اسفرت صدامات بين مسيحيين اقباط ومسلمين في القاهرة عن سقوط 13 قتيلاً بحسب حصيلة رسمية، مما يعيد التوترات الطائفية في مصر الى الواجهة، في الوقت الذي تدخل فيه البلاد مرحلة انتقالية سياسية صعبة بعد سقوط الرئيس حسني مبارك. وحذرت الحكومة المصرية الجديدة في بيان اثر اجتماع لها الاربعاء من "مخططات الثورة المضادة" وذلك بعد الصدامات التي نسبت الى موالين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط، ان الحكومة "تؤكد انحيازها الكامل لمصالح الشعب وتحقيق اهداف ثورته والوقوف بحسم ضد مخططات الثورة المضادة". واعلنت وزارة الصحة الاربعاء ان حصيلة الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء بين مسيحيين ومسلمين في منطقة المقطم الفقيرة في القاهرة ارتفعت الى 13 قتيلا و140 جريحا، لكنها لم توضح الى اي طائفة ينتمي الضحايا. وما زال الوضع متوترا في هذا الحي الفقير الذي يسكنه عمال تنظيفات وجامعي قمامة غالبيتهم من المسيحيين حيث قال قس لوكالة فرانس برس انه احصى في المستشفى الصغير الملاصق لكنيسته ستة قتلى من الاقباط وما لا يقل عن 45 جريحا. وقال القس سمعان ابراهيم "لدينا في المستشفى الملحق بالكنيسة جثث ستة اشخاص قتلوا جميعا بالرصاص و45 جريحا اصيبوا كلهم بالرصاص كذلك"، مضيفا ان "هناك مصابين نقلوا الى مستشفيات اخرى". وكانت الصدامات وقعت مساء الثلاثاء بعد ان هاجم مسلمون اقباطا كانوا يتظاهرون في "حي الزرايب" احتجاجا على قيام مسلمين السبت الماضي باحراق كنيسة في قرية صول بمحافظة حلوان (جنوب غرب القاهرة) واعلان السلفيين (جماعة دينية متشددة) في هذه القرية عزمهم على بناء مسجد في موقع هذه الكنيسة التي تهدمت نتيجة الحريق. وتحدثت اجهزة الامن عن مواجهات بالحجارة بين مسيحيين ومسلمين فيما ذكر شهود عيان ان الجيش المتواجد في المكان اطلق النار في الهواء لتفريق الحشد. وكانت السلطات اكدت ان القوات المسلحة تعمل على تهدئة الوضع في المقطم والاحياء المجاورة. لكن بعض السكان المسيحيين لم يخفوا احباطهم وخيبة املهم حيال القوات المسلحة التي تتولى زمام الامور في البلاد منذ سقوط مبارك الذي اضطر للتنحي في 11 شباط/فبراير الماضي تحت ضغط الشارع. ويقول هاني غبريال وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره ملخصا الاحباط العام بين الاقباط الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان الحي، "كنا فرحين بتولي الجيش للامور وقلنا انه اخيرا سيرفع عنا ظلم (وزارة الداخلية) وتصورنا ان الجيش سيحمينا ولكن هذا لم يحدث". وتظاهر آلاف الاقباط ايضا في الايام الاخيرة امام مبنى الاذاعة والتلفزيون بوسط القاهرة احتجاجا على اعمال العنف التي تعرضت لها طائفتهم السبت باحراق كنيسة الشهيدين في قرية صول بمحافظة حلوان (جنوب غرب القاهرة) التي تدمر جزء كبير منها. ووعدت السلطات بإعادة بناء الكنيسة في مسعى لتهدئة التوتر.