هل تحمل منظمة الصحة العالمية مؤامرة تغريبية ضد حريم المسلمين ؟ وهل الدكتورة مارغريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية من( أصول صينية ) لها مرامٍ خبيثة تطمح فيها إلى الفساد في الأرض؟ على الصفحة الرئيسة من موقع منظمة الصحة العالمية خبر مفاده أن اتباع النُظم الغذائية الصحية وممارسة النشاط البدني بشكل كاف وبانتظام من العوامل الرئيسة لتعزيز الصحة والحفاظ عليها. والنُظم الغذائية غير الصحية والخمول البدني من عوامل الخطر الرئيسة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتعرّض لفرط الوزن والإصابة بأهمّ الأمراض المزمنة , ويؤكد الخبر على أن النشاط البدني والحركة منذ مراحل عمرية مبكرة بات ضرورة صحية وليس خيارا مؤجلا . وبحسب إحصائية الجمعية السعودية لطب الأسرة بلغت نسبة البدانة بين النساء السعوديات 43.3% من النساء , أي مايقارب من نصف النساء لدينا مريضات بالبدانة , مقابل نسبة 34% بين الرجال . على الرغم من هذا مابرح ملف رياضة النساء يقارب بالطريقة التي ألفنها حتى لو طبقت النساء شحما واكتنزن لحما وهن في طريقهن ليتحولن إلى عبء صحي كبير على النظام الصحي في المستقبل وبشكل تراكمي . المؤلم في الأمر مشهد الصبايا اليانعات في مراحل باكرة من العمر وقد اعتقلتهن السمنة في أردية ثقيلة لها تبعاتها السلبية عليهن صحيا ونفسيا . فالنشاط البدني والرياضة النسائية من الخطر أن نسلم ملفها إلى آراء مابرحت قائمة على التوظيف العنصري للتفرقة , إضافة إلى المنع والعيب الاجتماعي , دون أن نجد لها مخرجا يتلائم مع قيم المجتمع، ولكن في نفس الوقت لاتحرم النساء عموما والطالبات على وجه الخصوص من ممارسة النشاط البدني بصورة متصلة , وغرس علاقته بهن من مراحل عمرية باكرة كضرورة صحية ونفسية . فساعة من النشاط البدني للطالبات يوميا من الممكن أن تستثمر حيوية الصبا وتدفقه في نشاط مثمر , يعلمهن الالتزام بالقواعد والانتظام في التدريب , كما أنه يدربهن على العمل من خلال مبدأ تعاوني بروح الفريق , و يخلصهن من شحنات القلق والتوتر السلبية حول الذات التي من الممكن أن يسقن من خلالها إلى منحرفات سلوكية وأخلاقية قد تدمر مستقبلهن . وأقول هنا لحزب (النعامة ) الذي يصر على أننا المجتمع المثالي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه أو خلفه , عليه أن يقوم بجولة ميدانية فقط في المدارس ومراجعة المشاكل في ملفات المرشدات الاجتماعية عندها سيحظى بحقائق مرعبة وزاعقة عن طبيعة المشاكل الموجودة علها توقظه من غفلة النعام . من المهم هنا أن لانسلم ملف رياضة النساء إلى ميدان الشد والجذب والمزايدات المعهودة التي اعتدناها مع كل مشروع إيجابي يطرح في المجتمع , الأولى هنا أن نحتكم إلى حكم عادل من لغة العلم والأرقام التي تؤكد على أن السمنة هي مرض , وأن هذا المرض ينتشر لدينا محليا بشكل وبائي , ولابد من التصدي له ومعالجته بجميع السبل المتاحة , ومن لديه تحفظات بإمكانه أن يمنع حريمه من ممارستها , ولكن ليس له وصاية على نساء المجتمع عموما.