يلعب الدخل دوراً كبيراً في طبيعة ومكان قضاء الإجازة الصيفية، ويبدو أن البعض لا يهتم لميزانية الصرف في برنامجه السياحي، بل ولا يرى المثل الشهير: «مد رجليك على قد لحافك» مهماً حيال مسألة تحميل النفس فوق طاقتها، حيث تُعد تكلفة قضاء الإجازة من أهم أوليات العائلة هذه الفترة، بل وتكون الخيارات محصورة بحجم الميزانية المتاحة. المختصون وذو الخبرات ينصحون دائماً بالتخطيط المسبق لقضاء الإجازة، وسط تأكيد بأهمية اختيار المكان المناسب حال كان هناك أطفال صغار في الرحلة، حيث تُعد المناطق الاستوائية والشهيرة بالغابات خياراً غير محبذ. يوجد اشكاليات وقال «وليد السبيعي» -نائب رئيس لجنة السفر والسياحة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض-: إن المملكة متميزة في تصميم البرامج السياحية، بل ولا تقارن بعدد من الدول، حيث توجد خيارات متعددة تشمل بيئات مختلفة، بالإضافة إلى الحملات الدعائية الجذابة، مؤكداً على أنه يوجد بعض الإشكاليات التي قد تؤثر على جودة هذه البرامج ونفعها، متمثلة بالتأخر المتكرر من قبل السائح في ترتيب إجراءات سفره، مشيراً إلى أن «تبكير» السائح في التمتع بإجازته يدفع شركات الطيران إلى توفير رحلات إضافية بسعر مخفض يضمن المنافسة على الطلب، وفي ذات الوقت تحصل الشركات على هامش ربح معقول. مصالح شخصية وعن إمكانية تقسيط البرامج السياحية، شدد على أن الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ترفض أي فكرة من هذا النوع وتحاربها، وإن كانت تدخل ضمن مصالح شخصية للبعض، مبيناً أن السياحة تعد من الكماليات، وأن إحصاءات الهيئة العامة للسياحة والآثار رصدت تمتع نحو (4.9) مليون سائح سنوياً بإجازات خارج المملكة، تمثل تكاليفها خلال أشهر الصيف الثلاثة نحو (60) مليار ريال، شاملة التنقل والإقامة والمصاريف اليومية. أسلوب سياحي في إحدى الدول العربية يوجد انخفاض ونصح الراغبين في قضاء إجازتهم الصيفية في الخارج بالتبكير في موعد الإجازة، وعدم الإصرار على وجهة معينة أو فنادق معينة، مع عمل مقارنة للعروض والبرامج المتاحة سواء من مكاتب السفر مباشرة أو عبر مواقع الإنترنت المعروفة، مؤكداً على أنه بالرغم من محدودية الوجهات التي يرغبها السياح، إلاّ أنه لا يوجد انخفاض في العدد حتى الآن، موضحاً أن المدن العربية خارج الخارطة السياحية هذا العام، للظروف التي تعيشها، إلاّ أن دبي وبيروت تحظيان بإقبال أقل من المتوقع حتى الآن. الوضع لا يسمح وقال «د.ناصر الطيار» -رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة-: إن المنتج السياحي لا يحظى بالرواج الذي يسمح للبنوك ومؤسسات التمويل بدعمه وتقديم برامج تقسيط سياحية، وبالتالي فإن خيار الدفع النقدي المباشر هو المتاح حالياً، مشدداً على أهمية تتبع الخارطة السياسية والاقتصادية والسياحية للبلد أو المدينة المنتقاة كوجهة لقضاء الإجازة. الادخار هو الحل وأوضحت «أمل فيصل» -معلمة- أن التغييرات المناخية في السنوات الأخيرة جعلت بعض الوجهات المحلية خارج نطاق المنافسة كوجهة لقضاء الإجازة، مضيفةً أنه مع اكتظاظ بعض المدن الخليجية بالسائحين العرب والأجانب، أصبحت شرق آسيا خياراً متاحاً، مشيرةً إلى أنها تسافر في كل عام لمدة لا تقل عن أسبوع هي وزوجها وأبناؤها الخمسة، ومع تزايد مصاريف الأسرة توصلت إلى أهمية ادخار جزء بسيط من الرواتب ولمدة خمسة أشهر، وهي التي تسبق الإجازة، ذاكرةً أنها بهذه الطريقة تضمن عدم ضرب ميزانية المنزل بعد العودة. ثقافة غائبة وقالت «منيرة القحطاني»: إن ثقافة التنسيق المسبق للسفر غير موجودة في مجتمعنا، مضيفةً أن المستوى الاجتماعي والمادي ليس معياراً لاختيار مكان الإجازة، فكثيراً ما أرهقت ميزانيتها وميزانية زوجها بالاقتراض من أجل مجاراة الصديقات أو بعض الأقرباء في السفر!، مشيرةً إلى أنه ما بين دول عربية مضطربة سياسياً ودول أوروبية ينتشر فيها فايروس «إي-كولاي» ودول استهلكت سياحياً يصبح الأفق ضيقاً لمن لا يستطيع التخطيط. أبهرني حديثهم وأكد «محمد العتيبي» -موظف في أحد البنوك- على أن عدد أفراد الأسرة وطبيعة معيشتهم ووضعهم الاجتماعي أهم نقطة يجب التركيز عليها عند انتقاء مكان قضاء الإجازة، مضيفاً أنه بعد كل إجازة صيف يبهره حديث زملائه عن الأماكن التي زاروها في عطلاتهم وانطباعهم عنها، مقارنةً بمكان قضاء إجازته وأسرته، مشيراً إلى أنه من هنا تبدأ رحلة البحث إلى بوابات السفر ومكاتب السياحة وما تقدمه من برامج. أدق التفاصيل «الرياض» تجولت في بعض بوابات السفر والمنتديات، واكتشفت أن بعض المواضيع أشبه بحسابات ميزانية شركة أو منشأة تجارية، حيث يرصد زوار الموقع أدق المصاريف التي تكبدوها في زيارتهم لأي مكان، متناولين قيمة التذكرة على الخطوط الجوية وتكلفة السكن والتنقل، بل وحتى الوجبات ومقارنتها بمدن في نفس الدولة أو مدن في دولة أخرى، ولمزيد من الدقة يتم احتسابها بالدولار الأميركي، كما يقدم البعض نصائحه في اختيار وسيلة النقل والوقت المناسب لها من حيث أوقات اليوم أو طبيعة المدينة.