واشنطن ، لندن - رويترز ، ي ب ا قال مسؤولون غربيون إن حلف شمال الأطلسي اتبع نهجا أكثر عدوانية في الغارات الجوية التي يشنها في ليبيا بعد أن فشلت هجماته على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على مدى شهرين في دفعه للتنحي عن السلطة. وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون لرويترز هذا الأسبوع إن الغارات الجوية للحلف والتي استهدفت مقاراً عسكرية في الآونة الأخيرة أصبحت أكثر "عدوانية." ويعتقد أن غارة جوية لحلف شمال الأطلسي على منزل في العاصمة طرابلس أسفرت عن مقتل الابن الأصغر للقذافي وثلاثة من أحفاده وسرت تساؤلات حول مكان القذافي وحالته الصحية منذ ذلك الحين. وصرح مسؤول في البيت الأبيض بأن تكتيكات الحلف وسياسة تحديد الاهداف التي يتبعها لم تتغير. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "لم يحدث تحول عن المنظور الأمريكي." وأضاف "استنادا إلى الموقف على الأرض فإنهم سيستهدفون منشآت القيادة والتحكم وهذا جزء لا يتجزأ من تفويضنا بحماية المدنيين الليبيين." ويصر حلف شمال الأطلسي على أنه لا يستهدف القذافي أو أفرادا آخرين لكنه سيهاجم مواقع القيادة التي تصدر منها الحكومة الليبية أوامر شن هجمات على المدنيين وذلك تماشيا مع تفويض الأممالمتحدة الذي أجاز الحملة. لكن مسؤولا أمريكيا أشار إلى أن هناك جهدا متعمدا من منظمي الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي لأن تستهدف الغارات الجوية مناطق قريبة من المكان الذي يعتقد أن القذافي موجود فيه وأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تؤيد هذا في الاحاديث الخاصة. وذكر مسؤول أوروبي أن التفسير المحتمل لاستهداف مواقع قريبة من القذافي هو نفاد قائمة أهداف القيادة والتحكم المحتملة مما يجعل الحلف يتعمق أكثر في قائمة أهدافه. من جانبها أفادت صحيفة الغارديان امس أن حملة القصف التي تشنها مقاتلات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تعتمد على معلومات المعارضة في بنغازي. وقالت الصحيفة إن دبلوماسياً أوروبياً وصفته بالبارز أكد أن حملة القصف تعتمد بشكل كبير على معلومات قادة المعارضة الليبية في بنغازي وبمشورة من أعداد متزايدة من الضباط البريطانيين. وأضافت أن حلف الناتو نفى وجود مراقبين على الأرض من قوات المعارضة الليبية لتوجيه ضرباته الجوية ضد قوات القذافي، لكن الدبلوماسي الأوروبي المطلع على الوضع في بنغازي أكد أن المهمة الرئيسية للجنة القيادة العسكرية لقوات المعارضة الليبية المعروفة باسم مركز العمليات المشتركة هو مساعدة حملة قصف حلف الناتو. ونسبت إلى الدبلوماسي الأوروبي قوله "إن المهمة الرئيسية لمركز العمليات المشتركة هي تنسيق عملية معالجة المعلومات العسكرية والتكتيكية وجعلها أكثر فعالية من ثم تقديمها إلى حلف الأطلسي لجعل عملياته الجوية تستند إلى أفضل المعلومات المتاحة". وكانت بريطانيا قررت الشهر الماضي افتتاح بعثة لها في بنغازي برئاسة سفيرها السابق في العراق والأردن ومبعوثها الحالي في روما كريستوفر برينتس، يعمل فيها حالياً 40 موظفاً غالبيتهم من الضباط البريطانيين يعملون في مجال تقديم المشورة لقيادة المعارضة. وكانت تقارير صحافية كشفت هذا الأسبوع أن منشقين ليبيين بينهم وزير الخارجية السابق موسى كوسا يساعدون حلف الأطلسي على قصف المواقع العسكرية السرية للعقيد القذافي، بما في ذلك الأقبية المحصنة التي يُدير منها العمليات العسكرية. وقالت إن كوسا، الذي انشق ولجأ إلى بريطانيا في مطلع نيسان/ابريل الماضي قبل أن يغادرها إلى قطر "مرر معلومات لا تُقدر بثمن عن التركيبة العسكرية لنظام القذافي، بما في ذلك الأماكن الدقيقة لأجهزته الأكثر حساسية".