دارت العجلة بسرعة وعادت لنا الإجازة بعد نهاية الاختبارات ، وبدأت الإجازة المدرسية ، حيث فتحت الأبواب على مصراعيها للرحلات ، والزيارات ، والمهرجانات ، والأعراس ، والسهر ، وإلى غير ذلك . وتفاقمت المشاكل بين الآباء والأبناء والأمهات ، بعضهم يريد قضاء الإجازة بالداخل والبعض الآخر في الخارج ، والبعض لم يرصد ميزانية للإجازة المدرسية ، والبعض لديه ارتباطات عملية ولم يعمل حساب الأبناء والأمهات وكيفية قضاء الإجازة . والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هو كيف نقضي هذه الإجازة وكيف نستفيد من أيامها المعدودة ؟ . يجب أن نعلم أن معنى كلمة (إجازة) أنه لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم عطلة ، وإنما سعيه الدائم وعمله المستمر حتى الموت ، يقول الحق تبارك وتعالى (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) ، إنما هي استراحة من عناء عام كامل لتجديد الحيوية والنشاط والاجتماع مع أفراد الأسرة في الأجواء العائلية بعيداً عن روتين الحياة وبيروقراطية الأنظمة . يجب علينا التوجه إلى عنصر التخطيط المسبق ومعرفة كيف ؟، وأين ؟، ومتى ؟. سنقضي هذه الإجازة المدرسية ؟ ، والفائدة التي سنجنيها من قضائها ، والابتعاد عن الإفراط والتفريط في اللهو واللعب ، ومشاهدة الحرام في الفضائيات وغيرها ، وسهر الليل ونوم النهار بلا أي عبادة ، فمنهم من يقضي هذه الإجازة بالسفر إلى الخارج والرضوخ لتقاليد الغرب وقوانينه والإسراف غير المبرر في المال . فلماذا ؟ لا نستفيد من قضاء إجازتنا في بلدنا ؟ حتى تكون الإجازة ممتعة وجميلة في داخل بلادنا ، وكذلك الحد من سفر عوائلنا وشبابنا للخارج ، ويجب علينا أن نوفر لهم سياحة تغنيهم عن السفر ونشبع رغباتهم داخلياً ، ونجعلهم يتمتعون حقاً بطعم الإجازة الحقيقية في ربوع بلادهم الجميلة . فإجازتنا قد بدأت ، وأتمنى أن أشاهد برامج و فعاليات يمكن أن تشعل الحماس في داخلنا ، أو تمسح فكرة السفر للخارج من أذهاننا ، أو أي شيء يشجع عوائلنا وأطفالنا عليه ، أو حتى نستطيع أن نعد جداول مفكراتنا لزيادة الفعاليات والبرامج السياحية ، التي تستطيع أن تغنينا من مجرد التفكير في السفر إلى الخارج ، حيث تمثل هذه أمنية كل مواطن سعودي محب لوطنه الغالي . نسمع كثيراً كلمة (سياحة داخلية) ، وعندما نبحث عنها لا نجدها ، فالسياحة الداخلية لا تعني فقط منشآت وكورنيشات على البحر ، وأسواقا ومجمعات ، إنما السياحة الداخلية تعني إستراتيجية وتخطيط ، وبرامج ، وفعاليات ، ومهرجانات ، ومواقع ، ومسارح ، ونشاطات اجتماعية ، وثقافية ، وأدبية ، ورياضية ، وفلكلورية ، وشعبية ، وتراثية . ووضع أجندة زمنية على مدار السنة ، تشمل جميع العطلات السنوية الرسمية وغير الرسمية في أماكن متعددة مع إمكانية الوصول إليها ومعروفة لدى جميع الشرائح ومتوفر بها جميع الإمكانيات التي تساهم في إنجاح هذه الفعاليات ضمن خطة إعلامية موجهة يستخدم فيها جميع وسائل الإعلام الحديث وذلك لإقناع أبنائنا بسياحتنا الداخلية . فمتى توافق ذلك مع كل ما ذكر ، عندها سنجني إن شاء الله سياحة داخلية ثرية ، تغنينا عن السفر للخارج ، وتحفظ أبناءنا ، وشبابنا ، وبناتنا من التغمس في الحضارة الغربية والعادات غير الإسلامية ، كما تجنبنا الكثير والكثير من المشاكل التي تصادف السعوديين في خارج البلاد ، وكذلك نحد من عملية النزف المادي للجيوب ، واستغلالنا بأننا سعوديون ، وأننا أفضل وأقدر الناس على الدفع من غير حساب . إن شاء الله ثقتنا كبيرة في الهيئة العامة للسياحة والقائمين عليها بتقديم العمل السياحي المدروس في أنحاء المملكة ليرقى بسياحتنا ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة سياحياً . alyaqout _ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (56) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain