أنعش نجوم المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة الشارع الرياضي السعودي وبثوا في داخله روح الفرح مع البطولات من جديد بعد انكسارات عاشتها الرياضة السعودية على هامش التصفيات النهائية لمونديال 2010 فضلا عن اخفاق المنتخبات للفئات السنية والاندية التي شاركت قاريا وخليجيا خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وتمثل هذا الانتعاش الذي تزامن مع عيد الفطر المبارك ببطولة كأس العالم في جنوب افريقيا لكرة القدم، وهي البطولة التي دخلت دولاب الانجازات الرياضية السعودية للمرة الثانية على التوالي على حساب هولندا مرتين عام 2006 بركلات الترجيح 9 8 وعام 2010 بهدف مقابل لا شيء، وأكثر ما يخشاه المتابع الرياضي الذي اعيته الكثير من التصريحات والتخدير الإعلامي حول انصلاح أحوال الكرة وايجاد الوصفة اللازمة لها ان لا يجد الابطال التكريم الذي يليق بهم وبانجازاهم العالمي وتحملها للكثير من المتاعب البدنية والذهنية، وان يكون الاهتمام فقط لفترة محدودة نتيجة شحنة فرح مؤقتة وعاطفة جياشة ومن ثم ينصرف بعدها الجميع الى قضايا هامشية ومباريات محلية مملة، وبالتالي نسيان الابطال الذين شرفوا الوطن وقدموا له الكثير وتحملوا متاعب المعسكرات الطويلة والتنقل من مكان الى آخر وقضاء معظم ايام الشهر الكريم وبداية عيد الفطر بعيدا عن الاهل ووسط منافسة شرسة وضغط نفسي كبير وتدريبات شاقة. الخالد قاد النجوم للمرة الثانية للفوز بكأس العالم الاستقبال بالورود لا يكفي *هؤلاء الأبطال الذين سيصلون اليوم الى الدمام وقد طوقوا أعناقهم بالميداليات الذهبية لا يكفيهم فقط ان تفرد لهم المساحات وتبرز لهم التغطيات وتتغنى بهم العناوين ويتسابق حولهم محبو الأضواء والترزز وعشاق التصريحات وتلميع الصورة في المناسبات الاحتفائية، يريدون تكريما فعليا يليق بهم وبما قدموه وحققوه من انجاز عالمي سجل باسم الوطن، لا يكفيهم الاستقبالات الرسمية وتطويق اعناقهم بالورود وسط الحشود الغفيرة ومن ثم مغادرة كل منهم الى أهله، يحتاجون الى دعم مادي يضاهي ما حظي ويحظى به نجوم الكرة في انديتنا ومنتخباتنا الذين صرفت من اجلهم الرواتب الكبيرة والمكافآت المغرية والسيارات الفارهة ولم يأتوا إلا باليسير من الجهد والعطاء والبطولات، يريدون دعم يشعرهم بقيمة جهدهم وانجازهم، لا يتمنون ان يذهب جهدهم مثل جهود نجوم تألقوا في الالعاب المختلفة في سنوات مضت، تفاعل معهم الاعلام لفترة قصيرة ثم نساهم ونسيتهم رعاية الشباب والاتحادات والاندية ولم يتم ذكرهم فيما بعد، يتطلعون الى مكافآت تنسي الكثير منهم معاناته من ضيق اليد والحاجة الى تأمين مسكن وتقديم المساعدات الى والديهم وزوجاتهم وأشقائهم وأهلهم. ربما امكانات الاتحاد السعودي لرياضة الاحتياجات الخاصة لاتمسح له من تقديم المكافآت المجزية التي ترد لهؤلاء النجوم وأجهزتهم الفنية والادارية والطبية جميلهم، ولكن هناك جهات عدة بامكانها المشاركة بفاعلية واستثمار المناسبة لصالحها ولصالح اعضاء المنتخب واتحادهم دون ان يكلفها ذلك أي شيء من التعب والمال حتى يكتب لها الاجر وفي الوقت ذاته تساهم بتقديم عمل وطني ينفع المجتمع ويساهم في خدمة الرياضة، وبكل تأكيد ان الأعين تتجه الى رجال المال والاعمال، الى الشركات والبنوك والمصانع والمؤسسات الى كل انسان مقتدر لأن يقدم ما يستطيع لتكريم هذه الفئة الغالية، مثل المبالغ الرمزية لا تضر رؤوس الاموال وفي الوقت ذاته تساعد الابطال وتساندهم في التغلب على الكثير من الظروف الصعبة التي يعانون منها فبعضهم ان لم يكن كلهم حسب تقرير تلفزيوني لا يملك منزلا ولا سيارة، بل انه يذهب الى التدريبات والى المطار بالليموزين فضلا عن عدم القدرة على تسديد الايجار والتغلب على ظروف الحياة الأخرى التي تتطلب منه الزواج والصرف على الأسرة ومواجهة أعباء الحياة الصعبة. إقامة مباراة بين قطبي الكرة في كل منطقة.. والتنازل عن دخل بعض المباريات خطوة جديرة بالتنفيذ دور الأندية والاتحادات ماذا لو أقر الاتحاد السعودي لكرة القدم مباراة تقام في الرياض بين النصر والهلال وأخرى في جدة بين الاتحاد والأهلي وثالثة في الدمام يلتقي فيها القادسية والاتفاق ورابعة في حائل تجمع الطائي والجبلين وخامسة في بريدة تكون بين التعاون والرائد وسادسة في أبها تجمع ضمك وأبها برعاية إحدى الشركات ويكون دخول الجماهير لها من خلال تذاكر بأسعار رمزية يذهب ريعها الى هؤلاء الابطال، أيضا ماذا لو تكرم كل ناد من الاندية التي تلعب في الاولى ودوري «زين» عن التنازل جزء من حصته من الدخل في إحدى مبارياته لصالح نجوم منتخب الاحتياجات الخاصة، بكل تأكيد ستأتيهم مكافآت مجزية تليق بما حققوه من انجاز كبير وهنا يكون المجتمع الرياضي وتحديدا الاندية ساهمت مساهمة فعالة في تكريم نجوم الاحتياجات الخاصة وجعلهم يعيشون حياة خالية من الأزمات المالية. ماذا لو تضامنت الكثير من الشركات والبنوك مع هذا الانجاز وأعلنت عن شرائها لمنازل او قطعة ارض للابطال وتوفير بعض الوظائف لمن ليس لديه وظيفة، انه قمة التضامن والتكافل الوطني والواجب الانساني الذي يشعر بقية الفرق والمنتخبات بأن هناك من يتفاعل معهم اذا ما تألقوا وحققوا نتائج مشرفة بأسم الوطن؟. بثمانية أهداف في مرمى فرنسا مهد المنتخب السعودي الطريق نحو البطولة يقول الخبر الذي نشرته الزميلة عكاظ امس ان المكافآت ستتجاوز ربع مليون ريال لكل فرد من افراد المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة اي 250 الف ريال وهذا المبلغ اذا ما كان صحيحا فإنه مبلغ جيد ولكننا تقديرا لابطال العالم نريد المزيد، نريد ان لاتذهب فرحتهم بالبطولة الكبير هباءً منثورا، في البطولة الماضية توقع الكثير ان تكون المكافآت مجزية وان تعالج الكثير من الأزمات المالية التي يعاني منها الكثير وإذ بالحال لم يتغير ان لم يكن اسوأ، وهذا ما يجعلنا نخشى ان يتفاعل البعض مع الانجاز بعد الفوز ووقت الاستقبال ومن ثم النسيان، وهذا اذا ما تكرر فيه قتل للطموح وتحطيم للمعنويات وتحييد للحماس وتهميش للفرحة الكبرى، فرحة الفوز بالبطولة. أحمد الرشيدي استحق جائزة أفضل حارس بالعالم مللنا من مطاردة هؤلاء الإعلام الرياضي هو الآخر مسؤول مسؤولية كاملة تجاه انصاف الابطال ومنحهم المساحة التي تليق بهم وبانجازهم العالمي، لابد ان يتحرر بعض الوقت من ضغوطات وشغف الجري خلف كرة القدم وان يقدم لهؤلاء الاهتمام الكافي، بلاش الجري خلف مستحقات ياسر القحطاني والركض وراء سعد الحارثي وخلافه مع زينجا واللهث خلف هبوط مستوى مالك معاذ وطرده في المباريات، بلاش من التنبيش عن مشاكل محمد نور مع الاتحاد في كل موسم ومطاردة بعض اللاعبين الذين لم يجلبوا لانديتهم والمنتخبات الا الخيبة، مللنا من ذلك ولم نر له أي مردود ايجابي، ما نقوله العام الماضي نكرر ترديده اليوم، نعم بلاش الحديث عن الاستفتاءات المحسومة سلفا بلغة الأكثرية الواضحة، بلاش الحديث عن حال الكرة الذي لم ينصلح والتحكيم الذي لم يتعدل وقرارات اللجان المتفاوتة والعقود الخيالية لبعض اللاعبين الاجانب والمدربين والنتيجة اهدار الاموال والجهد بسوء النتائج في حضرة الاصحاء، بلاش من هذا كله والانصراف لو مؤقتا الى انصاف ابطال العالم وجهازهم الفني والاداري على ألسنتهم بالدرجة الاولى من خلال الحديث عن مسيرتهم وطموحاتهم ومشاكلهم وظروفهم وأوضاعهم المادية، وبالمناسبة فإن هناك مسؤولين في اتحادات رياضية دورهم فقط ينحصر في استثمار مثل هذه المناسبات إعلاميا، اما بالتزاحم لحظة الاستقبال او بالتصريحات التي تجعل المتابع يتخيل وكأنهم من صنع الانجاز، ولو رجعنا لليوم الماضي لوجدنا ان تصريحات من ليس لهم علاقة بالانجاز اكثر من اعضاء المنتخب ومن اعضاء الاتحاد السعودي لرياضة الاحتياجات الخاصة. عمر الكسار حسم البطولة لصالح «الأخضر» ويبدو مع السفير علي المحمود اليوم يجب ان تتجه العدسات الى عبدالعزيز الخالد هذا المدرب الذي هضم حقه من الاعلام والاندية وأعضاء الجهازين الفني والاداري والطبي والى النجوم محمد الدوسري وعبدالله البيشي وماجد الدوسري وعلي البيشي ومبارك الدوسري وهشام شراحيلي ومبارك سالم وماجد الدوسري وعبدالله عسيري وماجد مفتاح وافضل حارس بالبطولة احمد الرشيدي وسالم السعود وفلاح الدوسري ومحمد سالم وعبدالله عمر وعمر الكسار وهداف البطولة عبدالله الدوسري ويوسف الرشيدي ووليد شراحيلي وناصر الحريصي وفهد الحشاش وعبالمجيد الخليفة وبرج معوضة وفهد الحرقان فهم الاجدر بالأضواء وهم الاحق بلمسة وفاء إعلامية تبرز الانجاز وتنصف صانعيه وتخلد مسيرتهم. بولندا العقبة الأخيرة ما قبل النهائي وتبدو فرحة اعضاء «الأخضر»