يشهد الجناح السعودي بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء في دورته ال17 إقبالا كبيرا من طرف الزوار جعله، بحسب تصريحات متتبعين للشأن الثقافي، نقطة ضوء تنير هذه الدورة التي لم تسلم من بعض المشاكل والاحتجاجات لدرجة مقاطعتها من طرف مفكرين ومثقفين مغاربة. تميز كبير للجناح السعودي الجناح السعودي هذه السنة يتميز عن سابقاتها لا من حيث الموقع، حيث يوجد قبالة المدخل الرئيسي للمعرض، ولا من حيث المساحة الكبيرة التي يشغلها، وكذا أروقته المتنوعة والمتعددة، إضافة إلى كثرة الزوار. ويؤكد محمد البواردي من وزارة التعليم العالي وهي الجهة المشرفة على الجناح السعودي بالمعرض على تمكن الجناح السعودي من تحقيق نسبة تواصل عالية مع الزائر والقارئ المغربي، وقد ساعد على ذلك المركز الإعلامي الذي تم إحداثه هذه السنة. ويحرص البواردي على الإشادة بجهود الوزارة والمتابعة الخاصة من وزير التعليم العالي ونائبه، وكذا سفير المملكة العربية السعودية بالرباط والملحق الثقافي الأستاذ ناصر البراق . مدخل الجناح السعودي تلفت انتباه الزائر للجناح السعودي صورتان بارزتان على المدخل لخادم الحرمين الشريفين وشقيقه العاهل المغربي، وبجانبهما صورتان لعلمي البلدين، ما يوحي بالأخوة العميقة بين البلدين وتجذر علاقتهما على مدى الزمان. وما أن يدلف الزائر الرواق حتى تستقبله صورة كبيرة بالمدخل لخادم الحرمين الشريفين وضعتها الملحقية الثقافية بسفارة المملكة بالرباط كُتب في أعلاها "حمدا لله على سلامتك". هناك بالجناح عدة أروقة تحظى باهتمام بالغ من طرف الزائر، خاصة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، ومكتبة الملك فهد الوطنية..ويمكن لزائر الجناح السعودي أن يستمتع بقراءة أي من الكتب التي يختارها مجانا، وقد وُضعت لأجل هذا الغرض صالة مفتوحة وسط الرواق يجلس بها الزائر للقراءة، ونُصبت بهذه الصالة شاشات تعرض إنجازات المؤسسات بالمملكة العربية السعودية في المجال الثقافي. وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش ومحمد البواردي ويشار إلى أن وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش زار أول أمس الجناح السعودي وأبدى إعجابا كبيرا بالجناح وقضى بعضا من الوقت في أروقته وتجاذب أطراف الحديث في الشأن الثقافي مع الساهرين على الرواق ومن بينهم الأستاذ محمد البواردي. رواق فلسطين و"زهرة المدائن" برغم الظروف الصعبة والحصار الظالم، تغلب الكتاب الفلسطيني على كل هذه الحواجز ليبصم على حضور متميز في معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء هذه السنة. ويستقبل رواق دولة فلسطين زوارا عديدين منذ افتتاح المعرض استهوتهم مؤلفات رموز الثقافة الفلسطينية من قبيل الشاعر محمود درويش وسميح القاسم وإيميل حبيبي وطارق الكرمي ويوسف عبد العزيز.. وفي إشارة رمزية لا تخلو من إشارات ذات معاني عميقة، وُضع رواق دولة فلسطين بالقرب من رواق "بيت مال القدس الشريف". وقبل أن ينتبه زائر الرواق إلى الكتب والمؤلفات المعروضة لكبار الأدباء والشعراء والمثقفين الفلسطينيين، يجذبه صوت السيدة فيروز وهو يصدح بأغنيتها الشهيرة "يا قدس، يا قدس، يا مدينة الصلاة لأجلك أصلي..عيوننا ترحل إليك كل يوم..". ويمثل فلسطين في دورة هذه السنة وزارة الثقافة وداران للنشر (مكتبة كل شيء للنشر والتوزيع، شركة وكالة أبو غوش للنشر). دور نشر تستاء وترفع سعر الكتاب لم تتردد بعض دور النشر المحلية والأجنبية من التعبير عن امتعاضها من بعض المشاكل التي صادفتها خلال الدورة الحالية. فإذا كان بعض الزوار عبروا عن استغرابهم لارتفاع أسعار الكتب، وذلك عكس ما هو معروف إذ يشترط قانون العرض تخفيض 20 في المئة كحد أدنى، فإن بعض دور النشر أرجعت ذلك إلى ارتفاع ثمن المساحة المخصصة لعرض الكتب هذه السنة. فوزارة الثقافة حددت أقل مساحة للكراء في 18 متر مربع، كما خصصت ثمن 700 درهم للمتر المربع، مع إضافة 300 درهم كتأمين عن الحريق، وهو ما اعتبرته دور النشر مكلفا، لينعكس ذلك على ثمن الكتب المعروضة، مع الإشارة إلى أن بعض دور النشر لم تلتزم بوضع سعر الكتاب على الغلاف، لتكون النتيجة وجود تفاوت كبير في سعر بعض الكتب من دار نشر إلى أخرى. ناصر البراق مقاطعة مثقفين مغاربة للمعرض ولا تفوت الإشارة إلى أن "اتحاد كتاب المغرب"، و"بيت الشعر" و"الائتلاف المغربي للثقافة والفنون" و"المرصد المغربي للثقافة" قاطعت هذه الدورة احتجاجا على ما أسمته انعدام التغيير في كل ما كان مثار احتجاج المثقفين في الدورة السابقة، وذلك "بعد أن ظلت مشاريع الأوراش الكبرى التي تشرف عليها الوزارة متوقفة بالمتحف الوطني والمعهد الوطني للموسيقى والرقص مثلا، وكذا لعجز الوزارة عن وضع تصور وطني للعمل الثقافي ذي مصداقية ويلبي تطلعات المثقفين، إلى جانب رصد تخلي الوزارة عن مكتسبات المثقفين في دعم الكتاب والجمعيات الثقافية ودور الثقافة والمعارض الجهوية زيادة على الأسابيع الثقافية الوطنية واللقاءات الفكرية وغيرها من القضايا"، بحسب هذه الجهات. ويشار أخيرا أن الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء عرفت مشاركة 742 من العارضين والناشرين، و 40 دولة مشاركة. وتعرف هذه الدورة تنوعا من حيث عدد الناشرين والعارضين، الذي ارتفع إلى 724، وكذا عدد البلدان المشاركة التي بلغت 40، و من حيث المساحة الإجمالية للمعرض التي جرى رفعها إلى 23800 متر مربع، خصص منها 11 ألفا لأروقة الكتب.