أصدر الأستاذ عبدالله بن سعد الدريس كتابا بعنوان طريق حاج اليمامة عبر وادي نعام والحريق وبأخرة للشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويعد كتاب الدريس من أول بحث يأتي من نوعه هذا الطريق القديم الذي كان ايام أشهر الحج مزدهراً بالقوافل التي تؤم مكةالمكرمة فهو طريق تاريخي شهير وليس بالطريق المغمور والنكرة لهذا جاء بحث الأستاذ الدريس موفقاً في تناولة هذا الطريق من عدة مباحث. قسم المؤلف كتابه إلى 12 مبحثاً وعدد صفحات الكتاب مع المنسك 144 صفحة وحينما عرض المؤلف بحثه هذا لم يفته ان يلقى الضوء على قوافل الحج في الأزمنه لمتأخرة أي ما بعد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب "رحمه الله" مع أعتقادى ان كثيرا من الرواية والأخبار عن قوافل الحج النجدية المارة بهذا الطريق والقاطنة بهذا الممر المؤلف لم يدونه بسبب موت كثير من الرواة وأصحاب المسامرات الشعبية فهذه السنوات الكثيره التي تعد بالمئات على هذا الطريق كفيله بمادة غزيرة من التراث الأدبي والشعبي والقصص وجنوب نجد عموماً بما فيه منطقة الحريق ونعام نجد ان المصادر التاريخية بخيله نحو المنطقة والتركيز دائماً في منطقة وسط نجد وشمالة وغربه اما هذه المنطقة فهي مهملة جداً ولهذا يشكر المؤلف على هذا الجهد الطيب ومن خلال قراءتي للكتاب نقتطف الجوانب التي لها علاقة بالأدب المحلي الشعبي وأثر الحج في نفوس الشعراء يورد المؤلف أبيات الشاعر الشهير محسن الهزاني في وصفه لطريق حاج اهالى الحريق بعد إيابهم من مكة محدداً المعالم البارزة والظاهرة للعيان ومدة الرحلة من مكة إلى بلده الحريق قائلاً: يا واهني من حج وأوفى جماره واقفن به العيرات سج مع الريع عقب أربع وطن خشم الخضارة ومع مثلهن شافن خشوم مفاريع والتاسعة كل تبجح بداره بوادي الحريق اللي عذوقه مهاضيع ويأتي شاعر لم يهتد المؤلف إلى اسمه وفيها يتمنى هذا الشاعر الحج مع حجاج اهل الحريق ويثني على قوة أبلهم ونفاستها وبوده رفقتهم قبل حلول الموت وقرب المنية يقول "رحمه الله": جيشكم يا سعود ما فيه الرديه سالمات من الوبش مربعاتي ناحرات البيت ماهمب محورية ذاك وفق الله هنيه بالحياة ليتني معكم ولي معكم مطيه قبل ملك الموت ياخذني فواتي والشاعر حماد بن نهيد العجمي وهو من سكان الحريق يريد من الله ان يحقق له ان يزور البيت الحرام حاجاً ولكنه يشتكي من عدم وجود الزاد اللذان بهما الاستطاعة لأدى الحج ومطلع قصيدته هي: بديت في مرقبً تلعبي الهبه في راس حيد وعدل زين الالحاني يالله انا طالبك يا سامك القبه ياسامك للسما من غير عمداني ان ترحم إلي ضعيفاً ما معه سبه ما له جدا كود عض الكف بأسناني ثم يقول " رحمه الله " ياليت من حج قبل يجي العرب غبه يقضي الفريضه ويطلب عالي الشاني شفي بنضو هميم يقطع الخبه يشفى إلى حركته حسنات الأسناني إلفقر يا مسندي منصور وش طبه ليجيت أبا شهر يقص أطراف جنحاني أشوف انا من تفقر محداً حبه يقال يا فارقينه وين ذا جاني كما أن الباحث أفرد مبحثاً عن الأمثال الشعبية في الحج كالمثل القائل "من هذرى بالحج حج" ويقال لمن عقد العزم على الحج ويقال في المثل الأخر "ما يحج ألا القوي" أى لا يحج إلى بيت الله الحرام إلا أنسان لديه النفقة الكافيه لسفره. وختاماً فالكتاب جدير بالقراءة لكل مهتم بجغرافية الجزيرة العربية وطرق اليمامة القديمة.