يُمثّلُ العلاج بالأشعة Radiation therapy”” أحد أضلاع مثلث علاج الأورام والذي يضم إلى جانب العلاج بالأشعة الإستئصال الجراحي والعلاج الكيميائي. ويتشابه العلاج بالأشعة مع الجراحة كونه علاجاً موضعياً لا يسبب مضاعفات عامة كتساقط الشعر أو القيء كما هو الحال بالنسبة للعلاج الكيميائي ويتميز عن الجراحة بأنه لا يسبب ألماً أو جرحاً للمريض بل إن المريض لا يشعر بجلسة العلاج الإشعاعى على الإطلاق. وتقوم فكرة العلاج بالأشعة على القدرة على توجيه نوع من الأشعة المؤينة ذات خصائص مميزة لموضع الورم دون إصابة الأنسجة المحيطة بالورم بمضاعفات. وقد بدأ العلاج بالأشعة منذ بداية القرن العشرين وتطور تطوراً مذهلاً فى الفترة الأخيرة للإرتباط الوثيق بين هذه التقنية والحاسب الآلي وتطوره، فبعد أن كان العلاج بالأشعة مقصوراً على الأورام السطحية فقط تم تطويره بحيث يضمن علاج الأعضاء داخل الجسم وبدون التأثير على جلد المريض وفى العقدين الأخيرين أمكن توجيه الأشعة بصورة تراعى الشكل ثلاثي الأبعاد للورم «3-Dimensional Conformal Radiotherapy» ثم أصبح بالإمكان أن توجه الأشعة بحيث يمكن تتبّع حركة المريض أو الورم أثناء وقت الجلسة وهو ما يطلق عليه العلاج رباعي الأبعاد «4D-Gated Radiotherapy». وأخيراَ أصبح من الممكن زيادة الجرعة الإشعاعية لمواضع النشاط بالورم وذلك بالاستعانة بالمسح المقطعى الحيوي «PET-CT» ولكن هل يمثّلُ العلاج بالأشعة بديلاً للجراحة؟ في حين أنه لا غنى عن الجراحة فى حالات أورام العظام على سبيل المثال، تبدو بعض الأورام شديدة التأثر بالإشعاع فمثلاً يمكن للعلاج بالأشعة القضاء على الأورام الليمفاوية دون الحاجة للجراحة كما يمكن شفاء مرضى سرطان الحنجرة تماماً باستخدام العلاج بالأشعة وبدون استئصال الحنجرة، ومن ناحية أخرى تحمل تقنية»Remote controlled afterloading Brachytherapy» الأمل لمرضى سرطان عنق الرحم وسرطان البروستاتا حيث يمكن بواسطة هذه التقنية زرع المواد المشعة داخل الورم للقضاء عليه بدون استئصال الرحم أو البروستاتا. كما ثبت أن العلاج بالأشعة يلعب دوراً ناجعاً فى القضاء على العديد من أورام المخ دون جراحة باستخدام تقنية العلاج الإشعاعي المجسم فائق الدقة «Stereotactic Radiosurgery» وذلك خلال جلسة واحدة لا تتجاوز ثلاثين دقيقة وهو ما يُطلق عليه الجراحة الإشعاعية أو المشرط الإشعاعي، ويتميز مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بوجود أحدث أجهزة الجراحة الإشعاعية «Cyberknife» وقد تم علاج أكثر من مئتي حالة خلال العامين الماضيين بنسب شفاء تناهز المعدلات العالمية. وهكذا وبعدما استعرضنا أحدث طرق العلاج بالأشعة نجد أنه قد يكون البديل الأمثل للجراحة في بعض الأورام بينما يكون مكملاً للجراحة في حالات أخرى ويبقى التناغم بين أضلاع مثلث العلاج هو حجر الزاوية لشفاء مرضى السرطان. * قسم علاج الأورام بالأشعة