أسموه الذابح ثم لقبوه بالجارح، فنجح في تعميق جراحات المنافسين بأهدافه التي ترجمها بطرقه الخاصة حصل على إثرها على ألقاب جماهيرية جديدة مثل سعد العرب وراوول العرب.. حمل أحزان فريقه في أكثر من مناسبة فحمل معها لقب فارس الأحزان النصراوية على مدى السنوات السبع الماضية. وما بين الضغوط الجماهيرية والقرارات الإدارية والفنية، حل سعد الحارثي في موقف جدل مستغرب من جميع النقاد والجماهير حول مصيره خلال الأيام الماضية ومدى استمراره مع فريقه من عدمه بعد هبوط مؤشر أدائه من موسم لآخر. ولفت انتهاء عقده الاحترافي أول من أمس، الأنظار تجاه العلاقة التي بدت فاترة بينه وبين إدارة ناديه النصر في الفترة الأخيرة رغم أنه تقلد شارة القيادة لفترة ظل يتقدم فيها زملاءه في التدريبات، لكنه بقي أيضا في فترات كثيرة خارج حسابات الفريق فنياً. وما بين شد وجذب حول استمرار الذابح في النصر من عدمه وقوفاً على انخفاض مستوياته وبالتالي انخفاض العرض المقدم له من إدارة ناديه مقابل تجديد عقده بعدما كانت قيمته من بين الأعلى في النصر عندما جدد في الأربع سنوات الماضية، يرى وكيل أعماله، ذيب الدحيم أن الحارثي يستحق العرض الأعلى إلا أن إدارة النصر ما تزال متحفظة على رؤية الذيب. البعض ردد أن هناك قصورا من اللاعب نفسه، فيما يرى آخرون قريبون من اللاعب والنادي، أن الحارثي محارب من داخل ناديه وأن هناك من يمارس عليه ضغطاً كبيراً ليجدد عقده مقابل عرض ضعيف.. ختام فصول الحكاية يقول إن إدارة النادي تجاهلت شعبية الحارثي وهو ما قاد اللاعب إلى تأكيد أن هناك أندية منافسة خطبت وده، إلا أن البعض اعتبر ذلك ورقة ضغط من اللاعب ووكيل أعماله على إدارة النصر وإجبارها على تجديد عقده في أسرع وقت ممكن. ووسط هذه الضبابية، يدخل الحارثي اليوم حياة جديدة ومرحلة جديدة من خلال اقتحامه القفص الذهبي، وينظر جمهور اللاعب إلى زواجه كخطوة من شأنها أن تعيد الروح المعنوية للاعب وتنتشله من حالة عدم الاتزان التي مر بها في الفترة الماضية. عضو شرف نادي النصر الأمير طلال بن بدر، وصف حالة الحارثي باللغز وأكد أنه يعيش حالة انكسار معنوية نتيجة اختلاف التعامل معه في المواسم الماضية والموسم الحالي, مشيراً إلى أن اللاعب عانى كثيراً من الإصابات, مطالباً بمنحه مزيدا من الفرص وتعزيز الروح المعنوية لديه لكي يعود الحارثي الذي عهدته الجماهير. أما المدرب الوطني السابق محمد الخراشي، فيؤكد بدوره قدرة الحارثي على العودة إلى سابق مستواه، معتبراً ما يمر به اللاعب حالياً، أمراً طبيعياً يمر به أي لاعب. وقال الخراشي "لدى الحارثي المقومات التي تساعده على العودة وأولها تخصصه الرياضي الذي اكتسبه من خلال دراسته بكلية التربية الرياضية الذي يهتم كثيراً بالجوانب التطبيقية والنظرية وبكل ما يتعلق بمنهجية علم النفس الرياضي وكيفية الإعداد للنزلات الرياضية والتغلب على المعوقات التي قد تتسبب في تغيب اللاعبين عن عطاءاتهم، بجانب ذلك فهو لاعب متشبع بالخبرة وسبق له تمثيل المنتخب وناديه في محافل خارجية مختلفة".