** أضعف معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف أمل «المتقاعدين» من مدنيين وعسكريين في شمولهم بقرار رفع الحد الأدنى لمرتبات موظفي الدولة إلى (3000) ثلاثة آلاف ريال.. عندما صرح في حفل تكريم البنوك السعودية المعنية بتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث قال: «إن الأوامر الملكية أخيراً والخاصة بتحديد الحد الأدنى لموظفي الدولة لم تشمل المتقاعدين».. من أبنائها. ** صحيح أن الأوامر الملكية لم تنص على شمول المتقاعدين بهذا القرار صراحةً.. لكن الجميع كان ومازال يشعر بأن الملك هو خير من يفكر في هذه الفئة.. وأنه لا يمكن أن يستثنيها على الاطلاق من تحسين أوضاعها المادية لأنها تتعرض لنفس الظروف التي يتعرض لها عموم المواطنين من غلاء معيشة وارتفاع أسعار، ومن ضيق فرص العمل أمام الشباب ومن باب أولى أن تضيق أمامهم على وجه التحديد. ** وكنتُ وغيري نتوقع أن يبادر معالي الوزير إلى تدارك هذا الوضع، كما تم تدارك شمول المبتعثين من أبنائنا وبناتنا الطلاب من مكافأة الشهرين التي أمر بها الملك لأبنائه من موظفي الدولة على اختلاف درجات وظائفهم ونسب مرتباتهم.. ** ولا أعتقد أن الوزير «العساف» لا يعرف أن المتقاعدين هم الأكثر استحقاقاً لشمولهم بالأمرين سواء ما يتصل بمكافأة الشهرين.. أو ما يرتبط بزيادة الحد الأدنى للرواتب على (3000) ثلاثة آلاف ريال.. وذلك لأن مرتب المتقاعد دون هذا المبلغ لا يفي بالحد الأدنى من متطلبات العيش في هذا الوقت.. لاسيما وأن عدد أفراد أسرة المتقاعد «البسيط» في تزايد ومتطلبات العيش الكريم لا تتوقف عند حد.. ** والحقيقة أن هذه الفئة من المواطنين بالذات وجميع المتقاعدين بصورة أشمل تحتاج إلى وقفة مختلفة لأن الكثيرين تقاعدوا في أوقات مبكرة.. وعند رواتب متواضعة.. وأن كل شيء من حولهم قد تغيَّر.. وزاد ونما.. إلا رواتبهم.. ودخولهم.. ومصادر رزقهم المحدودة.. ** وما أُطالب به هنا ليس فقط شمول المتقاعدين بالراتبين فحسب.. وليس زيادة الحد الأدنى للرواتب ورفعها إلى (3000) ريال وإنما بالعمل على مضاعفة رواتبهم التقاعدية أيضاً.. ولن يكون ذلك شيئاً كثيراً على من خدموا بلدهم.. وقدموا له عصارة عقولهم.. وشبابهم.. وجهودهم، وساهموا في تطوير أوجه الحياة في البلاد بكل إخلاص.. ** وليس لدي شك في أن خادم الحرمين الشريفين هو خير من يقدر عطاءات هذه الفئة.. وأنه - يرعاه الله - لن يستثنيها أو يبخل عليها بالخير الذي شمل به الجميع وفقه الله وأدامه. *** ضمير مستتر **(الأُبوة لا تستثني بعض الأبناء.. ولا تحرمهم من الخير الذي نعم به الجميع).