ترتبط الشراهة أو كثرة تناول الطعام بالفراغ أو البطالة أو القلق والاكتئاب كما يعتقد كثير من الناس، ولكن لعلماء النفس رأياً آخر!! فما هو رأيهم؟ يعتقد بعض علماء النفس أن العمل المتواصل والكثير وما يرافقه من ضغوط وتوترات نفسية شديدة يمكن أن يؤثر في العادات الغذائية للأشخاص ويزيد كثيراً من شراهتهم للأكل. وذكر الباحثون في المؤتمر السنوي للجمعية النفسية البريطانية أن بعض الناس يتفاعلون مع الضغط النفسي والتوتر بالاتجاه إلى تناول الطعام بشراهة كبيرة. وقد أوضح الباحثون النفسيون أنه يمكن تصنيف الناس إلى ثلاث مجموعات حسب طبيعة تناولهم للطعام: - الكابحون، وهم أولئك الذين يراقبون ويحددون كمية الطعام التي يتناولونها. - العاطفيون أو المزاجيون، وهم أولئك الذين تتأثر عاداتهم الغذائية بطبيعة مزاجهم. - الأقل وعياً، وهم الأكثر تعرضاً للشراهة بسبب ضعف تخطيطهم للوجبات الغذائية وعدم اهتمامهم بالنظام الغذائي. وقد وجد الباحثون بعد متابعة عدد كبير من الطلاب قبل بدء امتحاناتهم النهائية بأسبوعين أن الطلاب المصنفين ضمن المجموعة الأقل وعياً قد سجلوا تناولاً أكبر للوجبات الخفيفة مثل البطاطس والشيكولاته والبسكويت والمكسرات .... الخ، إضافة إلى الوجبات السريعة. وزاد الخطر عند أولئك الطلاب عندما حاولوا إنقاص أوزانهم قبيل عقد الامتحانات، أو كانوا من المتفوقين الذين يسعون للحصول على درجات عالية بالرغم من ضعف مهاراتهم التنظيمية. وقد لاحظ الباحثون أن هناك زيادة كبيرة في الرغبة الكبيرة لتناول الأطعمة الغنية بالدهون كأسلوب للتغلب على الضغط النفسي والتوتر المصاحب للامتحانات، وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تنطبق أيضاً على الموظفين والعاملين وكل من يتعرض للتوترات والضغوط النفسية المصاحبة للعمل. ويرى الباحثون أن الفترات الطويلة من الضغط والتوتر قد تؤثر بشكل سلبي على السلوك الصحي للإنسان. وفي اعتقادي أن تنظيم الوجبات الغذائية والحمية المناسبة يمكن أن يكون لهما دور في تقليل الشراهة مع إعطاء الإنسان قدرة جيدة لمواجهة زيادة أو ضغط العمل...