في حوار تلفزيوني لم يتردد أحد النقاد الرياضيين من القول بأن مهاجم النصر سعد الحارثي الذي يشارف عقده الاحترافي على النهاية لا يستحق أكثر من مليون لثلاث سنوات، داعياً إدارة النصر إلى عدم تبديد أموال النادي ومقدراته في المجاملات باعتباره مالا عاما وليس مالاً خاصاً. ولم يتردد الناقد الذي لا يرى مشكلة في الكشف عن ميوله النصراوية من التأكيد على أن الحارثي لا يستحق أكثر من 300 ألف ريال أو تزيد قليلاً كقيمة عن لعبه للنصر في الموسم الرياضي الواحد خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو الرقم الذي جعل مقدم البرنامج وقد قطب حاجبيه يأمره بإعادة الرقم ليتأكد إذا ما كان قد أخطأ في الحساب ليعيده عليه بثقة، مشدداً على أن رأيه مستنداً على وقائع فنية لا مزاجية. وفي وقت تزداد فيه الشائعات، وتتعدد الأخبار حول المبلغ الذي طلبه الحارثي ووكيل أعماله ذيب الدحيم على إدارة النصر مقابل تجديد عقده حتى تداولت أخبار وفي غير وسيلة إعلامية وبشكل متواتر بأن اللاعب قد فرض على ناديه مبلغ 12 مليون ريال مقابل البقاء فيه لثلاث سنوات مقبلة بواقع 4 ملايين ريال عن الموسم الواحد، وهو الرقم الذي نفاه الدحيم كما نفى أرقاماً أخرى. فإن أخباراً أخرى تؤكد بأن مسؤولي النصر قدموا للاعبهم عرضاً بقيمة ثلاثة ملايين ريال بما يعادل مليون ريال عن الموسم الواحد. وبعيداً عن صدقية تلك المبالغ من عدمها فإن الأهم في الأمر أن الأمور ما بين النصر والحارثي دخلت في نطاق الاحترافية الصرفة التي تقوم في جهة التعاقدات على تقييم اللاعب بحسب مستواه، وما يترتب عليه من مكاسب للنادي، أكانت فنية أو تسويقية، باعتبار أن العلاقة ما بين مستوى اللاعب وتسويقه إن جماهيرياً أو دعائياً هي علاقة طردية؛ وهو ما يبدو واضحاً في مسألة تريث النصر ومدارسته لتجديد عقد اللاعب الذي فقد كثيراً من مستواه وتوهجه الأمر الذي بات ينذر بأفول نجمه. ولعل ما يؤكد دخول الحارثي مرحلة الأفول هو غياب ردود الفعل الجماهيرية والصحفية تجاه مسألة تجديد النصر لعقده من عدمه؛ على الرغم من أنه كان يعد حتى وقت قريب الرقم الأصعب على الأقل جماهيرياً في النادي "الأصفر"؛ إذ لم تتغن جماهير "الشمس" منذ اعتزال النجم الكبير ماجد عبدالله بلاعب كما تغنت بالحارثي، وهي التي أسبغت عليه صنوف الألقاب والتي أشهرها "الذابح" و"راؤول العرب". والحارثي الذي بدا خطواته الأولى في الفريق الأول موسم 2003-2004 عاش أفضل مراحله مع ناديه والمنتخب الوطني في موسمي 2006و 2007، وفيهما تألق مع المنتخب الوطني وأعير لنادي الاتحاد بعد أن قدم مؤشرات واضحة بأنه سيكون أحد أهم المهاجمين السعوديين، إلا أن ذلك ما لم يحدث؛ إذ سرعان ما تراجعت مستوياته ليفقد بعد سنوات مركزه ليس في المنتخب وحسب بل حتى في ناديه؛ خصوصاً مع تعاقد النصر مع المهاجمين ريان بلال أولا ثم سعود حمود ومحمد السهلاوي أخيراً ما جعله يجد صعوبة في اللعب كأساسي أو حتى كبديل أحياناً؛ نظراً لثقل حركته وإضاعته للفرص السهلة أمام المرمى، وهو ما جعله يحتل المركز الخامس بين هدافي فريقه في هذا الموسم الذي يشارف على إسدال ستائره. ويترقب المحايدون ما ستسفر عنه المفاوضات بين النصر والحارثي من نتائج، إذ يرون أنها لربما تؤسس لمرحلة جديدة يتم فيها تصحيح التضخم الحاد في أسعار اللاعبين السعوديين التي تفجرت خلال المواسم القليلة الماضية؛ خصوصاً إذا ما نجح مسؤولو النادي في تقديم العرض المناسب للاعب وفقاً لمستواه الراهن، أما إذا ما تجاوزوا المستوى كمعيار رئيس، معتمدين على معايير هشة، أو مجاملات فجة فإن من المرجح أن تتواصل عملية زيادة التضخم في المواسم المقبلة رغم ما سببته من ضرر على الكرة السعودية.