سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تكريم أبطال العالم للاحتياجات الخاصة هل نسيته ذاكرة الاتحاد السعودي؟ لم يتم تسليم مكافآت رجال الأعمال بالشرقية.. ووالدة أحد اللاعبين تتساءل: متى يكرم أبناؤنا؟
منذ شهر شوال الماضي اي بعد عودة المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة لكرة القدم من جنوب افريقيا حاملا معه كأس العالم للمرة الثانية على التوالي ووصول البعثة الى الدمام وتكريم افرادها هناك بحضور امير منطقة الشرقية الامير محمد بن فهد والامير سلطان بن فهد ونائب امير المنطقة الشرقية الامير جلوي بن عبدالعزيز وعدد من رجال الاعمال، والوعد بتكريمهم في مختلف المناطق تقديرا لانجازهم الكبير، المؤسف اكثر انه حتى المكافآت التي تكفل بها رجال الاعمال في المنطقة الشرقية لم تسلم لاعضاء المنتخب حتى الآن، ولانعلم متى؟، وحسب المصادر فإن الامانة العامة بالاتحاد السعودي للاحتياجات تحرم على اللاعبين التصريحات والحديث بهذا الخصوص، مما يعني ان وراء الاكمة ما وراءها، وكم نأمل ان يكون هناك توضيح من الامين العام. والمتابع الرياضي المتعاطف مع هذه الفئة الغالية يترقب هذا التكريم الذي لابد ان يليق بهم ويتواكب مع الانجاز العالمي الكبير، وظن الكثير ان ذلك لن يتأخر كثيرا عطفا على الحماس والتصريحات والوعود من المسؤولين في الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الا ان ذلك لم يتحقق حتى الآن، اذ مضى اكثر من نصف العام ولم يكن هناك حس او خبر حول الاهتمام بهذه الفئة الغالية التي قدمت للوطن بطولات مهمة وتكبد اعضاؤها من مسؤولين ومدربين ولاعبين واجهزة طبية عناء المعسكرات الطويلة والتدريبات الشاقة والمنافسات الشرسة، مع العلم بان الكثير من أسر اللاعبين وهي تودعهم في رحلتهم للدفاع عن رياضة الوطن تعيش ظروفا صعبة، ونذكر ان بعض القنوات الفضائية قدمت تقارير عن احوال بعضهم وكيف انهم يعجزون عن توفير مقومات الحياة الكريمة من مسكن وسيارة وغذاء، ومع هذا تغلب هؤلاء النجوم على كل الظروف وقادوا الرياضة السعودية الى انجاز كبير. فرحة بالكأس العالمية فهل تتبعها فرحة بالتكريم الذي يليق بالإنجاز؟ ولا نعلم ما هو الجديد لدى الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهل تكريم الابطال توقف في محطة المنطقة الشرقية ابان وصول البعثة؟، ام ان هناك تحضيرات ومفاجآت، وما يزيد الامر غرابة ان الاتحاد يلتزم الصمت حول الاعتناء بهذه الفئة الغالية التي يتعاطف معها الكثير من افراد المجتمع، ليس لأنها تقل عنهم شأنا، بل العكس حققوا ما لم يحققه الاسوياء، وكانت تضحياتهم واضحة وذكاؤهم ملموس انما احتراما لمحافظتهم على الانجاز العالمي الذي تحقق للمرة الاولى في المانيا عام 2006 قبل ان يكرروه في جنوب افريقيا وسط فرحة عارمة من المجتمع السعودي وليس الرياضي فقط، ايضا تعاطفا مع ظروف اسرهم، وكم تمنينا ان يكون هناك مبادرات بأثر رجعي من رجال الاعمال في مختلف المناطق مثلما فعل رجال الاعمال في المنطقة الشرقية الذين تفاعلوا مع الانجاز ومع مبادرة امير الشرقية، وتبرعوا للابطال الذين يستحقون من الجميع التكريم والاهتمام بهم وباوضاع اسرهم التي مثلما هي تفخر بانجازاتهم فهي تفرح عندما يواكب ذلك اهتمام وتكريم من الاتحاد السعودي ومن رجال الاعمال ومن الاندية التي ينتمي لها بعض اللاعبين، وألا يكون مصير تكريمهم النسيان وبالتالي زيادة الاحباط لديهم. والمؤسف ان اخبار تكريم هذه الفئة الغالية والتواصل معها انقطعت منذ وصولهم الى السعودية من جنوب افريقيا دون ان يكون هناك خطوات تحيي الامل وتسعد افرادها وتقدم يد العون لها وتخلصها من بعض الظروف المحيطة بها، فالكثير منهم كما قرأنا على هامش الانجاز التاريخي يأتي الى التدريبات بسيارة الليموزين وخلفه اسرة تعيش وضعا صعبا، ولا يستطع توفير الكثير من الالتزامات لها، وهذا بكل تأكيد لا يقبله اتحاد هذه الفئة الذي يعتبر معنيا بتوفير الاجواء المناسبة فما قدموه من عطاء وما حققوه من انجاز ليس بالامر السهل، ومكافأته ليست مبلغا بسيطا يطير عندما يمسح اللاعب عرق جبينه الذي كان ثمنه البطولة، انما من خلال القيام بمبادرات من المقتدرين سواء من رجال الاعمال او الاندية او مختلف فئات المجتمع. وما لم يتم تكريم الابطال حتما سينعكس ذلك على معنوياتهم ويولد لديهم الكثير من الاحباط والالم والحسرة، وربما لا نجد روح الحماس عندما يشاركون هم او غيرهم في المونديال المقبل الذي نأمل ان نحافظ عليه وأن نثبت ان ما تحقق سابقا لم يكن وليد الصدفة، انما بتخطيط المسؤولين واخلاص اللاعبين ونجوميتهم وعمل الاجهزة الفنية والادارية، فهل عدنا بالذاكرة الى هؤلاء الابطال واحيينا ذكرى انجازاتهم بتقديم ما يليق بهم وبقيمة خدمة للرياضة السعودية، هذا ما نأمله من الاتحاد السعودي الذي نتمنى ألا يركن الى تقادم الايام ومرور الوقت وبالتالي الكسل ووضع تكريم الابطال في طي النسيان، لأن هذا اذا حدث فهو لا يليق به قبل ان يحبط فئة غالية علينا جميعا ويسبب لها كثيرا من الالم. ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو اتصال والدة احد اللاعبين بالقسم الرياضي في صحيفة الرياضي وهي تشكو حال ابنها وزملائه قائلة: «انني اتكلم بعدما بلغ السيل الزبى، ونتيجة الحظر المفروض على اي من اللاعبين، وقد رفضت ذكر اسمها واسم ابنها خوفا من ان يتعرض للمساءلة، وبعد الاتصال بأحد القريبين من المنتخب السعودي اكد صحة ماذكرته هذه السيدة التي قالت الى متى يتم تجاهل تكريم اللاعبين بدلا من التسويف ونسيان الاحتفاء بهذه الفئة الغالية التي يعيش معظمها وضعا صعبا.