عرفت الأندية السعودية في الماضي العديد من «الكباتنة» المميزين بالشخصية القيادية والمستوى الفني الرفيع.. كانت لهم كلماتهم النافذة وسط زملائهم اللاعبين وقاموا بأدوار ايجابية كبيرة أثناء المباريات وبخاصة التأكيد على زملائهم تنفيذ توجيهات مدربهم داخل الملعب والتشديد في متابعتها. كانت لهم أسماؤهم الكبيرة وهيبتهم الشخصية في الملاعب حتى ان البعض منهم تسمع توجيهاته لزملائه وأنت قابع في المدرج تتابع المباراة نتيجة حماسة وغيرته وتقديره لحجم المسؤولية القيادية الملقاة على كاهله. ففي الهلال نتذكر مبارك عبدالكريم الاسطورة الكروية الزرقاء والقيادي الدولي الذي ارتبط اسمه بأول وثاني وثالث بطولة في تاريخ نادي الهلال في النصف الأول من ثمانينيات القرن الهجري الماضي.. بجانب زميله سلطان مناحي قائد المنتخب في أول دورة خليجية بالبحرين مطلع التسعينيات ثم القائد الراحل بشير الغول (رحمه الله) ومن بعده العملاق الدولي صالح النعيمة الذي صنع للكابتن شخصية مثيرة للاعجاب والتقدير حتى اليوم. وبالمناسبة تبحث في صفوف (هلال 2011) عن قائد مقنع مثل تلك الأسماء الرنانة فلا تجد للأسف من يجيد توجيه زملائه في الملعب إلى الأداء الجماعي ويقود فريقه إلى بر الأمان بدلاً من الضياع واستقبال الأهداف السريعة واحداً تلو الآخر كما حدث أمام الاتحاد في آخر مباراتين التي انتهت بأسوأ هزيمتين شوهت صورة بطل الدوري والكأس هذا الموسم! وفي النصر نتذكر مدافعه الدولي العملاق توفيق المقرن وزميله المايسترو يوسف خميس والمهاجم (الفذ) ماجد عبدالله وقبلهم سعود أبو حيدر وسعد الجوهر (رحمه الله) وأخاه ناصر. وفي الشباب لا يغيب عنا اسم الدولي والمدافع القيادي إبراهيم تحسين وعبدالله السويلم (رحمه الله) وقبلهما نادر العيد وصالح العميل. وفي أهلي الرياض ابان حقبة الثمانينيات الهجرية كان هناك (علي حمزة) صخرة الدفاع ومن بعده في التسعينيات عبدالعزيز الدرويش الشهير ب (العزي) ثم خالد القروني. وفي الوحدة كان الكابتن العملاق عبدالرحمن الجعيد وسعيد لبان (رحمهما الله) بجانب كريم المسفر. وفي الاتحاد كان أشهر الكباتنة شاكر باحجري وعبدالمجيد كيال وعبدالمجيد بكر ثم أحمد جميل واليوم محمد نور. في الأهلي كان (الوصلة) - عبدالرحمن بفلح ومن بعده القائد الدولي عبدالرزاق أبو داود وأحمد الصغير (رحمه الله). وفي الاتفاق نتذكر عملاق الدفاع والمنتخب في الثمانينيات الهجرية عبدالله يحيى الشهير ب (النمنم) ثم الاخوين عيسى وصالح خليفة. وفي النهضة لا يغيب اسم المدافع الصلب والكابتن أحمد الزوري.. بجانب الكابتن الهادئ في القادسية عبدالله جاسم المعروف ب(الشؤون) وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي تركت بصماتها محفورة في ذاكرة جماهيرهم الرياضية بشخصياتها القوية وحسن قيادتها الميدانية لفرقها. لقد أصبح «الكابتن الناجح» بسماته القيادية وشخصيته القوية وكلماته النافذة وسط زملائه.. عملة نادرة في أنديتنا اليوم وحتى على نطاق المنتخب.. تماماً كما هو حال مستوانا الكروي المتدهور.. حتى إشعار آخر!!