تعاني «معارض خريص» في «حي النسيم» ومنذ أن أنشئت قبل نحو ثلاثين عاماً مضت من كثافة الحضور اليومي من الباعة والمشترين؛ لدرجة أن البعض يحمل هماً كبيراً في الوصول إليه، والسير بين أرجائه، والخروج منه قبل المغيب..وإلى جانب الازدحام تبقى «سلوكيات الشريطية» هم آخر لا يصعب التكهن به، فهم يتلقون الركبان من على مشارف السوق، وأمام مشهد الجميع، بل يلجأون إلى «حيل التفاوض السريع»..وهناك هم ثالث في هذا السوق العتيق وهو استيراد السيارات بأنواعها، حيث أصبح الزبون لا يفرق بين «الغث» والسمين»، والتي ربما أوقعه في شراء مركبة «معطوبة»، ثم تحمل تكاليف إصلاحها!. جنسيات مختلفة الزائر للمعارض سيلاحظ أشخاصا من جنسيات مختلفة، يجوبون الشوارع ويعملون لحسابهم، من أجل «الكفيل»، والذي كالعادة أطلق ل»ساقيه» العنان ولا يعود إلا لجمع «الغلة»، ومنهم من جاء ليشتري سيارة فقط له أو لصديقه، وهو في الأساس «شريطي» ولكن خارج الخدمة رسمياً. وخلال تجولك داخل أروقة المعارض ترى انتشار جالية عربية «مخالفة» لنظام الإقامة، جاءت لتكون قريبة منه، ولتمارس نشاطاً محرماً عليها نظاماً، والأمر الأكثر غرابة هو انتشارها بشكل كثيف، من خلال عملهم في «البقالات» و»المحلات التجارية» و»التسول عند الإشارات»، ولسان حال الرقيب يقول: «وش نسوي؟». يصطادون «الغشيم» ب«شفرات خاصة» و«العمالة» في كل شارع.. والأهالي متذمرون اقتحام الأحياء وجاء توسع معارض السيارات على حساب الأحياء السكنية، لتنتشر «العمالة» داخل الشوارع وأمام أبواب المنازل يسألون عن الأسعار، بل ويبدأون في طرح رؤيتهم في أسعار السيارات، وكلما مر عام جديد توسعت أكثر، حتى أن أصحاب المنازل يعانون من «الصداع» طيلة فترة العصر، والتي لا تنفع معها «مسكنات» أو «مضادات حيوية»، فالمعارض «زحمة» والمرور ساهم في التنظيم لكن دون جدوى، لتغلق الشوارع، ولم يعد أحد يعرف من أين المدخل؟، وأين المخرج؟، بل ولم تعد تنفع المخالفات، فالعمل يومي والناس اعتادت أن تشاهد «الشريطية» من شارع إلى آخر، حتى خرجوا إلى طريق خريص العام وكونوا سوقاً ثانوياً خارج المعارض، أشبه بالسوق الثانوي، ليمتدوا إلى أكثر من (2 كم)، وهم في كثير من الأحيان مبتدئين يتعلمون الشراء واصطياد الزبون بعيداً عن عمالقة «الشرطنة»، والذين يتمركزون داخل المعارض. «الشريطية» يصطادون الزبائن على بعد كيلوات من مدخل السوق «عدسة- بندر بخش» هدير السيارات يوما الخميس والجمعة مرعبان لسكان المنطقة، من خلال «هدير» السيارات وازدحامها أمام الأبواب ووقوفها الممنوع، فقد أوقفنا مركبتنا داخل إحدى الحارات القريبة وذهبنا إلى المعارض «مشياً»، وتجولنا فترة العصر وتنقلنا بين السيارات متعددة الأشكال والألوان والموديلات، واستنشقنا خلال ذلك ما تلفظه من دخان عبر عوادمها بكل «شفافية» و»أريحية»!، دخلنا وخرجنا من المعارض ولم نعرف أين الاتجاه؟. المساومة وسط طريق خريص سيارتك ما تسوى! الكل مشغول ب»السوم» لأي سيارة، يبدأ من «مزحه»، والبائع إن كان شاطراً يكون رده: «ما نيب حولك»، وأن أرادوا أن يعطوك حقك أخذوك بعيداً عن أعين «الشريطية» والزبائن معاً، وقالوا لك: «سيارتك ما تسوى.. تبيع وإلا لا؟»، وطبعاً هذه فيها إشارة للزبائن أنها أخذت بعيداً ولم تبع ل»علةٍ» ما فيها.. «لهجات» و»شفرات» تدور بين رواد المعارض، وهذا مايفعله رواد السوق العتيق الذي لم يتغير به ساكناً والفوضى تحكمه. مفاوضات الشريطية تعطّل حركة السير دون مبالاة فوضى أخرى وساهم المرور في إيجاد فوضى أخرى بوضعه ل»قسم الرخص» في أقصى النسيم الشرقي، لينقل الفوضى إلى مكان آخر، والسؤال هنا: لماذا لم يضع قسمه هذا في وسط المعارض؟، حتى يريح سكان تلك المنطقة من الزحمة التي تدور في أحيائها، ومن يرى الوضع في المعارض يؤكد على أنه لا بد من إيجاد «حل عاجل» يريح الناس هناك من القلق الذي يعيشونه بشكل يومي، والحلول كثيرة ولا تصعب على الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في توفير المساحات الجيدة لمعارض السيارات. نهاية السوم..تبيع وإلاّ لا الحديث مع صاحب السيارة للقبول بالعرض «برحة السوق» مكان عرض السيارات سكان الحي أكثر المتضررين من فوضى السوق باعة متجولون داخل المعارض دون رقيب