وأن تزاول فيها نشاطاً موسعاً لتحقق بذلك طوال عقود من الزمن فوائد وارباحاً اقتصادية ثابتة". ودعا إلى ضرورة توقيع اتفاقية تتعلق بتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة واتفاقية للتهرب من الازدواجية الضريبية عن الدخل ورؤوس الأموال لإقامة تعاون تجاري واقتصادي واتفاقية تعاون سياحي بين حكومتي البلدين بهدف توطيد قاعدة التعاون المثمر في المجالات المختلفة ، مؤكدا أن الإمكانيات الاستثمارية الواسعة لدى المملكة ووجود مشروعات واقعية واعدة للاستثمار في اقتصاد طاجيكستان ستوفر فرصاً مؤكدة وارضية معتمدا عليها للانطلاق نحو مزيد من التعاون الثنائي المتبادل المنفعة في عدد من المجالات منها ما يمكن أن تحظى بأولوية مجالات اكتشاف النفط والغاز الطبيعي والصناعة البتروكيماوية والتعدين والصناعات الغذائية والزراعية والعمالة والسياحة الجبلية . ورأى الرئيس إمام علي رحمان أن دول الشرق الاوسط تبدي اهتماما بتنمية مجال الطاقة الكهرومائية في طاجيكستان ويمكن للمملكة العربية السعودية أيضاً أن تشارك في إنشاء المحطات الكهرومائية على أنهار بلاده ومد خطوط نقل الكهرباء ذات الضغط العالي إلى البلدان الإسلامية المجاورة منها جمهورية افغانستان الإسلامية وجمهورية باكستان الإسلامية. ولفت النظر الى أن طاجيكستان بثرواتها الغنية في مجال الطاقة الكهرومائية وإنتاج الكهرباء النظيفة وتوفر مختلف المواد الخام تعد مكانا ملائما لإقامة معامل تصنيع المعادن والصناعات الخفيفة ، مشيرا إلى ان المجال الآخر للتعاون المحتمل بين البلدين يتمثل في إنشاء مصانع للإسمنت في طاجيكستان وذلك نظراً لسير العمل في تنفيذ مشروعات صناعية وغير صناعية وزيادة الحاجة في العشر سنوات الأخيرة إلى الإسمنت والمواد الأخرى الإنشائية التي تقوم بلاده باستيراد الإسمنت المستخدم في مشروعاتها من الخارج. وعدد فخامته مجالات التعاون التي يمكن أن تكون مفيدة لرجال الأعمال في البلدين ومن بينها الاستفادة من الامكانيات الطبيعية المتوفرة في طاجكستان حيث يمكن تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال تربية الأغنام والعسل وإنتاج وتصدير الفواكه والخضار ومياه الشرب العالية الجودة بغية طرحها في الأسواق الشرق أوسطية بما يعود ذلك بالخير والفائدة الاقتصادية الكبيرة على الجانبين . وأفاد الرئيس إمام علي رحمان في حديثه لوكالة الأنباء السعودية أن المناطق الاقتصادية الحرة بدأت بنشاطها بعد أن توفرت فيها ظروف ملائمة لاستثمارات رجال الأعمال الأجانب آملا أن الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والمالية في المملكة العربية السعودية ستسهم مساهمة نشطة في هذا المجال ، داعيا المستثمرين السعوديين إلى الاطلاع عن كثب على المشاريع والبرامج والمنشآت التي تستقطب انتباههم في طاجيكستان. وأعرب الرئيس رحمان عن اعتزاز بلاده بجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين في منطقة آسيا الوسطى، مشيرا إلى أن في طاجيكستان جامعة إسلامية حكومية تحمل اسم الإمام الأعظم ابي حنيفة النعمان رحمه الله تتولى الدولة تمويلها حرصاً منها على تحسين ظروف التعليم فيها أسوة بالجامعات الأخرى إضافة الى ايفاد نحو 100 طالب من طاجيكستان للدراسة في جامعات المملكة وهو ما يستوجب الشكر والتقدير للسلطات السعودية على هذا العمل الخير. وأضاف فخامته أنه وفي مطلع السنة الحالية يوجد في طاجيكستان 3348 مسجدا و330 جامعاً و34 مسجداً مركزياً و3 مدارس إسلامية ومركز إسلامي واحد و 74 مؤسسة دينية غير إسلامية. وعبر عن قلقه البالغ من نشاطات الفئة الضالة والخارجين عن شرع الله الذين يحاولون تشوية صورة الإسلام.