منذ أسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه – هذا الوطن ووحد أجزاءه وهو يسير ومن بعده أبناؤه وفق إستراتيجية ترتكز على تحقيق الرخاء.. الرخاء الاقتصادي والرخاء الاجتماعي والرخاء الأمني والرخاء السياسي أيضاً.. ومن هنا فقد عاش هذا الوطن ومواطنوه منذ بدايات تأسيسه وحتى اللحظة حالة من الامتزاج النفسي بين القيادة والشعب، ذلك أنّ القيادة تعتبر نفسها وهي كذلك جزءاً من هذا المجتمع المبني على التلاحم والتكاتف والتعاون.. ألم يقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انّه خادم لهذا المجتمع.. نعم فالحكومة خادمة لمجتمعها ومجتمعها خادم لها لأنهما جميعاً يدان في رأس واحد وقلب واحد هو هذا الوطن. وعندما يحتفي الوطن هذه الأيام بمرور ست سنوات من العطاء والخير والطموح والبناء المتين لهذا الوطن.. البناء الفكري، والبناء المادي، فإننا نحن أبناء هذا الوطن نفاخر بين الجميع بما تحقق ويتحقق لهذا الوطن من خير ونماء. الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ تولى مقاليد الحكم وهو يسعى جاهداً بمؤازرة سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى خير هذا الإنسان، إيماناً وإدراكاً أنّ إنسان هذا الوطن هو المرتكز الرئيس للتنمية، وهو العنصر الأساس في تطور الوطن ونمائه وحضوره الإقليمي والدولي.. وعندما يركز عبدالله بن عبدالعزيز على بناء الإنسان فإننا نتذكر كيف تحولت مواقع بناء أجيال الوطن من جامعات تُعد على رأس الأصابع إلى جامعات تزيد عن عشرين جامعة، وطلبة وطالبات يتم ابتعاثهم إلى معظم بلاد العالم، وتشييد مدن جامعية متكاملة زادت عن العشر مدن جامعية، وتطوير وتنمية للشأن الاجتماعي الذي يمثل تطويره استقراراً للمجتمع السعودي، فمن جمعيات خيرية إلى مؤسسات حكومية، كلها تعنى بخدمة الوطن وتحقيق الرفاه للمواطن، مروراً بدعم مادي لتلك القطاعات زاد عن إجمالي ميزانيات دول أخرى من العالم.. وعندما أحسّ والد الجميع بمعاناة أبناء الوطن مع المساكن أنشأ وزارة متكاملة لهذا الشأن مدعومة ب 250 مليار ريال، ووجه بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية بمختلف مناطق المملكة من أجل تحقيق الاستقرار للأسرة السعودية، ولأنّ التواصل الاجتماعي والإعلامي من خلال التقنيات الحديثة يُعد أحد أهم مكونات العصر الذي نعيشه، فقد تميزت المملكة العربية السعودية بتحقيق نقلات فاعلة في مجال الإعلام الجديد أو ما يطلق عليه الإعلام الإلكتروني مع تطوير لأنظمتها وقوانينها تضمن أن تكون تلك الوسائل الجديدة منصات خير تبني المجتمعات ولا تهدمها.. والمتابع لما تحقق ويتحقق على أرض هذا الوطن العزيز خلال السنوات السبع الماضية يحس بذلك الفرق الذي جعل من الوطن العزيز ورشة عمل تنموية لا تهدأ، محور تركيزها الأول والأخير هو الإنسان السعودي والإنسان العربي والإنسان المسلم أيضاً.. فهنيئاً لهذا الوطن بهذه القيادة الحكيمة، وهنيئاً لهذا الوطن بهذا الشعب المخلص الوفي.. دام الجميع بخير في وطن بني على الخير ولا يخرج منه إلاّ الخير.