مشهد قذف الأحذية على شاشة عرض خطاب القذافي يتكرر.. ولكن مسرحيا على خشبة مسرح الدمام نهاية الأسبوع الماضي؛ هكذا اختار مخرج عرض " خارج السيطرة" ماهر الغانم أن يختم مسرحيته بصورة تعبيرية تتقاطع وما يحدث في الشارع العربي من ثورات وانتفاضات. رغم أن المسرحية جاءت "فنتازيا" في هروب متعمد من قيد الزمان أو المكان؛ عبر حكاية كتبها محمد الحلال وتغوص مفصلا في حياة شاب كئيب حاول الانتحار ليجد نفسه فجأة، محاولا إنقاذ شاب يوشك على الموت؛ الأمر الذي أوقعه تحت المساءلة القانونية أمام من يلقي التهمة عليه – زوراً - بمحاولة قتل الشاب الواقع على قارعة الطريق. المسرحية الفنتازية التي لبى دعوة حضورها - كالعادة- نجوم الدراما الشرقاوية (عبد المحسن النمر وعلي السبع وجعفر الغريب..)؛ تطرقت بشكل أو بآخر لظاهرة الانتحار بين الشباب؛ كما استخدم المخرج ماهر الغانم تقنية تصوير الممثلين لأنفسهم بالفيديو المباشر أمام الجمهور.. إلا أن هذه التقنية والتي استعملت بطرق مختلفة في المسرح الأوربي؛ شكلت تحديا بالنسبة للمخرج السعودي الذي قدم مقترحا مغايرا عبر التركيز على تصوير - تضخيم- الشخصيات الشريرة بصورة أكبر من الحجم الطبيعي؛ وفي شاشة تغطي جدار خلفية العرض المسرحي؛ لينتهي العرض بقذف الممثلين لأحذيتهم على شاشة الشخصية المستبدة و"المتضخمة"؛ الذي جسدها عبدالله الجفال (المحقق-القاضي)، بينما لعب دور البطولة الممثل سعودي الصفيان وعبد المجيد الكناني وشارك في التمثيل مسبح المسبح وجميل الشايب ومحمد الزاهر وعبدالله الشمري. ويمكن القول إن المشهد الأخير (قذف الأحذية) كان المشهد الأكثر تسجيلا للفرجة المسرحية خلال العرض، الذي بدأ بموشح خطابي شعري منبري، مسجل (بلاي باك) أبطأ انطلاقة العرض الذي قدم بالفصيح وطعم باللغة المحكية و أحيانا الشوارعية، كحالة من كسر جمود لغة العرض المسرحية. يذكر أن نص "خارج السيطرة" فاز كأفضل نص مسرحي في مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة في دورته السابعة؛ وقد اختارت جمعية ثقافة وفنون الدمام هذه المسرحية للمشاركة ضمن عروض مهرجان الأحساء المسرحي الثاني والذي سوف يبدأ منتصف الشهر الجاري. أبطال خارج السيطرة