قالت ألمانيا واسبانيا أمس ان النظام الحاكم في ليبيا فقد الآن كامل شرعيته مع تزايد الادلة على وقوع "حمام دم" في البلاد في حين تتزايد عزلة الزعيم الليبي معمر القذافي كما يبدو. وذكر نائب المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "مرة اخرى تظهر الانباء والصور الآتية من ليبيا ان العقيد القذافي اعلن الحرب على الشعب الليبي. ومثل هذه الحكومة فقدت كامل الشرعية". واضاف المتحدث كريستوف ستيغمانز في مؤتمره الصحافي الاعتيادي في برلين ان "الحكومة الفدرالية تدين بأقسى العبارات الممكنة الوحشية المجنونة وانعدام احترام الكرامة الانسانية". واضاف ان المانيا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي يفكرون في خيارات لفرض عقوبات على طرابلس، مؤكدا ان "الاولوية القصوى" هي تأمين سلامة الالمان في ليبيا والمقدر عددهم بنحو 250 الماني. وقال ستغمانز "نحن الى جانب الشعب الليبي الذي يتظاهر بشكل سلمي من اجل الحرية والديموقراطية وحياة افضل". واضاف ان "التغيير السياسي سيأتي كذلك الى ليبيا، والمانيا والاتحاد الاوروبي يستعدان لمواكبة هذه العملية السياسية". والثلاثاء وصفت ميركل خطاب القذافي المتلفز بانه "مفزع" حيث دعا الزعيم الليبي الشرطة والجيش الى السيطرة على الوضع واكد ان كل متظاهر مسلح يستحق "عقوبة الاعدام" واعدا بالقتال "حتى آخر قطرة" من دمه. ودانت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث أمس استخدام القذافي للقوة لقمع الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده ووصفتها بانها "غير مقبولة مطلقا" مؤكدة ان القذافي فقد شرعيته بالكامل. وفي بروكسل، أعربت المفوضية الاوروبية أمس عن قلقها من مخاطر حصول كارثة انسانية نتيجة اعمال العنف في ليبيا، وارسلت خبراء الى الحدود التونسية والمصرية لتقييم الحاجات في حال تدفق النازحين من هذا البلد. واعلن رافائيل بريغاندي الناطق باسم المفوضة المكلفة المساعدة الانسانية كريستينا جورجييفا "اننا لا نواجه الآن ازمة انسانية في ليبيا لكن ذلك لا يعني اننا غير قلقين، لان الوضع يتسم بانعدام شديد في الاستقرار وهو يتطور بسرعة". وفي هذا الاطار حذر الصليب الاحمر من "مخاطر وقوع كارثة" ناتجة عن تدفق الليبيين بكثافة الى تونس. واوضح المتحدث باسم الصليب الاحمر ان المفوضية الاوروبية تستند حتى الآن الى معلومات الهلال الاحمر الليبي لكنها تفضل الاطلاع مباشرة على الوضع. وفي روما، دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، الحليف المقرب من القذافي، أمس العالم الى معارضة "العنف غير المبرر والتوجهات نحو التطرف الاسلامي" في ليبيا وغيرها من دول شمال افريقيا. وذكر في كلمة في روما "لا نريد ان نرى الوضع يتدهور نحو الاصولية الاسلامية الخطرة". -على حد تعبيره-