ضمن اهتمامات وزارة التعليم العالي في بلادنا العزيزة.. وحرصها على تبادل المعرفة، وتأسيس علاقات شراكة بين مؤسسات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية ونظرائها من مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز وتقوية التطور العالمي في ذلك لبناء مجتمع مؤسس على العلم والمعرفة.. شهدت مدينة الرياض من 15 -18 جمادى الأولى 1432ه حدثا تعليمياً رائعاً يحقق التفاعل الثقافي والمعرفي من خلال إقامة المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي بحضور أكبر الجامعات العالمية ومؤسسات التعليم العالي والكفاءات العلمية العالمية والجامعات السعودية.. ولعل المتابع لهذا المحفل العلمي الكبير الذي شاركت فيه ما يربو على 400 جامعة عالمية ما بين حكومية وأهلية.. يلحظ أن نتائجه تبلورت في توفير الفرص للجامعات السعودية والأكاديميين والمجتمع السعودي قاطبة للتواصل مع مؤسسات التعليم العالي العالمية والمحلية، وإعطاء الفرصة أمام مؤسسات التعليم العالي بالمملكة لتتبوأ مكانتها اللائقة بها. كما تُعد هذه التظاهرة العلمية من المجالات الإيجابية لفتح قنوات شراكة قد ظهرت في إبرام اتفاقيات وشراكات أكاديمية ثنائية بين الجهات التعليمية السعودية ونظيراتها العالمية، مع بحث قضايا التعليم العالي المعاصرة ومناقشتها من خلال المؤتمر.. والملاحظ حقاً - من خلال مشاهدة ومتابعة المعرض والمؤتمر - أن الجامعات السعودية قد تفوقت على نفسها هذا العام للظهور بالمظهر المشرف، ولاقت أجنحة جامعات التعليم العالي السعودية والأهلية الترحيب من رواد المؤتمر، كما شهد المؤتمر عقد اتفاقيات ثنائية بينها وبين نظيراتها من الجامعات العالمية، سواء في أمريكا، أو كندا، أو كوريا الجنوبية، وجنوب افريقيا، وماليزيا، وسنغافورة، وهي دول حائزة على أفضل تصنيف للجامعات العالمية. ومما لا شك فيه أن هذا المؤتمر أعطى الفرصة للمجتمع بمختلف فئاته ومؤسساته وأفراده للتعرف إلى مؤسسات التعليم العالي السعودية والعالمية مع اختصار الوقت أمام أولئك الراغبين في الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. ولعل المعرض والمؤتمر بوضعه الحالي والمستقبلي - بمشيئة الله تعالى - سيكون واحداً من أكبر الأحداث الدولية المتخصصة في تقديم مؤسسات ومنظمات التعليم العالي المحلية والإقليمية والعالمية. والمتابع لبرنامج المؤتمر على مدار ندواته طوال أيام انعقاده ليجد الصلة الواضحة بين نظام الجامعات العالمية الرائدة والتعليم العالي في عصر الاقتصاد المعرفي والتنافس العالمي في التعليم العالي والاستراتيجية الهيكلية والتنظيمية في مؤسسات التعليم العالي ليدل دلالة واضحة على أن مجتمع المعرفة والعلم هو القادم لا محالة. فتحية اعتزاز وإكبار وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعنايته الفائقة بشأن التعليم والتعليم العالي وشموله برعايته الكريمة لهذا المؤتمر العلمي العالمي، وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني، حفظهم الله، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه ولكل من أسهم في نجاح هذا المؤتمر. * عميد معهد التنمية والخدمات الاستشارية جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن