كثيراً ما تنقلب الإجازة الصيفية من فرصة للراحة والاستجمام وتجديد الروتين إلى عبء اجتماعي ومادي ثقيل على الأسرة، ومن هنا نتساءل عن كيفية تعامل الأسرة مع الإجازة الصيفية؟ وما هو دور أولياء الأمور في التخطيط للاستفادة من الإجازة وتوجيه الأبناء للموازنة بين المتعة والمعرفة؟. «الرياض» في هذا التقرير اقتربت من واقع تعامل بعض الأسر لأجازاتهم الصيفية ورغم تعدد الآراء إلا أنها اتفقت على أهمية التخطيط المسبق لكيفية قضائها، في البداية، قالت «منيرة الوابصي» -موظفة-: «التخطيط من وجهة نظري هو أساس كل عمل فبدونه يكون العمل ارتجالياً وعشوائياً والتخطيط السليم المحدد بزمان ومكان، حيث إنّ الإجازة الصيفية هي البداية الصحيحة لأي نشاط أو مشروع نود تحقيقه خلالها، فلا بد من إعداد جدول مسبق لكافة أفراد الأسرة بحيث يقرر الجميع وجهة السفر وما يقومون به من نشاطات ذهنية ورياضية خلال تلك الرحلة كذلك نحدد أهم الأنشطة التي سنمارسها بعد عودتنا من السفر وغالبا تكون زيارات للأقارب وحضور مناسبات عائلية، والتحاق كل فرد من الأبناء في إحدى الدورات العلمية أو الرياضية المختلفة»، مشيرة إلى أنه من المهم تخصيص ميزانية مسبقة لكل ما قد نحتاجه من مصروفات مع وضع ميزانية أخرى للطوارئ لا نلجأ لها إلا إذا احتاج الأمر. وقال «سلمان العقيلي»: «أخطط لقضاء إجازتي قبل موعدها بشكل دقيق واختار الأيام بشكل صحيح بحيث احصل على الإجازة من جهة عملي، ومن ثم أكون قد رتبت مواعيد السفر وحجوزات الفنادق»، لافتاً إلى أهمية التخطيط للإجازة بخطة مدروسة إذ لابد أن تكون خطة واضحة مدونة ومكتوبة، وأن تكون هناك مرونة عند تنفيذ أهدافها من قبل جميع إفراد الأسرة ، ناصحاً الجميع بضرورة التخطيط لقضاء إجازاتهم بشكل مفيد وعملي بعيداً عن الارتجال والاستعجال وأن يكون جماعياً أي باشتراك العائلة جميعها لما في ذلك من تنمية لمهارات التفكير والحوار والمناقشة، وتحمل المسؤولية، مبيناً أنه يبدأ منذ بداية العام الدراسي بادخار جزء من راتبه لميزانية السفر؛ لأنه يرفض فكرة القروض المادية لمجرد السفر. وأشار «محمد العلي» -أب لخمسة أبناء- إلى أنّ تعدد فترات الإجازة هذا العام أوقعنا في ارتباكات كثيرة إذ أن عدد أيام الإجازات لدي قد قارب على الانتهاء قبل بداية إجازة أبنائي ، فالإجازة الرسمية للموظف لا تتجاوز الشهر بينما تمتد إجازات الطلبة لثلاثة أشهر، مؤكداً على أن عدم توفير ميزانية للإجازة قد أوقعه مسبقا في دوامة الديون والأقساط، لهذا كان حريصاً هذه المرة على توفير ما تحتاجه تلك الإجازة من ترفية ومتعة، مؤكداً على أنه حريص على أن يطلب من جميع أبنائه جدولاً لقضاء إجازتهم فمثلاً من لديه ضعف باللغة الانجليزية يلتحق بدورة تدريبية ليقوي لغته ومن يعاني من السمنة يطلب الاشتراك في ناد رياضي وهكذا إذ ليس من المهم لدى عائلتي السفر لفترة طويلة بل يكفيهم قضاء عدد من الأيام على الشواطئ الساحلية في محافظة حقل أو ضباء. وأوضحت «سلوى الحويطي» إلى أنّ علينا التخطيط لكل شيء في حياتنا حتى لا يضيع وقتنا بلا فائدة، مضيفةً: فأنا دائما أجمع أسرتي قبل امتحانات نهاية العام ونضع برنامجا للإجازة وأقوم بوضعه في هذا الوقت تحديداً؛ ليكون حافزًا لهم ودافعا للمذاكرة وتكون هذه الخطة بمثابة برنامج أسبوعي أقوم بوضعه أنا والوالد والأبناء ويكون بالمشاركة والاتفاق لا الإجبار وغالباً ما تبدأ إجازتنا برحلة لأداء العمرة وزيارة المدينةالمنورة، ونمكث فيها بعض الأيام وبعد عودتنا نبدأ بتنفيذ برامجنا المتفق عليها مسبقاً. واعترف «محمد العقيلي» بأنه لم يخطط هو وأسرته لأي إجازة سبقت، لهذا كانت تمضي كما يقول كل يوم بيومه، وأغلب الأيام تسير بفوضى وكسل ونوم والسبب أنه يعمل بالقطاع الخاص ولا إجازات طويلة من الممكن أن يسافر بها، مشيراً إلى أنه لا يحسن تدبير ميزانية في تلك الفترة وذلك بسبب كثرة المناسبات العائلية ومصاريفهما التي بالكاد يتم توفيرها معربا عن أسفه لحال أبنائه وبناته في تلك الفترة إذا لم يعتادوا الإ على السهر بالليل والنوم بالنهار حتى أني بالكاد كنت أراهم، وأتحدث معهم لهذا كثيراً ما أتمنى في أيام الإجازات عودة أيام الدراسة لما فيها من انضباط ونظام.