سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوميات الجناح 309: حرس مبارك يلغي زيارة عاملي المستشفى بعد محاولة تصوير ب «الجوال» الرئيس السابق يعيش حالة نفسية متقلبة والأطباء لجؤوا لتغذيته بالسوائل لإعراضه عن الطعام
وسط توقعات متزايدة بأن تشهد الساعات المقبلة تطورا مهما فى عملية ترحيل الرئيس السابق حسنى مبارك الى احد المستشفيات العسكرية خارج شرم الشيخ، يكمل مبارك اليوم "الثلاثاء" اسبوعه الأول داخل محبسه بمستشفى شرم الشيخ الدولى، فى الجناح رقم 309، الذى دخله عصر الثلاثاء الماضى. ورغم انقضاء ما يقرب من نصف مدة الحبس الاحتياطى البالغة 15 يوما والمقررة بحق الرئيس السابق على ذمة التحقيقات الجارية فى الاتهامات الموجهة اليه، وابرزها إصدار أوامر بقتل المتظاهرين، والاثراء بطريقة غير مشروعة - الا ان حالة الغموض حول موعد ترحيل مبارك من مستشفى شرم الشيخ الى احد المستشفيات العسكرية تنفيذا لقرار النائب العام مازالت مستمرة حتى الآن. وتضاربت الانباء بشدة فى هذا الصدد خاصة فى اوساط العاملين بالمستشفى، الذين أفاد بعضهم ان قرار ترحيل مبارك قد ينفذ مع الساعات الاولى لصباح اليوم "الثلاثاء"، بينما قال بعض آخر ان كل الشواهد لا توحى بقرب رحيل مبارك عن المستشفى.. الا ان مصدرا مطلعا على علاج مبارك فى شرم الشيخ قال ل "الرياض" ان تنفيذ قرار الترحيل سيتم فور ان يقول مبارك إنه قادر أن يمشي ويستقل الطائرة الى خارج شرم الشيخ"، وشدد المصدر فى الوقت ذاته على ان كافة الاجراءات لتنفيذ القرار تم الاتفاق عليها، ويمكن اتخاذها فى اى وقت يصدر فيه القرار من الجهات المعنية. وفجر مصدر طبى مطلع بمستشفى شرم الشيخ مفاجأة بقوله ان الفريق الطبى المعالج لمبارك حاول رفع حالته المعنوية والنفسية التى ساءت بشدة خلال اليومين الماضيين، من خلال السماح لعدد من الاطباء واعضاء فريق التمريض من العاملين بمستشفى شرم الشيخ بزيارة مبارك فى جناحه، وبالفعل تم السماح لعدد من شباب الاطباء (النواب) والممرضات بلقاء مبارك ، الا ان طاقم الحراسة المرافق للرئيس السابق سرعان ما قرر الغاء تلك الزيارات بعد اكتشاف واحباط محاولة أحد الاطباء الشباب التقاط صورة لمبارك وهو على فراش المرض باستخدام هاتف محمول، وهو ما تسبب فى احداث ازمة داخل جناح الرئيس السابق، وتم الغاء قرار السماح لأى من العاملين بالمستشفى الاقتراب من الجناح. وعلى صعيد الحالة الصحية للرئيس السابق قال المصدر انه لم يطرأ اي جديد عليها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وأن الحالة بوجه عام مستقرة، ويتناول مبارك ادويته التى قررها الفريق الطبى المصاحب له بانتظام، لكن المشكلة هى الحالة النفسية للرئيس السابق، التى وصفها بأنها "متقلبة" مجددا والتاكيد انها ساءت بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وانها كانت وراء اقلال مبارك الملحوظ من تناول الطعام فى الاونة الاخيرة، وان الاطباء المعالجين حاولوا تعويضه بامداده بكميات اضافية من السوائل، واضاف ان مبارك "لا يغادر فراشه الا نادرا".. وان أحد اطباء الباطنة بالمستشفى هو الذى يقوم بمتابعة تطور حالته الصحية يوميا، وانه لم يعد بحاجة الى متابعة من قبل طبيبي القلب والرعاية المركزة، اللذين قاما بالتنسيق مع الفريق الطبى الخاص للرئيس السابق منذ دخوله الى المستشفى، وانهما توقفا عن المرور الدورى عليه منذ يومين. ويرافق الرئيس السابق فى جناحه بصفة دائمة زوجته سوزان مبارك، التى لم يعرف حتى الان الاجراءات التى ستتخذ معها اذا ما خضعت للتحقيق فى الاتهامات الموجهة لها فى قضايا تتعلق بالكسب غير المشروع، تنفيذا لقرار بدء التحقيق معها خلال أيام بحسب ما اعلنه المستشار محمد عبدالعزيز الجندى وزير العدل. فى الوقت ذاته تواصلت اجراءات الامن المشددة داخل وخارج المستشفى لعزل الجناح الذى يقيم به مبارك عن بقية اجزاء المستشفى خاصة بعد المحاولة الاخيرة لتصويره، واقتصر تعامل الفريق الطبى المعالج له على عدد محدود للغاية من العاملين بمستشفى شرم الشيخ الدولى، يخضعون لدى دخولهم أو خروجهم من الجناح لإجراءات تفتيش دقيقة. من ناحية اخرى فجر تقرير رسمي لجهاز رقابي مصري رفيع المستوى، تسلمه جهاز الكسب غير المشروع التابع لوزارة العدل المصري - مفاجأة كبرى بشأن ثروات مبارك ونجليه علاء وجمال وزوجته سوزان.. حيث كشف التقرير النقاب عن تضخم ثروتهم بصورة كبيرة غير مسبوقة لا تتناسب مع مصادر وموارد دخلهم الشرعية.. وأن تلك الثروات الضخمة جاءت وليدة استغلال نفوذهم السياسي والرئاسي. وأبرز التقرير الذي أعدته هيئة الرقابة الإدارية التي تضطلع بالكشف عن وقائع الفساد، وتسلمه المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع أن الجانب الأكبر من ثروة أسرة مبارك تمثل في ممتلكات ضخمة للغاية لعلاء مبارك، يليه شقيقه جمال.. ثم جاءت الثروات على نحو أقل عنهما كثيرا باسم سوزان مبارك، ثم الرئيس السابق. وكشف التقرير النقاب عن مشتملات ثروة آل مبارك، مشيرا إلى أنها تتمثل في ثروة عقارية ضخمة وهائلة من القصور والفيلات والشاليهات والشقق الفاخرة، تركز معظمها في منتجع شرم الشيخ، وضاحية التجمع الخامس بالقاهرةالجديدة، والقاهرة وفايد والاسكندرية، وطريق القاهرة - الإسماعيلية، علاوة على مساحات شاسعة من الأراضي الفضاء والأراضي الزراعية في أماكن متفرقة من مصر، إلى جانب أرصدة مصرفية بالعملات الأجنبية والجنيه المصري. وينتظر أن يقوم جهاز الكسب غير المشروع بمواجهة آل مبارك بما هو منسوب إليهم من تحقيقهم لتلك الثروات على نحو يمثل مخالفة تستوجب مساءلة مرتكبها حال ثبوتها ضده بإحالته للمحاكمة الجنائية..